كرزاي وهو يتحدث عن زيارته الأخيرة لأميركا ومحادثاته مع أوباما
كابول ـ أعظم خان
طالب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، الإدارة الأميركية بتزويد بلاده بطائرات من دون طيار وجامعات، لتحل محل الجنود الأميركيين المتواجدين حاليًا في أفغانستان، مؤكدًا أنه "سيترك الأمر للشعب الأفعاني كي يقرر ما إذا كان يسمح بوجود فرقة عسكرية صغيرة من القوات الأميركية بعد انسحاب غالبية القوات خلال
عام 2014"، فيما اشترطت واشنطن لبقائها في أفغانستان، منح جنودها حصانة تحول من دون ملاحقتهم قضائيًا في البلاد.
وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية "بدت على وجه الرئيس الأفغاني علامات الارتياح والتفاؤل بعد عودته من زيارته لواشنطن ولقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما، كما كان دائم الابتسام والضحكات خلال المؤتمر الصحافي الذي أذاعه تلفزيون الدولة الرسمي على الهواء، بعدما كان دائم القلق بشأن مسألة استمرار الإنفاق الأميركي على بلاده التي تعاني الفقر، وحول مستقبل الوجود الأميركي في أفغانستان، إلا أنه عاد من واشنطن وقد ارتسمت عليه علامات السرور بالاتفاقات التي أبرمها حول استمرار التمويل والإمدادات الأميركية لأفغانستان على المدى الطويل، بالإضافة إلى تلميحات بتعجيل الانسحاب الأميركي من بلاده".
وقال كرزاي "علينا ألا نعتقد بأننا غير مؤهلين لحمايتها عندما يغادر الأجانب بلادنا، فنحن لا نرغب في تواجد الجنود الأميركيين في أفغانستان، ولكننا نرغب في دعم أميركا الاقتصادي لبلادنا"، مشيرًا إلى أنه كان واثقًا من أن واشنطن ستزوّد بلاده بتكنولوجيا متقدمة.
يُشار إلى أن أفغانستان ستكون بحاجة إلى مساعدات مالية لدفع رواتب الجنود ومعدات عسكرية على مدى العديد من السنوات المقبلة، وذلك لتمكين الجيش الأفغاني من التصدي لحركة "طالبان".
وقال كرزاي إنه طلب من الأميركيين تزويده بطائرات من دون طيار، وأنهم وافقوا على ذلك، ووعدوه بتزويد بلاده بتلك الطائرات، وكذلك طالب بمزيد من المساعدات النقدية لدعم عملية التعليم في بلاده، موضحًا "لقد طلبنا من الأميركيين إنشاء جامعات في ثمانية مناطق في أفغانستان"، فيما استبعد المخاوف التي تقول إن العنف سينتشر في البلاد بعد رحيل القوات الأجنبية، وقال "مع رحيل الأجانب فإن أفغانستان لن تكون غير آمنة، بل ستكون أكثر أمانًا"، مؤكدًا على وجهة نظرة القائلة بأن "تواجد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على الأرض الأفغانية، هو من يشعل نيران العنف في البلاد"، مشيرًا إلى أن "مجلس كبار الشعب الأفغاني هو من سيقرر مستقبل الوجود الأميركي في أفغانستان".
وقد التقى الرئيس الأفغاني نظيره الأميركي باراك أوباما، وهو يحمل قائمة طويلة من المطالب، بالإضافة إلى فريق مشاكس من المفاوضين الأفغان، حيث قال أحد أفراده في حديث مع صحيفة "واشنطن بوست"، "إن العالم يحتاج إلينا أكثر مما نحتاج نحن إلى العالم"، وبعد ساعات من المفاوضات، توصل الرئيسان الأميركي والأفغاني إلى صفقة تقضي باحتفاظ أميركا بقوات عسكرية صغيرة في أفغانستان، لتدريب الجنود الأفغان وملاحقة تنظيم "القاعدة" والجماعات المسلحة الأخرى بعد انسحاب قوات "الناتو" بنهاية عام 2014.
وأضاف كرزاي أنه سيدعو أعضاء المجلس الأعلى الذي يضم الشخصيات الأفغانية المؤثرة في أنحاء البلاد كافة، لاتخاذ قرار منح القوات الأميركية حصانة تحول من دون ملاحقتهم قضائيًا في أفغانستان، وهو خط أحمر ترفض واشنطن تجاوزه، والذي تم رفضه في العراق، وأدى إلى انسحاب القوات الأميركية هناك عام 2011 ، وما لم تحصل واشنطن على تلك الحصانة فإنها لن تبقي أي جندي أميركي في أفغانستان، فيما رفضت السفارة الأميركية في كابول التعليق على تصريحات الرئيس الأفغاني.