صنعاء ـ علي ربيع وصل أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربي الدكتور عبداللطيف الزياني، السبت، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، مستبقاً وصول أعضاء مجلس الأمن الدولي، الأحد، للاطلاع عن كثب على مسار تجربة انتقال السلطة في اليمن، ولتأكيد دعم المجتمع الدولي لجهود الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في قيادة المرحلة الانتقالية في بلاده، وسط عراقيل تهدد بإعاقة انطلاق الحوار الوطني بين الأطراف اليمنية، لاسيما استمرار رفض فصائل في المعارضة الجنوبية المشاركة في الحوار، وتمسكها بمطلب الانفصال عن شمال اليمن. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن الزياني نقل للرئيس هادي تأكيدات قادة دول مجلس التعاون الخليجية على استمرارهم في دعم قرارات ، والجهود التي يبذلها في سبيل إخراج اليمن من الأزمة إلى بر الأمان ، من خلال الخطوات التي استطاع اليمن تحقيقها في فترة زمنية وجيزة ، في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014 و 2051، والرامية إلى بناء يمن جديد يحفظ وحدته وأمنه واستقراره، بالإضافة إلى  مواصلة الجهود والدعم لليمن في مختلف المجالات".
وتجيء زيارة المسؤول الخليجي قبيل وصول أعضاء مجلس الأمن الدولي، الأحد، إلى العاصمة صنعاء، للمشاركة في اللقاءات التي سيجرونها مع الرئيس اليمني ومسؤولي الحكومة، بخصوص مسار خطة انتقال السلطة في اليمن، التي كانت قد تقدمت بها دول الخليج ووافقت عليها الأطراف اليمنية في تشرين الثاني/نوفمبر2011 في العاصمة السعودية الرياض، بدعم وإشراف دولي.
وفي حين يتوقع أن تتوج هذه اللقاءات بصدور بيان لمجلس الأمن، يؤكد تمسك المجتمع الدولي بضرورة إنجاح تجربة انتقال السلطة في اليمن سلمياً، ويحث الأطراف اليمنية على الانخراط في الحوار الوطني الشامل المرتقب، مع تحذير المجلس من أي عراقيل تؤخر من مسار العملية الانتقالية، أو تتمرد على القرارات الرئاسية التي يصدرها الرئيس هادي في سياق التهيئة للحوار، بما في ذلك قراراته بشأن الإصلاحات المؤسسية على صعد الجيش والأمن والجهاز الإداري للدولة.
 في غضون ذلك، شددت السلطات اليمنية من إجراءات الأمن في العاصمة صنعاء، في انتظار وصول أعضاء مجلس الأمن، وقامت بتنفيذ انتشار لعناصر الشرطة والاستخبارات في عموم المدينة، بالتزامن مع تعميم أمني يحظر استخدام الدراجات النارية في شوارع صنعاء، ابتداءً من مساء السبت، وحتى الإثنين، تحسباً من أي عمليات إرهابية لعناصر تنظيم"القاعدة"، الذي درج  في العام الماضي على استخدام الدراجات في تفيذ عشرات الاغتيالات ضد المسؤولين اليمنيين في المخابرات والجيش.
وقضى التعميم الأمني الذي أصدرته وزارة الداخلية اليمنية بـ"منع التجوال بالدراجات النارية المرقمة وغير المرقمة، وعدم حمل السلاح المرخص وغير المرخص في أمانة العاصمة(صنعاء) ابتداء من الساعة الثامنة من مساء السبت ،وحتى صباح يوم الاثنين القادم الموافق 28 كانون الثاني/يناير"، محذراً من عدم الالتزام بتعليماته، ومشدداً على الأجهزة الأمنية للقيام باعتقال المخالفين".
من جهته، عبر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خلال لقائه مع المسؤول الخليجي "عن تقديره والتي تأتي تواصلاً  لجهود مجلس التعاون الخليجي في وقوفهم مع بلاده، ودعمهم ومساندتهم لإخراج اليمن من أزمته الراهنة عبر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والتي وصفها الرئيس هادي بأنها كانت "الحل المشرف والمخرج الآمن لليمن من أزمته وظروفه المعقدة، وقال "إن وقوف مجلس التعاون الخليجي مع اليمن ومنذ الوهلة الأولى لنشوب الأزمة كان وسيظل محل تقدير واعتزاز لدى كل أبناء اليمن للوقوف مع أشقائهم في وقت الشدائد والمحن".
وفيما تستمر فصائل رئيسية في الحراك الجنوبي المطالب بانفصال الجنوب عن شمال اليمن، في رفضها للانخراط في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يرتقب انطلاقه في آذار/مارس القادم، يتوقع أن تؤدي زيارة مجلس الأمن لليمن إلى الضغط من أجل قبول قادة هذه الفصائل للمشاركة في الحوار الوطني، باعتباره  الأسلوب الأمثل لمعالجة ملفات اليمن الشائكة، بما فيها ما بات يعرف بـ"القضية الجنوبية".
وكان المبعوث المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر قد جدد دعوته، الجمعة، لأبناء الجنوب بكافة تياراتهم إلى المشاركة في الحوار الوطني، وطرح رؤاهم للخروج بحل يرضي جميع الأطراف، وقال في تصريحات صحفية "إن على أبناء الجنوب طرح جميع آرائهم من خلال مؤتمر الحوار الوطني،  والذي من شأنه الخروج بحل عادل للقضية الجنوبية"، وأضاف بالقول"الحراك ليس منظماً ولا يملك رؤى متجانسة، ولديه آراء وتيارات مختلفة، لهذا فأدعو أبناء الجنوب للمشاركة في الحوار الوطني وطرح جميع الآراء".
في المقابل دعت فصائل جنوبية أنصارها للاحتشاد الجماهيري في مدينة عدن(كبرى مدن الجنوب) يومي الأحد والاثنين، للتأكيد على مواقف هذه الفصائل الرافضة للحوار الوطني، والتمسك بإنهاء الوحدة مع شمال اليمن واستعادة دول الجنوب التي كانت قائمة قبل العام 1990.