تونس - السعودية اليوم
توجت الشابة التونسية ياسمين الصكلي أصيلة محافظة المنستير الساحلية بلقب أفضل معلم في العالم ضمن قائمة ضمت 100 معلم عبر العالم اختيروا الأفضل من بين آلاف المعلمين الذين شاركوا في مسابقة دولية بعنوان "تلاميذ العالم يطالعون" نظمتها مؤسسة AKS education awards.ياسمين تميزت بتقديمها لمشروع متكامل يوضح كيفية توظيف القصة الرقمية بيداغوجيا في القسم وتنفيذ مختلف خطواتها الرقمية وتوضح ياسمين: "أرفقت المشروع بأكثر من 500 عمل رقمي هو ثمرة تجربتي التي انطلقت منذ سنة 2015 ليكون بمثابة مكتبة رقمية تضم عددا كبيرا من المضامين الدراسية المصورة والقصص الرقمية والكتب الناطقة والفيديوهات التعليمية وهي منشورة جميعها على اليوتوب".
وكشفت ياسمين بأن المسابقة مكنتها من التعرف على العديد من المعلمين الأكفاء من الدول العربية يثابرون من أجل تطوير طرق التدريس واستخدام التكنولوجيا الحديثة والبرمجيات والتطبيقات في التعليم حتى يستفيد منها التلاميذ في القسم وخارجه، وأسرت لنا بكل حماس إنها بصدد إعداد مشروع عربي يستفيد منه التلاميذ والمعلمون في كل الدول العربية تسعى من خلاله إلى مزيد ترغيب الأطفال في المطالعة عبر القصص الرقمية التفاعلية، ولم تنسى ياسمين التأكيد على أنها قدمت مشروعها الذي شاركت به في المسابقة إلى المسؤولين في وزارة التربية في تونس، "لأنني أؤمن أن اصلاح التعليم يجب أن ينطلق من القسم ومن المعلم والتلميذ".
ورغم أن تجربتها في مهنة التدريس تعد قصيرة وهي التي لم تتجاوز 36 من العمر، إلا أنها كانت منذ أول يوم لها في القسم تسعى دائما إلى توظيف التقنيات الحديثة لفائدة التلميذ، تقول "أنا أرفض أن أكون معلمة عادية تقتصر على الطرق التقليدية في التدريس وتكتفي بالساعات المخصصة لها في الجدول الأسبوعي لتوزيع الدروس"وتؤكد ياسمين المتوجة أفضل معلمة في العالم أنها عملت على تغيير الوضعيات التعليمية التقليدية مثل أن يقرأ المعلم النص من السبورة أو الكتاب وقامت بتعويضها بعرض فيديوهات على لوحة إلكترونية وبطريقة تفاعلية على أن يكون التلميذ فيها أحد أبطال القصة.
وتقول ياسمين: "نجحت في استقطاب العديد من تلامذتي إلى عالم القصة والمطالعة بعد أن حولتهم أبطال لهذه القصص يقرؤونها ويعيشون في شخوصها وقد لاحظت تفاعل كبير للأطفال مع هذه الطريقة وهو ما شجعني على المضي قدما لتحقيق حلمي ببعث منصة للقصة الرقمية يستفيد منها تلاميذ العالم.وكشفت لنا ياسمين "مهنة المعلّم لم تكن اختياري منذ البداية وقد تحصلت على الأستاذية في الرياضيات وتطبيقات الإعلامية وكنت دائما من المتفوقين، وظفرت بفرصة هامة لمواصلة دراستي في الخارج إلا أن ظروفي العائلية حالت دون ذلك فخيّرت البقاء في تونس ثم تقدمت فيما بعد لاجتياز مناظرة المعلمين في المرحلة الإبتدائية ونجحت فيها. "
المعلمة ياسمين هي أم لثلاثة أطفال وكان أحد ابنائها يعاني من مرض صعوبات التعلم ما دفعها لتلقي تكوين في المجال والتدرب على تطوير طرق التدريس والتواصل مع التلاميذ وقد تمكنت بإصرار الأم وعزيمة المربية من تعلم عدة أساليب بيداغوجية حديثة وطرق تواصلية مبتكرة،كما أن المعلمة المثابرة متحصلة على شهادة مدربة في توظيف التكنولوجيا الحديثة والبرمجيات في القسم وهي مدربة في التنمية البشرية وفي الخرائط الذهنية، وتحمل شهادة مدربة من مايكروسفت ذلك أنها تسعى دائما لتطوير مهاراتها والمشاركة في الدورات التكوينية والبحث في الإنترنت والتعرف على تجارب مختلفة ومعارف جديدة توظفها في القسم والمدرسة.
تحدثت ياسمين بكل امتنان عن زملاء لها في المدرسة ومدارس مجاورة "شجعني كل مديري المدارس والمعلمين وشاركوني في تأسيس الجمعية التونسية لتكنولوجيا التربية الحديثة سنة 2018 والتي تعتبر محضنة أفكار وبرمجيات نطوعها من أجل مصلحة التلميذ وقد نجحنا في تكوين ألفي معلم تونسي حول سبل توظيف البرمجيات والتكنولوجيا في التعليم".ونوهت ياسمين الأفضل بين معلمي العالم أن ظهور فيروس كورونا المستجد وتفشي المرض أكد الحاجة لمزيد توظيف التقنيات الحديثة في التدريس وابتكار تطبيقات تدعم التعليم عن بعد في مراقبة التمارين المنزلية وإنجاز الكثير من الأنشطة التعليمية واستدركت “لكن يبقى الدور التربوي للمعلم والأستاذ في القسم مهم للغاية ولا يمكن التخلي عنه".
قد يهمك ايضا: