صنعاء - علي ربيع هدد خاطفو 3 أجانب غربيين في اليمن بتسليمهم إلى تنظيم "القاعدة" إذا لم تستجب سلطات بلادهم لمطالبهم، فيما أكدت، على صعيد آخر، مصادر في الحكومة الأميركية أنها تأخذ التهديدات الأخيرة التي حملها مقطع "فيديو" منسوب إلى التنظيم على محمل الجد، بالتزامن مع قيامها بتشديد الحماية الأمنية على سفارتها في صنعاء، وتحويل أحد الفنادق المجاورة للسفارة إلى ثكنة خالصة للجنود الأميركيين، بعد الاستغناء عن جميع موظفيه، وتسليم إدارته إلى شركة خدمات أميركية خاصة.
وكان قد نشر قبل أيام مقطع فيديو تحريضي على شبكة الإنترنت منسوب إلى تنظيم "القاعدة" في اليمن أعلن فيه التنظيم عن تقديم جائزة "تحفيزية" مقدارها 3 آلاف غرام من الذهب مقابل رأس السفير الأميركي في صنعاء، جيرالد فايرستاين، بالإضافة إلى تقديم نحو (25 ألف دولار أميركي) لمن يقتل أي جندي أميركي في اليمن.
وأكد متحدث باسم الخارجية الأميركية، الأربعاء، أن حكومة بلاده تأخذ هذه التهديدات على "محمل الجد"، ووصفها بأنها "تبدو ذات مصداقية"، وقال المتحدث الأميركي لموقع قناة "فوكس نيوز" على الإنترنت "لقد تابعنا التقارير، ونحن نأخذ تلك التهديدات على محمل الجد، كما نعرف أن سفارتنا في اليمن تعمل في وضع أمني حساس وصعب".
وفي حين تحدثت إحصائية يمنية غير رسمية عن نحو 61 غارة، نفذتها طائرات أميركية من دون طيار على أهداف متحركة، ومواقع ثابتة لتنظيم "القاعدة" في اليمن، خلال العام الماضي 2012، أسفرت عن مقتل نحو 200 شخص، من ضمنهم 15 مدنيًا على الأقل، فيهم أطفال ونساء، كثفت واشنطن من غاراتها الجوية في اليمن، خلال الأسبوعين الأخيرين، مستهدفة عناصر مفترضة من جناح تنظيم "القاعدة" في اليمن، والذي يصنف لدى الاستخبارات الأميركية بأنه أخطر أجنحة التنظيم العالمي، فيما شددت السفارة الأميركية في صنعاء من إجراءات الحماية حول محيطها، تحسبًا من ردود الأفعال العنيفة جراء هذه الغارات، التي تشنها طائرات من دون طيار، انطلاقًا من "قاعدة العند" كبرى قواعد اليمن الجوية العسكرية (جنوب البلاد)، والتي يعتقد أنها تضم مئات من جنود المارينز الذين يقومون بإدارة عمليات هذه الغارات، في إطار تحالف واشنطن مع السلطات اليمنية في مجال ما يسمى "الحرب على الإرهاب".
في السياق نفسه، أكد موظفون يمنيون في فندق شيراتون في صنعاء المملوك لشركة كويتية لـ "العرب اليوم"، أن إدارة الفندق قامت في وقت سابق بالاستغناء عن جميع العاملين في الفندق، الذي أصبح منذ نحو عام، مقرًا لعشرات من جنود المارينز، وقامت بتسليمه لشركة خدمات أميركية، تابعة للسفارة الأميركية بصنعاء.
وأكدت المصادر النقابية التي انتدبها العاملون في الفندق للمطالبة بحقوق نهاية خدمتهم من الشركة المالكة، لـ "العرب اليوم" أنهم تلقوا، في مطلع الأسبوع، تحذيرًا من الإدارة الجديدة بعدم القيام بأي نشاط حقوقي، أو تجمع احتجاجي داخل حرم الفندق، باعتباره أصبح ضمن "الأراضي الأميركية"، ابتداءً من مطلع العام الجديد 2013.
وفيما ترددت أنباء غير مؤكدة أن الحكومة الأميركية تفاوض لشراء الفندق الذي يبعد مئات الأمتار فقط عن مبنى سفارتها في صنعاء  أكدت مصادر أمنية يمنية أن واشنطن أوكلت إلى عشرات من جنودها المتمركزين فيه مهمة التدخل السريع، في حال تعرضت سفارتها في صنعاء إلى أي اعتداء، أو هجوم يستهدف أعضاء البعثة الدبلوماسية، خاصة بعد حادثة اقتحام السفارة في أيلول/ سبتمبر الماضي، من قبل محتجين غاضبين، على خلفية فيلم أميركي نشر على الإنترنت، اعتبره المسلمون مسيئًا للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وللدين الإسلامي.
على صعيد منفصل، أكدت مصادر محلية يمنية لـ "العرب اليوم" أن مسلحين قبليين كانوا أقدموا على اختطاف زوجين فلنديين، ونمساوي، من وسط العاصمة صنعاء في 21 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، هددوا، الخميس، بتسليم المختطفين الثلاثة لتنظيم "القاعدة"، في حال لم تستجب السلطات لمطالبهم.
ورغم أن السلطات اليمنية لم تعلن حتى الآن بشكل رسمي عن مصير الخاطفين ومكان احتجازهم ومطالب خاطفيهم، أكدت مصادر قبلية وأمنية أن الثلاثة الأجانب موجودون في معية خاطفيهم في منطقة بني ضبيان التابعة لقبائل خولان، على مسافة نحو 80 كيلومترًا جنوب شرقي العاصمة صنعاء.
وفي حين تتخوف المصادر من جدية الخاطفين في تسليم الأجانب لتنظيم "القاعدة"، كانت الحكومة اليمنية قد تعهدت، قبل أيام لمبعوث دبلوماسي فلندي ببذل قصارى جهودها لإطلاق سراح  المخطوفين الغربيين، وفيما لا يزال الدبلوماسي الفلندي يواصل لقاءاته مع مسؤولي الأمن اليمني لتدارس الخطط المحتملة، التي يمكن تنفيذها لتحريرهم بأقل الخسائر، أفادت مصادر قبلية أن الخاطفين يضغطون على الحكومة للحصول على تعويضات مالية تصل إلى ما يعادل نحو 5 ملايين دولار أميركي، مقابل قطعة أرض في العاصمة صنعاء يتهمون الحكومة بالاستيلاء عليها.
يذكر أن اثنين من المخطوفين الأجانب، كانا يدرسان اللغة العربية في أحد معاهد تعليمها في صنعاء، قبل أن تنضم إليهم فلندية ثالثة وصلت اليمن قبل يوم واحد من عملية اختطافهم، التي قام بها مسلحون قبليون في شارع رئيسي، في قلب العاصمة اليمنية، أثناء تواجدهم للتسوق في أحد محلات بيع الأجهزة الإلكترونية.