القيادي في حركة حماس صلاح البردويل (يمين) ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس
القيادي في حركة حماس صلاح البردويل (يمين) ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس
غزة ـ محمد حبيب
أكدت حركة "حماس"، الثلاثاء، أنها لم تتلق حتى اللحظة أية دعوة رسمية من رئيس السلطة محمود عباس لزيارة قطاع غزة، قائلة "نأمل أن تسبق الزيارة مصالحة حقيقية"، فيما وصل روحي فتوح الممثل الشخصي للرئيس عباس إلى قطاع غزة مساء الثلاثاء عبر معبر رفح البري. وقال فتوح في تصريح صحافي
إن كل الاطراف تطالب الآن بتحقيق المصالحة وأن هناك اجتماع للإطار القيادي الموسع لدرس المصالحة وأن هناك لجنة برئاسة عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" تتابع الملف.
وأوضح أنه سيتواجد في غزة و على استعداد للقاء كافة الأطراف لعمل ما يتم تكليفه به من أجل المساهمة في تحقيق المصالحة.
يأتي ذلك فيما أشارت "حماس" إلى أن حصول فلسطين على صفة "مراقب غير عضو" في الأمم المتحدة، يمثل "خطوة رمزية"، بينما شددت "حماس" على أن "يدها ممدودة، وقلبها منشرح إلى وحدة حقيقية تستند على أوراق القوة التي قدمتها المقاومة".
وكشف القيادي في حركة "حماس" الدكتور صلاح البردويل، عن مضامين مهمة تخص ملف المصالحة الفلسطينية، سيحملها خطاب رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، خلال الاحتفال بذكرى ما يُعرف بـ"الانطلاقة الـ25"، السبت المقبل، في غزة في حضور العديد من الشخصيات العربية والإسلامية.
وشدد البردويل في تصريح صحافي الثلاثاء، على أن "الحركة تنظر بخطورة إلى استمرار خروقات الاحتلال الإسرائيلي للتهدئة، واستهدافه المدنيين العزل"، مؤكدًا أن "حصول فلسطين على صفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، يمثل خطوة رمزية". وبشأن خطاب مشعل، قال البردويل:"إن الخطاب سوف يدفع المصالحة الوطنية الفلسطينية إلى الأمام، ولابد أنه سينطوي على أمرين مهمين أولهما بناء المؤسسة الفلسطينية على قاعدة الشراكة والديمقراطية، أما الأمر الثاني فيتعلق ببناء البرنامج الوطني الفلسطيني وفقًا للقواسم المشتركة التي لا تنتقص من الحق الفلسطيني".
وأضاف البردويل:"في حال تحقق الأمران، فإن ذلك سوف يكون أساسًا متينًا لتنفيذ بنود المصالحة الوطنية، واستثمار حصول فلسطين على صفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، كما انتصار المقاومة في غزة"، فيما أوضح أن "خطاب مشعل سوف يكون تاريخيًا"، مؤكدًا أن "وصول رئيس المكتب السياسي في ذكرى انطلاقة حماس إلى غزة هذا العام، يشير إلى تطورات جديدة، وإنجازات لها دلالات مهمة، في ظل المتغيرات الحاصلة في المنطقة".
وأكد البردويل، أن "مهرجان الانطلاقة سوف يشهد حضور العديد من الشخصيات العربية والإسلامية، بما يعيد العمق العربي إلى القضية الفلسطينية، ويثبت فشل الاحتلال الإسرائيلي في عزل قطاع غزة عن العالم، وفرض الحصار عليه"، قائلاً:"هناك رغبة دائمة في إتمام المصالحة، وسوف تكون هناك اتصالات بهذا الصدد، من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، بمساعدة مصر، التي لاشك أنها تشجع على ذلك".
في السياق ذاته، قالت "حماس"، إنها "لم تتلق حتى اللحظة أية دعوة رسمية من رئيس السلطة محمود عباس لزيارة قطاع غزة، ونأمل أن تسبق الزيارة مصالحة حقيقية"، فيما أشار القيادي في "حماس" مشير المصري في لقاء تلفزيوني، الثلاثاء، إلى أن "زيارة عباس إلى غزة ينبغي أن تكون بشكل رسمي، وبدعوة توجَّه من السلطة إلى حماس".
وقال: "لا يوجد تنسيق مع سلطة رام الله بشأن زيارة أبو مازن، وليتها تكون عقب مصالحة حقيقية وجادة"، داعيًا إلى "العمل سويًا على استراتيجية موحدة، واتخاذ خطوات تثبت جدوى ومصداقية المصالحة، حتى لا تكون زيارة بروتوكولية"، بينما جدَّد المصري، تأكيد "حماس" أن "المصالحة الفلسطينية من أهم أولوياتها، خاصة بعد الانتصار الذي حققته المقاومة في غزة"، مضيفًا:"الفرصة سانحة لنبني على انتصار حجارة السجيل، ونحقق المصالحة.. حماس يدها ممدودة وقلبها منشرح إلى وحدة حقيقية تستند على أوراق القوة التي قدمتها المقاومة".
وبينما اعتبر المصري، حصول فلسطين على دولة "غير عضو" في منزلة "انتصار سياسي في الدرجة الثانية أمام المعركة العسكرية في غزة"، أكد أن "الحقوق لا تؤخذ بقرارات الأمم المتحدة"، مبينًا أن "حماس" قبلت خطوة عباس بشرط "عدم التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني".
وشدد المصري، على أن "الشعب الفلسطيني أصبح أكثر إيمانًا بمشروع المقاومة"، قائلاً:" لو جرى استفتاء في الضفة على مشروع المقاومة، لوجدنا قبولاً ساحقًا لها"، فيما لفت إلى أن "العفو العام في حق عناصر من فتح، مرتبط بالرؤية الشرعية التي تتمتع بها حركة حماس"، مطالبًا السلطة الفلسطينية بـ"موقف ايجابي"، و"الإفراج عن المعتقلين السياسيين"، و"وقف التنسيق الأمني".
وقال: "نحن في انتظار خطوات مماثلة من سلطة رام الله، تتمثل في وقف الاستدعاء، والحظر المفروض على حماس، وإعطاء الحريات العامة في الضفة المحتلة".
في السياق ذاته، كشف رئيس "لجنة المصالحة الوطنية"، رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري، عن اجتماع سوف يُعقد مساء الثلاثاء، في مدينة رام الله في الضفة، بين الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة ورئيس السلطة محمود عباس.
وقال منيب في تصريح صحافي الثلاثاء:" إن عباس وجَّه دعوات إلى القوى والفصائل كافة بما فيهم حركة حماس، والشخصيات المستقلة لحضور الاجتماع المقرر عقده للتشاور في ملفات داخلية هامة"، لافتًا إلى أن "الاجتماع سوف يتناول ملفات المصالحة العالقة، وسبل وضع حلول عملية وجذرية على الأرض لتجاوز كافة العقبات"، التي تعترض تطبيق اتفاقات "القاهرة والدوحة"، التي وقعت بين "حماس"، و"فتح" سابقًا.
ووصف منيب، الأجواء التي تحيط بالمصالحة بأنها "إيجابية جدًا" وتساعد في تخفيف التوترات الداخلية، وتخطي عقبة الانقسام الحاصل منذ عدة سنوات بين الأشقاء الفلسطينيين.
وفي شأن مباحثات ملف الاعتقال السياسي، أكد منيب، أن الملف سيُغلق بالكامل خلال الأيام المقبلة، بناءً على تفاهمات بين الفصائل والقوى السياسية المترتبة على اللقاءات الداخلية المقبلة.
ودعا جميع الأطراف الفلسطينية إلى "وضع مصلحة الوطن على سلم أولوياتها، واغتنام الفرصة وتحقيق تقدم إيجابي بملفات المصالحة، وإعلان الوحدة الداخلية"، قائلاً:"الأجواء المحيطة الآن، خاصة بعد العدوان على غزة والانتصار في معركة الدولة لن تتكرر، وعلى الجميع استغلالها بما يخدم المصالح الفلسطينية ".
وفي سياقٍ متصل رحّب القيادي في حركة فتح، فيصل أبو شهلا بسماح حركة حماس والحكومة المقالة بعودة 12 كادرًا من أبناء الحركة إلى قطاع غزة الذي غادروه خلال أحداث الإنقسام في حزيران/ يونيو 2007، معتبرة أنها خطوة في الاتجاه الصحيح على طريق تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام.
وقال أبو شهلا "هناك 450 كادرا فتحاويا خرجوا من قطاع غزة بعد الانقسام حقنا للدماء، 170 منهم موجودون في مصر و80 في الدول العربية و200 في الضفة الغربية وننتظر حلا قريبا لهم".
ورأى أن الحالة في قطاع غزة لا تماثل الحالة في الضفة الغربية، فلم يخرج كوادر من حماس إلى خارج الضفة الغربية وهذا الأمر لا يجعل بالإمكان مطالبة فتح بخطوة مماثلة.
وقال إن الخطوات العملية لإنهاء الانقسام يجب أن تنجز في أقرب ما يمكن، داعيًا إلى سرعة إنجاز الإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير حتى تنتهي مظاهر الانقسام.
وأضاف "الشعب الفلسطيني بكافة فصائله توحّد تحت نصر المقاومة في غزة ونصر الدولة في الأمم المتحدة لذلك يجب أن يترجم على الأرض بإنجاز المصالحة".