السفير الإيراني في صنعاء محمود حسن زادة والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي
صنعاء ـ علي ربيع
سخر السفير الإيراني في صنعاء محمود حسن زادة، من الاتهامات الرسمية اليمنية لبلاده بالتدخل في شؤون اليمن، نافيًا دعم طهران للحركة الانفصالية في جنوب اليمن، أو تبنيها لتسليح الحركة الحوثية (الشيعية) في الشمال، وواصفاً ما رددته صنعاء عن توقيفها شبكات تجسس إيرانية تعمل في
اليمن بـ"الاتهام السخيف".
وفي نبرة ساخرة، قال زاده خلال مؤتمر صحافي عقده في صنعاء، الأحد: "اليمن دولة بلا تقنية أصلًا لكي نتجسس عليها، فماذا تريد إيران من التجسس على اليمن؟، هل على المفاعل النووي أو على اقتصاد اليمن أم على معسكراته؟".
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قد شن هجومًا لاذعًا على إيران، أثناء تواجده في الولايات المتحدة، في أيلول/ سبتمبر الماضي، متهمًا إياها بالتدخل في شؤون بلاده لإفشال مسار التسوية السياسية، من خلال ما قال هادي إنها تقدمه من دعم مادي ومعنوي للحراك الانفصالي في الجنوب، ومن أسلحة للحوثيين في الشمال اليمني، كاشفًا في الوقت نفسه،عن توقيف بلاده 6 شبكات تجسسية تعمل في اليمن لصالح طهران.
وفيما طالب السفير الإيراني، صنعاء، بتقديم أي أدلة تثبت تورط بلاده في الاتهامات المنسوبة إليها، اتهم الحكومة اليمنية بالاعتماد على تقارير خاطئة ومضللة قال إنها تلقتها من جهات غربية هدفها تعكير العلاقات بين صنعاء وطهران، مجددًا تأكيده أن إيران لم تتدخل في الشأن اليمني، كما لا توجد لديها نية للتدخل، وقال إن السياسية الخارجية لبلاده تقوم على أساس الجوار والتكاتف الإقليمي، وإن العلاقات اليمنية الإيرانية حساسة جدا وتحتم على الجانبين التعاون لإيجاد الأمن والاستقرار في المنطقة.
في غضون ذلك، نفى السفير زاده أي علاقة لإيران بما أعلنته السلطات اليمنية بخصوص ضبطها معدات تجسس في عدن (جنوب البلاد) قبل شهرين، وقال ردًا على سؤال بهذا الخصوص: "قد تكون هناك تقارير غير صحيحة تصل للمسؤولين في الحكومة اليمنية تتسبب في مثل هذه الاتهامات".
وفي حين، تحدث زاده عن أياد، لم يسمها، قال إنها تسعى لتخريب العلاقات بين البلدين ، تطرق خلال مؤتمره الصحافي لملابسات السفينة "ماهان" التي كانت ضبطتها السلطات اليمنية في العام 2009 على سواحلها الغربية بتهمة نقل أسلحة للمتمردين الحوثيين الذين كانوا حينها يخوضون الموجة السادسة من المواجهات المسلحة بينهم وبين قوات الجيش اليمني، معتبراً حادثة إيقاف السفينة لدواعٍ سياسية، استدعتها ظروف الحرب التي كان يخوضها النظام، نافياً أن يكون على ظهرها أي سلاح، كما أكد أن المحكمة اليمنية التي نظرت القضية لم تتلق أي دليل يثبت ذلك.
وأوضح السفير الإيراني، أن السفينة "ماهان" تجارية، وكانت قادمة من ميناء الشارقة قبل أن تتوقف في ميناء صلالة العماني لسبب وفاة أحد أفراد طاقمها، ومن ثم توجهت، بحسب رواية السفير، إلى البحر الأحمر واضطرت لدخول الشواطئ اليمنية خوفا من الغرق لسبب العاصفة التي كانت تضرب البحر آنذاك، مضيفًا أن السلطات اليمنية ألقت القبض عليها وحبست طاقمها ولم يسمحوا للسفارة بمقابلتهم إلا بعد شهور.
إلى ذلك، استغرب السفير الإيراني مما وصفها باتهامات السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين لإيران بالتوسع في اليمن، وقال إن السفير الأميركي ليس حاكما لليمن ومتحدثا باسمها، وإن تصريحاته هذه تعتبر توسعًا وتدخلا في شؤون اليمن .