رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني
روما ـ مالك مهنا
ألمح ، برغبته في العودة إلى الساحة السياسية من جديد، وخوض الانتخابات العامة المقبلة، فيما اتهم رئيس الوزراء الحالي ماريو مونتي، بأنه "يقود البلاد نحو هاوية الركود الاقتصادي". وقال بيرلسكوني، إنه "محاصر بالكثير من الالتماسات" التي تطالبه بخوض منافسات
الانتخابات الإيطالية، المقرر لها آذار/ مارس المقبل، مضيفًا " إن وضع البلاد اليوم بات أسوا مما كان عليه قبل عام مضى، عندما تقدمت باستقالتي من الحكومة بدافع المسؤولية والحب لبلدي".
وفي بيان أصدره في أعقاب اجتماع عقده مع مؤيديه في حزب "شعب الحرية" في روما، قال بيرلسكوني "لا أستطيع أن أترك بلدي تتهاوى إلى ما لا نهاية، ومن غير الممكن أن تستمر على هذا الحال.. إن إيطاليا اليوم على حافة الهاوية، فالحالة الاقتصادية منهكة، وعدد العاطلين زاد مليونًا، كما انهارت القوة الشرائية في البلاد، بالإضافة إلى أن الضغوط الضريبية ارتفعت إلى معدلات لا يمكن تحملها".
وزعم بيرليسكوني(76 عامًا)، أن حزبه "يحاصره بطلبات تدعوه إلى العودة في أسرع وقت إلى الساحة السياسية لقيادة الحزب"، حسبما أشارت صحيفة "ديلي تلغراف"، التي قالت:" إن برليسكوني وهو يزعم ذلك تجاهل حقيقة أن ماريو مونتو منذ أن تولى رئاسة الحكومة الإيطالية قبل عام مضى استطاع أن يهدئ من حدة المخاوف في الأسواق المالية، كما أنه استطاع استعادة الثقة في قدرة إيطاليا على إصلاح اقتصادها".
ومنذ استقالته في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، وبيرلسكوني يتأرجح بين العودة إلى ممارسة نشاطه السياسي أو الاعتزال، كما أنه كثيرًا ما يغير رأيه بشأن العودة إلى قيادة حزبه في انتخابات الربيع المقبلة، إلا أن انتقاده حكومة ماريو مونتي، واتهامها بإساءة إدارة البلاد اقتصاديًا كان أكثر تلميحًا في إمكانية عودته إلى الحياة السياسة. وفي حال خوضه الانتخابات المقبلة، فإن فرص نجاحه في تولي رئاسة الحكومة الإيطالية للمرة الرابعة على مدار عشرين عاما تبدو ضعيفة هذه المرة.
وتقول نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة أن حزب برليسكوني يحظى بتأييد 15% من الناخبين الإيطاليين، مقابل 35% لـ"الحزب الديموقراطي" المعارض، بقيادة بيرلويجي بيرساني، مدخن السيجار الشيوعي السابق.
وقال بيرساني، خلال الأسبوع الماضي، إنه لا يستطيع أن ينتظر حتى يُقرر برليسكوني ما إذا كان سيخوض الانتخابات المقبلة أم لا، فيما قال وزير التنمية الاقتصادية كورادو باسيرا، إن "عودة برليسكوني من شأنها أن تعطي بقية دول العالم وشركائنا انطباعًا بأننا نتراجع"، معربًا عن اعتقاده بأن "ذلك لن يصب في مصلحة إيطاليا"، قائلاً:" إننا في حاجة إلى أن نُظهِر للعالم أن إيطاليا تمضى قدمًا نحو الأمام".
من ناحيته، قال كارلو دي بينيديتي، وهو منافس تجاري قديم: "إن برليسكوني بات يمثل الماضي، ولا يستحق أن نتحدث عنه بعد الآن".
في المقابل يرى، عدد من كبار الأعضاء في حزب برليسكوني، أن "إيطاليا باتت في وضع أسوأ في ظل حكومة مونتي، وأنها في حاجة إلى إنقاذ على يد الفارس برليسكوني".
وكان بيرلسكوني أبدى "قدرًا كبيرًا من المسؤولية" عندما تقدم باستقالته قبل عام بعد أن حاصرته الفضائح الجنسية والمخاوف من سقوط البلاد في هاوية أزمة اقتصادية على شاكلة الأزمة في اليونان. وقد ساهمت تلك الفضائح جزئيًا في سقوط برليسكوني. ومن المنتظر أن تستمع إحدى المحاكم في ميلان الاثنين المقبل إلى شهادة الراقصة المعروفة باسم "روبي سارقة القلوب" في اتهام بيرلسكوني بممارسة الجنس معها بمقابل مادي في حفلات العربدة الجنسية المعروفة باسم "البونغا بونغا"، عندما كانت في سن لا يسمح لها بممارسة الدعارة.