إسلاميون مسلحون في سيناء
العريش ـ يسري محمد
بثت جماعة أنصار بيت المقدس التي تتخذ من سيناء مركزًا لانطلاق عملياتها ضد إسرائيل، شريط فيديو يتضمن تسجيلًا مصورًا لما أطلقت عليه ( غزوة التأديب لمن تطاول على الرسول الحبيب) والتي شهدت هجوما على دورية إسرائيلية قرب الحدود مع مصر في أيلول/ سبتمبر الماضي. ويظهر في الفيديو
أحمد وجيه أحد منفذي الهجوم على الحدود الإسرائيلية في سبتمبر الماضي وهو يقول بأنَّه كان عضوا بجماعة الأخوان المسلمين وأنها كانت تضلله لسنوات قائلا: أنا كنت فرداً من "الإخوان المسلمين"، وكنت أثق في قيادتهم تمام الثقة، ولم أكن أتخيل يوماً أنه يمكن أن تضللني هذه القيادة، ولقد تربيت في أحضانهم وأنا صغير. أما عندما كبرت، و كانوا يقولون: "الله غايتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"، حتى فوجئت عندما أمسكوا بزمام الأمور و بزمام الحكم أنهم لا يفعلون ذلك.
ويقدم التسجيل المصور وجيه وهو مصري من محافظة المنوفية واثنين من الجهاديين وهم يقومون بتدريبات عسكرية داخل أراضي سيناء، كما يُظهر الفيديو بوضوح أماكن التدريبات وهي صحراء شبه جزيرة سيناء وهم ينفذون تدريبات باستخدام الرشاشات الثقيلة ومدافع أر بي جي، ويتضمن التسجيل المصور لقاءات أخرى لهم أثناء تواجدهم داخل أحد المنازل في سيناء فترة من الوقت لتلقي التدريبات قبل تنفيذ العملية.
ويظهر في الفيديو قائد ميداني ويبدو أنه مدرب تدريبًا عسكريًا عاليًا وهو يشرح نقطة الانطلاق للعملية بعد صلاة المغرب، ثم تظهر اللقطات تحرك الدليل والمساعد والاستشهاديين الثلاثة ومعهم العتاد والسلاح، ويظهر في الفيديو الطريق الحدودي والجهاديين الثلاثة وهم يسيرون على الأقدام في هذا الطريق شديد الوعورة، ثم يتجهون يساراً إلى المنطقة الجبلية بموازة الطريق الحدودي.
ويؤكد الفيديو أن الطريق الذي سلكه الجهاديين يستغرق نحو خمس ساعات، وأنهم صلوا المغرب والعشاء ثم تحركوا في الوادي حتى وصلوا إلى "نقطة التمركز"، وهنا ينسحب الدليل والمساعد بحذرٍ شديد، ويكمن الجهاديين هناك حتى الصباح مع أخذ أقصى درجات الحيطة.
حتى تأتي الدورية اليهود المكونة من سيارتي جيب، ويتم الانقضاض عليها بقوة، ولابد من حسم الاشتباك بسرعة والقضاء على جميع الجنود الصهاينة.
ويواصل القائد :إذا ربنا وفق وتم القضاء على الدورية تُؤخذ جثة وترمى في الجرف في هذا المكان؛ حتى يشيع عند اليهود أن هناك عملية خطف تمت، وبالتالي نعرف أن جزء من العملية تم بنجاح واليهود يتكتمون على خسائرهم.
ووجه بهاء زقزوق أحد المشاركين في العملية وهو ابن خالة وجيه خلال الفيديو الذي تصل مدته إلى 52 دقيقة رسالة إلى الأمة الإسلامية قائلا: فرسالتي إليكم ياشباب الإسلام إذا كنتم تريدون نصرة نبيكم – صلى الله عليه وسلم - ونصرة دينكم، فالزموا طريقكم الأول، وارجعوا إلى دينكم و ارجعوا إلى طريق الجهاد في سبيل الله؛ فهذا دأب نبينا – صلى الله عليه وسلم - وهذا هو طريقه.
كما يكشف الفيديو نظرة الجماعات الجهادية في سيناء إلى أجهزة الامن المصرية وذلك من خلال التعليق الصوتي المصاحب حيث يقول المعلق عن الأجهزة الأمنية: الأجهزة السابقة بدأت بالعودة إلى ممارسة نفس أنشطتها الإجرامية وبنفس الأفراد السابقين، وعاد تلفيق التهم والافتراءات الكاذبة من قبل زبانية أمن الدولة من أجل تبرير عودتهم من جديد تحت اسم "الأمن الوطني"، بعد أن أُفرج عن جميع السفاحين الذين ارتكبوا المذابح الشنيعة في حق الشعب، بل وخرج كلُ قتلة الثوار بأحكام البراءة.
ويُظهر الفيديو مقاتلي الجماعة وهم يرتدون الجلباب والشال السيناوي وفوقه صديري واقي من الرصاص ومجهز للتعبئة بالذخيرة ويطلقون النيران فيما يشبه تدريبات عسكرية باستخدام الأسلحة الرشاشة الثقيلة.
وأعلنت جماعة "بيت المقدس" الجهادية في سيناء مسؤوليتها عن الهجوم المسلح الذي وقع على الحدود الإسرائيلية، في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر الماضي، وأن الهجوم جاء ردًا على دور إسرائيل في إنتاج الفيلم المسيء للرسول، وبث مقاطع منه على الانترنت.
وقالت الجماعة في بيانها أنها أطلقت على العملية اسم "غزوة التأديب لمن تطاول على النبي الحبيب". وأشارت إلى أن العملية أسفرت عن مقتل 8 جنود إسرائيليين على الأقل، وذكر البيان أن نوعية التدريبات التي تلقاها منفذو العملية الثلاثة كانت على أسلحة الكلاشنيكوف والآر بي جي، وتفاصيل اختراق الحدود الإسرائيلية والهجوم على الدورية المستهدفة.
وتوعدت الجماعة، التي تبنت سابقا هجومين على إيلات الإسرائيلية، بالإعداد لهجمات متتالية خلال الفترة المقبلة.