مواطنون أفغان يحتشدون حول ناقلة نفط تابعة للناتو لنهب وقودها بعد تعرضها لهجوم من طالبان
كابول ـ أعظم خان
شنت حركة "طالبان" الأفغانية، السبت، هجومًا على شاحنة لنقل النفط تابعة لقوات تحالف شمال الأطلسي "الناتو"، وهي في طريقها إلى توريد شحنة من النفط إلى الجنود، في منطقة دوشي في إقليم باغلان الذي يقع شمال البلاد، فيما أكد محللون أنه على الرغم من وعد القوات الغربية بسحب قواتها من البلاد بحلول نهاية العام 2014
، إلا أن الحرب في أفغانستان التي استمرت 11 عامًا، لم تنتهي بعد.
ونشرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، مجموعة استثنائية من الصور الفوتوغرافية التي تكشف استمرار حركة "طالبان" الأفغانية في تهديدها للأوضاع الأمنية في البلاد، كما تكشف كذلك الروح النفعية والانتهازية للسكان الأفغان، ومدى صراعهم من أجل البقاء في بلد مزقته ويلات الحرب، حسبما وصفت الصحيفة.
وتعرض الصور اللحظات التي أعقبت الهجوم الذي شنته "طالبان"، السبت، على شاحنة لنقل النفط تابعة لـ"الناتو"، وعلى الرغم من أن بعض أجزاء الشاحنة بعد الهجوم لاتزال النيران مشتعلة فيها، إلا أن ذلك لم يمنع السكان المحليين القريبين من المنطقة التي شهدت الحادث، من التجمع والاحتشاد حاملين معهم أوعية لسحب ما تبقى من الوقود ونلقها إلى منازلهم.
وأضافت الصحيفة أن "مجموعة من الرجال المسلحين قامت أثناء الهجوم، بإطلاق نيرانهم على الشاحنة حتى احتراقها ورحيل طاقمها عنها، وعلى الرغم من أنه لم تتم بعد تحديد هوية الذين قاموا بالهجوم، إلا أن السكان المحليين يقولون بأنهم من مليشيات حركة (طالبان) الذين شنوا الهجوم بهدف إعاقة (الناتو) في جهوده نحو إعادة بناء البنية التحتية للبلاد والقضاء على الحركات الإرهابية فيها".
وقال المتحدث باسم الشرطة سيد زمان حسيني، إن "رجالاً مسلحين غير معروفة هويتهم، استهدفوا ناقلة نفط بأسلحة آلية صباح السبت، مما أدى إلى احتراف الناقلة، وأن الشرطة الأفغانية تجري حاليًا تحقيقاتها في الحادثة"، فيما كشفت صور "الديلي ميل" قيام رجال الشرطة بحراسة الناقلة التي تعرضت للهجوم، ويكتفون بمشاهدة السكان المحليين وهم ينهبون النفط المتبقي من الناقلة.
وأضافت "الديلي ميل"، أنه "على الرغم من أن هذا الهجوم قد عاد ببعض الفائدة على السكان المحليين في المنطقة، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أنهم معادوو للغرب أو مؤيدون لطالبان، وأنهم مثل غالبية الشعب الأفغاني يحاولون الاستفادة من أي موقف في البلاد، يساعدهم وعائلاتهم على تحمل مصاعب الحياة اليومية، باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد لمواصلة الحياة في ظل اقتصاد دمرته عشر سنوات من الحرب، وأنه على الرغم من وعد القوات الغربية بسحب قواتها من البلاد بحلول نهاية 2014، إلا أن مرور 11 عامًا على الحرب في البلاد لم يكشف بعد عن مؤشرات بانتهائها".
وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، قد أصدرت تقريرًا كشفت فيه هذا الأسبوع عن مقتل ما يقرب من 2700 مدني خلال العام 2012، 93 في المائة منهم لقى مصرعه داخل أراضي "طالبان".