مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "حماس" وممثلها في لبنان أسامة حمدان خلال زيارته لقطاع غزة
غزة ـ محمد حبيب
أكد مسؤول العلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية حماس وممثلها في لبنان أسامة حمدان، أن الشعب الفلسطيني انتخب حركة حماس وهو يعلم جيداً ضريبة المقاومة، وأضاف حمدان الذي يزور قطاع غزة في تصريحات لتلفزيون الأقصى الثلاثاء, أن حماس منذ نشأتها قامت ببناء مؤسساتها الداخلية
وقامت بالإستفادة من الخبرات الخارجية حيث كانت وستبقى منفتحة على الخارج وبالذات الوطن العربي. وأشار إلى أن حركة حماس لها علاقة مع أغلب دول العالم ولكنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول, ولقد كانت بعض الدول في السابق ومنها عربية تتحسس من التواصل بيننا وبين شعوبها ولكن الآن أصبحنا على نفس تلك الدول وشعوبها ومنهم ليبيا والمغرب.
وأضاف حمدان أن بعض دول أوروبا بدأت من جديد في التعامل مع حركة حماس, وهناك دول لدينا معها قنوات غير معلنة ونحن نحترم رغبتها في ذلك, وتلك الدول أيضاً رأت بأم عينها أن حركة حماس أصبحت مقبولة دولياً، وشدد على أنه سيأتي يوم على الولايات المتحدة الأميركية وستقوم الأخيرة بتقييم علاقتها معنا في ظل أنها ترى أن العالم أجمع بدأ يقبل حركة حماس وبدأ يحترم رغبة الشعوب العربية في التحرر, ونحن لا نتوهم ولكنها مسألة وقت.
وأكد أنه لا مستقبل لشيء سوى المقاومة, والمستقبل الحقيقي سيكون للمقاومة فقط, والمقاومة هي من ستصنع التحرير وحدها وليس شيئاً آخر, ودعم الشعب الفلسطيني هو من قام بتقوية المقاومة, مشبهاً بأن المقاومة كالسمكة والمياه العذبة التي هي بها والتي تبقيها حية هي الشعب الفلسطيني.
وحول المصالحة الفلسطينية أوضح حمدان أن المصالحة الفلسطينية الآن تتجه نحو المسار الصحيح, خاصةً وأنها قد نشأت في أجواء إيجابية وبيئة جيدة, وتم تحديد سقف زمني محدد لها, وأنه سيتم تنفيذها رزمة واحدة.
وأشار إلى أن لجنة المصالحة بدأت بالعمل وكحد أقصى 31 يناير الحالي, وقد قررنا وضع تمويل لها نظراً لدورها الهام, وأيضاً لجنة الإنتخابات ستبدأ بالعمل في الضفة الغربية وقطاع غزة, ومع هذه وتلك ستشكل الحكومة والتي ستكون مدتها 6 شهور كحد أقصى.
ولفت حمدان إلى أنه تم إبعاد الحكومة الإنتقالية عن أي عمل سياسي فقط إعمار غزة والمصالحة المجتمعية والتحضير للإنتخابات, فقط يمكن أن تسير أوضاع التعليم والصحة على الأكثر.
وأكد أنه سيكون لحركة حماس 4 أولويات عند دخولها منظمة التحرير, الأولى هي بناء ميثاق منظمة التحرير على أن يكون ميثاق وطني يحافظ على ثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني, والثانية بناء منظمة التحرير لكي تكون قادرة على قيادة المؤسسات الفلسطينية لأنها ستصبح تخدم شعب وليس فصيل بعينه, والثالثة أن يتم خلق برنامج سياسي إستراتيجي للتحرير ولعودة الشعب الفلسطيني, والرابعة هي أن تعتمد منظمة التحرير على الشراكة.
في سياق متصل أكد الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس بأن مشكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية "لم تحل" لغاية الآن، مشيرا إلى أن الضفة الغربية وغزة ستحتفظ كل منهما بأجهزتها الأمنية العاملة بها إلى حين، وذلك بسبب صعوبة معالجة الملف الأمني السائد بالأراضي الفلسطينية، رغم الاتفاق عليه باتفاق القاهرة للمصالحة الوطنية.
وجاءت تصريحات البردويل في الوقت الذي مازال ملف الأمن ودمج أجهزة الأمن الفلسطينية العاملة بالضفة المحتلة مع أجهزة قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس لغم يعترض طريق المصالحة الفلسطينية التي تتواصل الجهود لتنفيذها على ارض الواقع، فيما يحاول الجميع تجنب الحديث في ذلك الملف لما فيه من تعقيدات.
وعلى صعيد إقدام جميع الأطراف بما فيها الراعي المصري على التوافق على تأجيل ملف الأمن وعدم الخوض في تفاصيله لحساسية، قال البردويل "حتى هذه اللحظة مشكلة الأجهزة الأمنية لم تحل ولم تناقش ومعقدة جدا جدا، ويرفض عباس أن يتناول عملية الدمج وعملية التغيير وإعادة البناء حتى ولو وردت في الاتفاق" في إشارة لاتفاق المصالحة الوطنية الموقع في القاهرة.
وتابع البردويل قائلا :"حتى هذه اللحظة لم تمس قضية الأجهزة الأمنية رغم الحديث الطويل عنها لأنها مرتبطة باتفاق أوسلو. واتفاق أوسلو يفرض على عباس أشياء لا يستطيع بموجبها أن يمارس المصالحة كما هي".
وحول كيفية التغلب على الملف الأمني المعقد قال البردويل "عندما تصبح السلطة حرة". وبشأن موعد ان تصبح السلطة حرة من وجهة نظر حماس، رد البردويل "عندما تكون لها ارادة وتعتمد على الشعب الفلسطيني وقدرته".
وبشأن المخاوف السائدة فلسطينيا وحتى مصريا من إمكانية أن يفجر الملف الأمني المصالحة الفلسطينية، وخاصة في ظل الرفض الإسرائيلي لدمج أية عناصر أمنية في غزة بأجهزة الضفة الغربية، قال البردويل "الملف الأمني سينتظر إلى حين الوصول لاتفاق وقدرة السلطة على تطبيقه".
وأكد البردويل بأن الضفة الغربية ستحتفظ بأجهزتها الأمنية في حين تواصل غزة كذلك الاحتفاظ بأجهزتها الأمنية التي أنشأت في عهد سيطرة حماس على القطاع، وقال "ستظل الأجهزة الأمنية كما هي، وبالتأكيد هذه ستكون مشكلة كبيرة".
وحول أية أجهزة أمنية ستشرف على الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية إذا ما تم الاتفاق على إجرائها قال البردويل "الاتفاق الذي حدث في القاهرة - بشأن الملف الأمني - واضح ولكن تطبيقه يحتاج إلى نوايا والى إرادة. متى توفرت الإرادة والنوايا الصادقة يمكن تطبيقه ولكن في ظل أن الإرادة مسلوبة والنوايا مترددة وخاصة لدى السلطة فانا أقول بان الأمر صعب، ولكن يجب أن نتأمل خيرا دائما".