سيلفيو بيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي السابق وماريو مونتي رئيس الوزراء الحالي
روما ـ مالك مهنا
كد ماريو مونتي رئيس الوزراء الإيطالي الحالي أن سيلفيو بيرلسكوني أشبه بشخصية بايد بيبر الأسطورية وحذر الشعب الإيطالي من أنه سيقود الشعب الإيطالي إلى كارثة إذا ما أعيد انتخابه رئيسًا للحكومة الإيطالية للمرة الرابعة في الانتخابات العامة المزمع إجراؤها خلال الشهر المقبل. وتقول الأسطورة العالمية إن
بايد بيبر استطاع أن ينقذ قرية هاميلين الألمانية من الفئران عندما قام بالعزف على الناي على نحو جذب وراءه كافة فئران القرية واتجه بها نحو النهر لتغرق هناك ، وعندما رفض أهالي القرية منحه أجر الانقاذ من الفئران قرر أن ينتقم من القرية فقام بالعزف على الناي على نحو جذب وراءه كافة أطفال القرية نحو النهر ليغرقهم هناك.
وقال مونتي الذي يقود تحالف الوسط الإيطالي في الانتخابات المقبلة أن رئيس الوزراء الإيطالي السابق بيرلسكوني البالغ من العمر 76 عامًا استطاع أن يخدع الشعب الإيطالي ثلاث مرات ، وذلك في إشارة إلى فترات حكمه الثلاث للحكومة الإيطالية والتي كان آخرها عندما اضطر للاستقالة في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 بعد أن تورط في ست فضائح جنسية وأوقع إيطاليا في هاوية الديون بسبب سوء إدارته للبلاد.
وتقول صحيفة "الديلي تلغراف" أن تصريحات مونتي الأخيرة التي أدلى بها خلال مقابلة تليفزيونية أجريت معه يوم أمس الإثنين في برنامج بورتا أبورتا ، تعد بمثابة أقوى الانتقادات التي وجهها إلى بيرلسكوني كما أنها تزيد من حدة الخصومة والعداء بين الزعمين المتنافسين قبل أسابيع قليلة من الانتخابات التي سوف تعقد يومي 24 و 25 من الشهر المقبل.
وقال ايضا أن التضحيات التي قدمها الشعب الإيطالي خلال العام الماضي يمكن أن تضيع هباءا في غضون ثلاثة أو أربعة اشهر في حالة إذا ما وصل العجوز المتصابي المضلل والمخادع إلى السلطة، وذلك في إشارة إلى بيرلسكوني.
واضاف مونتي أنه صدق بيرلسكوني عندما أعلن عن سياسياته في بداية التسعينات ووعده بإدخال إصلاحات اقتصادية على طريقة تاتشر ، ولكنه اكتشف مثله مثل ملايين الإيطاليين خدعة بيرلسكوني الذي لم يفي بأي من وعوده.
وقد رد بيرلسكوني اليوم الثلاثاء على بروفسور الاقتصاد والمفوض الأوروبي السابق ماريو مونتي بأسلوب يحقر من شأنه عندما وصفه بالزعيم القزم. كما اتهم مونتي بأنه قاد إيطاليا نحو الركود الاقتصادي من خلال زيادة الضرائب وسياسات التقشف. كما سخر منه عندم قال "أنه ريما يفرض ضرائب على الناي الذي أقوم بالعزف عليه" ويقصد بذلك الناي الذي كان يعزف عليه شخصية بايد بيبر.
وقال أيضا أن مونتي يصعد من حدة خطابه السياسي بعد أصابته الصدمة وهو يرى استطلاعات الرأي الأخيرة التي تظهره كزعيم ضئيل للوسط الإيطالي.
وعلى الرغم من اتهام بيرلسكوني بالتهرب الضريبي ومحاكمة حاليا لتورطه في جرائم جنسية ، إلا أنه نجح في جذب الناخب الإيطالي نحوه خلال الأيام القليلة الماضية من خلال ظهوره الإعلامي المتكرر حيث وصلت نسبة المشاهدة في إحداها إلى سبعة ملايين مشاهد.
كما ارتفعت نسبة التأييد لحزبه وحزب رابطة الشمال المتحالف معه من 25 % خلال الشهر الماضي إلى نسبة 28 بالمئة وفقا لأحد استطلاعات الرأي الذي أجرته قناة تلفزيونية مستقلة.
ويشير أنصار بيرلسكوني إلى استطلاع للرأي آخر يكشف عن نجاح بيرلسكوني في تضييق الفجوة بنيه وبين يسار الوسط الديموقراطي إلى 4.5 نقطة فقط.
كما أشار بيرلسكوني إلى أنه في حال فوز تحالفه فإنه سوف يتخلى عن طموحاته في تولي منصب رئيس الوزراء وأنه سوف يكتفي بمنصب وزير الاقتصاد وهو المنصب الذي يعتقد أنه سيكون الأكثر أهمية والأكثر نفوذا.
وفي هذه الحالة سوف يتولى رئاسة الحكومة المحامي أنجيلينو ألفانوا البالغ من العمر 42 عاما الذي يتزعم حزب شعب الحرية.
وعلى الرغم من أن الحزب الديموقراطي لايزال في مقدم استطلاعات الرأي إلا أن تحالف بيرلسكوني يمكن أن يؤدي إلى منع الحزب الديمقراطي من الحصول على الأغلبية داخل مجلس الشيوخ على نحو يعوق قدرة الحكومة الجديدة على التشريع والاستقرار.
ويزعم بيرلسكوني أنه بات يخشى على حياته وأمنه وأشار في ذلك إلى حادث تهجم أحد المختلين عليه في ميلان وأصابه في بجروج مؤلمة في وجهه. وقال أن المسؤولين عن حمايته أعربوا له عن مخاوفهم في ظل أجواء الكراهية من حوله.
كما شن هجوما جديدا على النظام القضائي في إيطاليا وقال أن المدعي العام في ميلان الذي يتهمه بدفع مبالغ إلى راقصة قاصر مقابل ممارسة الجنس معها لابد وأن يحاكم بتهمة تشويه السمعة والتشهير. وقال أنها "فضيحة حقيقية" أن يتم استخدام المال العام في محاكمته بتهم لم يرتكبها كما يزعم.
كما جدد نفيه تهمة ممارسة الجنس مع كريمة المحروقي عندما كانت قاصر في حفلة من حفلات البونغا بونغا وقال أن اللقاء لم يخرج عن تناول العشاء في أجواء هادئة ورائعة.