القاهرة ـ أكرم علي أثارت دعوة الولايات المتحدة الأميركية لتوضيح تصريحاته بشأن "معاداة السامية" ووصف اليهود بأنهم مصاصي دماء الفلسطينيين، التي أطلقها قبيل الثورة عام 2010، حين كان قياديًا في جماعة "الإخوان المسلمين"، جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية. فقد قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، إن اللغة التي استخدمها مرسي "مهينة بشدة"، وإن المسؤولين الأميركيين عبروا للحكومة المصرية عن القلق في هذا الشأن، ويأتي موقف البيت الأبيض قبل شهر تقريبًا من الزيارة المترقبة لمرسي إلى الولايات المتحدة في شباط /فبراير المقبل.
وقد صرح القيادي الإخواني عزب مصطفى لـ"العرب اليوم" قائلاً "إن تصريحات الرئيس محمد مرسي جاءت حين كان قياديًا في جماعة "الإخوان المسلمين"، وكانت الأنظمة وقتها تميل إلى التطبيع مع الجانب الإسرائيلي، وهذا كان السائد في المنطقة العربية قبل قيام ثورات الربيع العربي".
وأضاف مصطفى أن "الرئيس مرسي سوف يوضح تصريحاته بشأن اليهود للولايات المتحدة، ويجب مراعاة طبيعة منصبه وقتها بأنه كان قياديًا في جماعة "الإخوان المسلمين"، وليس متحدثًا رسميًا باسم الدولة".
فيما صرح أستاذ العلوم السياسية أحمد عبد ربه لـ"العرب اليوم" قائلاً "هذه التصريحات تؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين ذات وجهين، وتختلف مواقفها بين عشية وضحاها، وتشير إلى أنهم لم يثبتوا على موقف راسخ بعينه". وأضاف "إن الولايات المتحدة لن تطلب اعتذار الرئيس مرسي لطبيعة منصبه الحالي، ودعت لتوضيح تصريحاته فقط، حتى يثبت لهم أنه كان يتحدث بلسان جماعة إسلامية، وليس باسم دولة".
ومن جانبه صرح سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد العظيم الريدي قائلاً "إن تصريحات الرئيس مرسي كانت بشأن العدوان الإسرائيلي، وليس بشأن الديانة اليهودية، فمصر تحترم جميع الأديان، ولكنها تدين الاعتداء الغاشم من قبل الإسرائيليين الصهاينة فقط".
جدير بالذكر، أن الخارجية الأميركية قد دعت الرئيس محمد مرسي إلى توضيح تصريحاته بشأن اليهود. وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند مجددًا على أن الرئيس محمد مرسي ملتزم بالسلام و يدعمه، وأنه عبر عن ذلك مرارًا وتكرارًا، ويعمل على تطبيقه نصًا وروحًا، كما أنه ملتزم بالعلاقات المشتركة بين مصر والولايات المتحدة، بما في ذلك ما يتعلق بقطاع عزة.
ونفت نولاند في بيان نقلته الخارجية الأميركية أي مطالبة بالاعتذار من جانب الرئيس مرسي عن تصريحاته بشأن إسرائيل واليهود في عام 2010. وقالت نولاند "ندين مثل هذه التصريحات التي نسبت عام 2010 إلى القيادي الإخواني في ذلك الوقت محمد مرسي، وأن هذا النوع من الخطاب كان سائدًا في المنطقة لفترة طويلة".