جانب من تظاهرة في الأردن تطالب بمحاكمة الفاسدين
عمان ـ أسامة الرنتيسي
اعتصم عدد من أعضاء الحركات الشبابية والشعبية الأردنية في ساحة المجلس الحسيني في العاصمة الأردنية عمان، بعد صلاة الجمعة تحت شعار "إحنا الشعب الخط الأحمر" للتأكيد على أن الشعب وحرياته وقوته هو الخط الأحمر. وجاء الاعتصام بدعوة من الحركة الإسلامية والأحزاب السياسية والحراكات
الشبابية والشعبية والعشائرية وأهالي المعتقلين.
وأكد المشاركون في الاعتصام عدم وجود خطوط حمراء غير الشعب، مطالبتين بالإصلاح السياسي ومحاربة الفساد بشكل حقيقي، كما طالبوا بوقف حملات الاعتقال بحق الناشطين ووقف محاكمة معتقلي الرأي أمام محكمة أمن الدولة.
وهتف المشاركون في المسيرة "الشعب يريد إسقاط الحكومة" و "ياللي قاعد جوا الدار غلوا علينا الأسعار" و"اللي بيرفع بالأسعار بده البلد تولع نار".
واعتلى منصة الهتاف عدد من الشباب الذين رفعوا سقفهم ليتجاوز الخطوط الحمراء كما وصفوها قبل البدء في الهتاف.
في المقابل حاول العشرات من تجمع شباب الولاء والانتماء الدخول إلى الاعتصام المركزي بعد التجاوز في الهتاف ما دعى الأجهزة الامنية الفصل فيما بينهم وإبعادهم عن المكان.
وأغلقت الأجهزة الأمنية جميع المداخل المؤدية إلى المسجد الحسيني حتى انتهاء الاعتصام وإخلاء المنطقة تمامًا من المشاركين.
وأكد حسام ذيابات، في كلمة الحركة الاسلامية على مواصلة الحراك حتى الوصول إلى الإصلاحات الحقيقية التي ترسخ مبدأ الشعب مصدر السلطات.
وأشار عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين المحامي محمد الحراسيس إلى أهمية وقف الاعتقالات التي تمارس بحق الناشطين، مطالباً بوقف محاكمة الناشطين أمام محكمة أمن الدولة.
وقال الحراسيس إن عدم استجابة صانع القرار لمطالب الحراك أوصل الأردن إلى أزمة ثقة، داعيًا لأن يكون الشعب محور اهتمام صانع القرار.
وشهدت محافظة الكرك (130 كم جنوب العاصمة) بعد صلاة الجمعة ثلاثة اعتصامات في كل من مدينة الكرك وبلدتي المزار الجنوبي وفقوع، وأجمع المشاركون في الاعتصامات الثلاثة على انتقاد النهج الحكومي والمماطلة في عملية الإصلاح وقرارات رفع الأسعار وطالبوا برحيل الحكومة الحالية، كما شككوا بنزاهة وصدقية الانتخابات النيابية المقبلة؛ لأنها تتم وفق قانون الصوت الواحد الذي اعتبروه يرسخ لمجالس نيابية فاشلة لتكون مظلة للفساد والمفسدين على حد تعبير المشاركين في الاعتصامات .
وفي وسط مدينة الكرك نظمت الحركة الإسلامية بمشاركة نقابيين اعتصامًا قبالة المسجد العمري حيث تحدث في الاعتصام عثمان القرالة الذي رفض ما أسماه محاولات تقسيم الشعب الأردني بين يمين ويسار ومعارضة وموالاة، وقال إن الأردنيين مجتمعين دائمًا ولايقبلون القسمة، مؤكدًا أن كل المحاولات التي تتم لن تحقق هذا الهدف.
وطالب د0 سليمان الطراونه بمنع إجراء الانتخابات النيابية المقبلة التي وصفها بالمهزلة وبكافة الوسائل السلمية، لأن المجلس النيابي القادم كما قال سيكون أسوأ من المجالس التي سبقته وسيوفر المزيد من الغطاء للفساد والفاسدين، وهو كما وصف المجلس الذي سيصل بالأردن إلى حافة الهاوية، وانتقد الطراونه أداء هيئة مكافحة الفساد وهيئة النزاهة لأنهما كما قال مطية للفاسدين.
وفي بلدة فقوع شمال الكرك نظم حراك أبناء لواء فقوع اعتصامًا عند دوار وسط بلدة فقوع وصدر عن الاعتصام وفق الناطق باسم الحراك ياسر الزيديين بيان ركز أوضح أنه رغم انقضاء أكثر من عام ونصف العام وصدر عن المعتصمين في لواء فقوع بيان أكد استمرار الحراك المطالب بالإصلاح لحين تحقيق أهدافه رغم التجاهل الحكومي لهذه المطالب التي قاربت العامين لكن شيئًا لم يتحقق ما اعتبره البيان دليل عدم جدية الحكومات المتعتاقبة في تطبيق أية إصلاحات، بل تعمل للتضييق على الناس وسلب إراداتهم خاصة من خلال قانون الانتخاب الذي قال البيان إنه سيورثنا مجلس نواب مزور لايملك من إرادته شيئًا سوى البصم والتوقيع وحث البيان على مقاطعة الانتخابات والمطالبة بقانون انتخاب عصري يحقق المصالح الوطنية، فيما طالب البيان بتثبيت الأسعار ورفع القبضة الأمنية وإتاحة حرية الرأي والتعبير.
وفي بلدة المزار الجنوبي نظمت اللجان العربية للانقاذ اعتصامًا في ساحة وسط البلدة أكد على ضرورة مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة، كما طالب برحيل الحكومة وفك القبضة الأمنية ومتابعة الفاسدين ومن قال المعتصمون إنهم سلبوا خيرات الوطن بدلًا من سجن من يطالبون باجتثاث الفساد والمفسدين وأن يمتلك الوطن قراره بعيدًا عن أية إملاءات، وتعهد المشاركون في الاعتصام وفق الناشط المحامي رضوان النوايسة بمواصلة الحراك حتى تتحقق كافة المطالب الشعبية المشروعة.
وفي مدينة معان (230 كم جنوب العاصمة) أحرق شباب غاضبون بعد ظهر الجمعة دمىً حملت رموز الفساد الأردني - على حد وصفهم - في الجمعة التي أطلقوا عليها "جمعة إعدام الفاسدين".
وصب المعتصمون جام غضبهم على رئيس مجلس إدارة سابق للفوسفات وأسموه " لن نكون حطب فسادكم ..سارق الفوسفات الهارب" ..وحملوا دمية تمثل نعشًا رمزيًا له قبل أن يتم حرقه وسط أصوات التكبير، معتقدين أنه سيأتي اليوم لإعدام الفاسدين الذين سرقوا قوت الشعب ونهبوا أمواله.
وأصدروا أحكامًا على الفاسدين بالإعدام وبرؤوا مدير المخابرات السابق محمد الذهبي ووضعوا يافطة كتب عليها "عفو الشعب الخاص عن الضحية الذهبي" ولم يقوموا بإعدامه في إشارة إلى مدير المخابرات السابق محمد الذهبي وقالوا إن هنالك أدلة على عدم وجود عشيرة له وكان الأولى أن يؤتى بالفاسدين بغض النظر عمن خلفه.
وأقيم مشهد تمثيلي عن العملية الانتخابية وأحضروا طاولة وفيها لجنة انتخابية وصندوقا اقتراع وإلى جانب الطاولة صندوق قمامة، واحد صندوقي الاقتراع كتب عليه " دائرة الشعب المظلوم" والثاني كتب عليه " دائرة الفساد" ، وصوت الشبان داخل صندوق الفساد ومن ثم أحرقوه رموه في صندوق القمامة.
وفي مدينة أربد (100 كم شمال العاصمة) وبدعوة من تنسيقية الحراك الشبابي والشعبي في الشمال، وتحت شعار رفض 10 ، شارك المئات في مسيرة من أمام مسجد نوح القضاة في مدينة إربد إلى البوابة الشمالية لجامعة اليرموك.
وطالب المشاركون في المسيرة بإصلاحات دستورية يكون من شأنها تفعيل مبدأ "الشعب مصدر السلطات" بشكل حقيقي وللمطالبة بإلغاء محكمة أمن الدولة.