القاهرة ـ محمد الشناوي
لم يتمكن محامو المراسل الصحافي المصري مظهر محمود من الحصول على أمر نيابي بوقف عرض فيلم وثائقي لـ"بي بي سي" يكشف هويته الحقيقة، ومن المقرر عرض الفيلم الوثائقي الذي يتناول طرق محقق صحفي سري على قناة "بي بي سي 1" مساء الاثنين.
وبعد جلسة استماع مطولة في لندن رفض القاضي الدعوى المقدمة للحصول على أمر نيابي بوقف الكشف عن أية صور لم يتم عرضها على الجمهور منذ 5 نيسان/ أبريل 2006، وأكد القاضي ديفيد إيدي، أنه لم يقبل دعوى محمود بأنَّ سلامة أسرته قد تعرض للخطر إذا تم الكشف عن هويته للجمهور ولم يكن لدى المحكمة أدنى سبب لتقييد حرية التعبير والتحرير في قناة "بي بي سي".
بدوره، أوضح محامي محمود، آدم سبيكر، لدى المحاكم العليا أنَّ موكله يفكر في الاستئناف، وصرَّح مدير مراقبة الجودة في "بي بي سي" مانويل باركا، أنَّه إذا تقدم باستئناف فلن يتم عرض أي صور له في إعلان البرنامج حتى الاثنين في تمام الساعة 6 مساءً حتى يتثنى للقضية أن تطرح للاستماع.
وانهارت الطرق التي استخدمها محمود، الذي قضى معظم حياته المهنية في الأخبار العالمية التي أصبحت لا طائل منها الآن والتي كانت مرمى كل الأخبار المهمة في محاكمة المواد المخدرة لنجمة موسيقى الراب" توليسا كونتوستافلوس، عندما حكم في القضية بإدعاء محمود الكاذب، وطلب النائب العام في جلسة الاستماع "بي بي سي" بتأجيل البرنامج إلى حين البت إما باتهام محمود بجنحة أم لا.
وذكر كبير المستشارين القانونيين في بريطانيا، جيرمي ريت، أمام المحكمة أنَّ "النائب العام قد أقرَّ بأنه طالما لم يتم اعتقال السيد محمود، فإنَّه لا يعمل بأحكام قانون ازدراء المحكمة لعام 1981".
ولكن استمر ريت "كل ما أطلبه أن تنظر في مدى فائدة بث قناة "بي بي سي" لهذا البرنامج للعامة في هذا التوقيت، والبت المقترح قد يمس أي محاكمة، قد يتهم فيها الصحفي محمود، فإذا كانت هناك محاكمة، فإنه غالبًا أو من المفترض أنه إساءة استخدام لعملية جدلية من قبل الدفاع، ومن ثم يحد من قدرة القاضي على المضي قدمًا في المحاكمة".
بينما أشار القاضي إيدي، إلى أنَّه في الوقت الذي كان مخولًا فيه النائب العام "بالإشارة إلى المشكلة التي قد تنشأ إذا تمت محاكمته، ولكنها ليست أساس لأمر النيابة بالإيقاف".
ويشمل البرنامج الذي تأجل مرة من قبل مقابلات مع الأشخاص المستهدفة ومن ساعدوه في المهمة للكشف عنهم.
وبيّن المحامي سبيكر، في جلسة الاستماع أنَّ المراسل لا يسعى إلى الحصول على أمر نيابة لوقف عرض تحقيقاته الاثنين ولكن كل ما يطالب به ألا يظهر في العرض.
وفي الشهادة أمام المحكمة، ذكر محمود، أنَّه قلق على سلامته وسلامة عائلته إذا عرفت هويته بأنها متغيرة كثيرًا ويعيش في مجتمع آمن وراء أبواب حديد، ويخضع لمراقبة على مدار الساعة وخط مباشر للاتصالات بالشرطة، مضيفًا أنَّ جيرانه ليسوا على دراية بهويته الحقيقة.
وفي الدفاع عن حق "بي بي سي" في عرض البرنامج، أكد المحامي باركا، أنَّ الصحفي محمود لا يخشى سلامة أسرته ولكن "ليحمي ما تبقى من حياته المهنية كصحفي جريدة المشهور فيها باسم الشيخ المزيف على وجه الخصوص واتخذ التنكر للوصول إلى مراده".
وأشار باركا إلى كتاب "اعترافات شيخ مزيف" والذي ألفه محمود في عام 2008 والذي يحتوي على العديد من الصور التي يظهر فيها ولكن مخفي العينين كما نوَّه إلى أنه ظهر في أحد برامج ليروّج لكتابه ولكن كان التصوير من الظهر ولا يوجد أي تعتيم لصوته.
وصرّح إيدي "كنت على استعداد لإصدار أمر بعد البث إن كان هناك دليل واضح على وجود خطر عليه أو على أسرته من ذلك العرض، بالإضافة إلى الصور المجودة على الملأ "ولكنه قال إنَّ السيد محمود لم "يتمكن من تقديم" البرهان على ذلك.