لندن ـ العرب اليوم
كشف تحقيق أجرته صحيفة بريطانية، عن تلاعب شركة إعلانية مقربة من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ببيانات وقواعد "فيسبوك" بهدف نشر معلومات مضللة لخدمة زبائنها.
وذكر التحقيق الذي أجرته صحيفة "الغارديان" البريطانية يدير شركة "سي تي أف" وهي شركة دعاية وعلاقات عامة، لينتون كروسبي المقرب من بوريس جونسون، ويتمحور عملها حول بناء شبكة من الصفحات الإخبارية على "فيسبوك" لصالح عدد من العملاء، مثل الحكومة السعودية والشركات المعادية للسياسات البيئية.
وتقوم هذه الصفحات على التضليل وبثّ أخبار كاذبة، إلى جانب تقديمها موادّ للدعاية على اعتبارها أخبارًا حقيقية وصحافية، وفق "الغارديان".
أقرأ أيضا إطلاق قناة "تايم سبورت" الفضائية لبث مباريات كأس الأمم الأفريقية
وأجرت الصحيفة مقابلات مع عدد من العاملين الحاليين والسابقين في الشركة، وكشف هؤلاء أن جونسون نفسه، ليس بمنأى عن هذه الفضيحة، إذ إن الشركة أعطت رئيس الوزراء البريطاني مطلع العام الحالي، قرضًا من دون فوائد، لتغطية تكاليف مكتبه. كما أن كبار الموظفين في الشركة عملوا لصالح حملة جونسون الانتخابية أثناء المنافسة على زعامة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء.
ونشرت "الغارديان" تقريرًا مشابهًا في إبريل/ نيسان الماضي، كشف عن إدارة الشركة لعدد من مجموعات فيسبوك ذات المتابعة الواسعة، حيث أنفقت عليها ما يقارب مليون جنيه إسترليني لدعم فكرة الخروج من الاتحاد الأوروبي، من دون اتفاق في الرأي العام البريطاني. بينما يكشف التحقيق الأخير أن قائمة عملائها تشمل العديد من الشركات والحكومات الأجنبية.
ولعلّ أبرز زبائن الشركة، هم بداية الحكومة السعودية التي دفعت مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية لـ"سي تي أف"، لتحسين صورة وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان مطلع عام 2018، وقبل اغتيال جمال خاشقجي. كما أن الشركة تواصلت وعملت مع الحزب التابع لرئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب رزاق، الذين أدين في واحدة من كبرى فضائح الفساد في التاريخ الحديث.
وتقوم الشركة من خلال نشاطها على "فيسبوك" بخلق عدد من الحملات الشعبية، من دون أن تكشف عن إدارتها لها. ويقول أحد الموظفين السابقين، إن "سي تي أف" تقوم بإنشاء صفحات على "فيسبوك" حول مواضيع محددة لنشر المعلومات المضللة بين الجمهور في بريطانيا وخارجها، "وتكون هذه الصفحات مجهولة الهوية وتبدو كأنها صحفة إخبارية ذات رؤية متخصصة".
ويضرب الموظف السابق مثالًا بالقول، "إذا كنا نعمل على دعم استخدام الفحم، فستكون الصفحة حينها معادية للسياسات البيئية. ونقوم بإنشاء صفحة مصممة لجذب اهتمام أفراد من نوع المؤيدين لترامب ونثير غضبهم حيال الدعم الحكومي للسياسات البيئية".
ولخدمة هذه الحملات، يعمل الموظفون القائمون على صفحات "فيسبوك" على توسيع قاعدة المتابعين لها من خلال الإعلانات المدفوعة.
قد يهمك أيضا
"فيس بوك" تحذف حسابات شركة إسرائيلية تستهدف التدخل فى انتخابات دول أفريقية