مؤتمر للحركة الإسلامية في السودان (من الأرشيف)
الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
دعت الحركة الإسلامية السودانية إلى التنسيق المستمر والتعاون في العمل الخارجي مع الحركات الإسلامية والجماعات الإسلامية على المستوي الإقليمي والدولي والعمل على تصحيح النظرة السالبة لدى الغرب وأميركا عن الحركات الإسلامية، وقالت الحركة في اجتماع لمجلس الشورى حضره الرئيس السوداني
إن مرحلة جديدة من العمل تنتظر الحركة، وكشفت عن نيتها دعم الحزب الحاكم في السودان( المؤتمر الوطني ) خلال الفترة المقبلة في ظل تحولات تشهدها الساحة السياسية الداخلية.
من ناحيته طالب الرئيس السوداني عمر البشير أعضاء الحركة بالعمل في كل الميادين ومعاونة أجهزة الدولة في إنجاز مهامها، وأشاد بأدوار الحركة في إحياء قيم الدين في المجتمع.
وكان مجلس شوري الحركة الإسلامية السودانية اعتمد مساء السبت 4 نواب للأمين العام للحركة الدكتور الزبير أحمد الحسن، وهم الفريق أول ركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية وأحد العسكريين المقربين للرئيس البشير مهمته الترتيب الداخلي، كما تم اختيار حامد صديق وحسبو عبدالرحمن (وزير للحكم للامركزي)، ورجاء حسن خليفة (مستشار سابق للرئيس البشير ).
وقال الأمين العام للحركة الإسلامية د. الزبير محمد الحسن في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم إن مجلس شوري الحركة قرر في بيانه الختامي دعم الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني)، بالإضافة إلى توسيع دائرة الولاء الفكري للحركة الإسلامية، ودعا إلى تقوية وتماسك الجبهة الداخلية وحماية النظام الدستوري والتداول السلمي للسلطة والتعاون والتشاور والحوار مع الجماعات الإسلامية والطرق الصوفية وإشاعة روح التسامح بجانب التنسيق المستمر والتعاون في العمل الخارجي للحركة الإسلامية.
ويقول عضو الحركة المهندس سليمان علي في تعليق له لـ"العرب اليوم" إن الخطوة جاءت بأعضاء من الجهاز التنفيذي ومن الحزب الحاكم، والمبرر الرسمي هو الربط بين المؤسسات لكن هذا سيبعث برسائل سالبة وهي أن الحديث عن تجديد القيادات لم يحدث بالنظر إلى أن هؤلاء من القيادات القديمة مضيفًا أن توسيع المشاركة وعدم الجمع بين أكثر من وظيفة لم يتم التقيد به، هذا إلى جانب أن الحركة الإسلامية، وفقًا لدستورها، تمارس السياسة من خلال الحزب.
واختتم صديق حديثه بالإشارة إلى أن التنفيذي الذي يتم اختياره في منصب قيادي في الحركة الإسلامية يقع في خطأ كبير إذا وظف هذا الموقع سياسيًا، وفي رد على سؤال عن فرص تواصل الحركة مع الحركات الأخري في المنطقة في ظل التحولات الحالية، قال سليمان صديق إن قيادات الحركة الإسلامية السودانية معروفة بالنسبة للحركات الأخرى، وألمح إلى ان الحركات الأخرى من مصلحتها أن يكون على رأس الحركة في السودان شخصية معروفة ونافذة، لكنه عاد وقال إن الحركات تتعامل مع التجربة كلية في السودان.
وكان المؤتمر العام للحركة الاسلامية الشهر الماضي أفرز حالة من الجدل، وأظهر المؤتمر الذي حضره قادة وزعماء الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي (الدكتور محمد بديع، وراشد الغنوشي إلى جانب خالد مشعل ) مايشبه علو صوت المنادين بالإصلاح داخل جسم الحركة، تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر شهد تحولات داخل جسم الحركة أبرزها مغادرة النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه منصب الأمين العام للحركة، بعد أن قضي فيه 8 سنوات؛ ليتم اختيار الدكتور الزبير أحمد الحسن (وزير مال ونفط سابق ) خليفة له بعد أن اعتذر الدكتور غازي صلاح الدين عن المنافسة على المنصب، ووُصف الأمر حينها بأنه احتجاج منه على طريقة اختيار الأمين العام الذي كان يتم اختيار من المؤتمر العام ليصبح الاختيار بواسطة مجلس شوري الحركة، التي ظلت تجربتها في الحكم عرضة للانتقاد، خاصة تلك التي يوجهها بين حين وآخر الدكتور حسن الترابي زعيمها السابق قبل الانقسام الذي حدث في العام 1999م.
الترابي وجه رسالة لضيوف مؤتمر الحركة من الخارج قال فيها، إنه يتبرأ من المشروع المدّعى أنه للحركة الإسلامية في السودان، وقطع الترابي بأنه خرج مما أسماه بغي السلطان حتى لا يكون النموذج الإسلامي في الحكم جبروتًا عسكريًا، وانضم الصادق المهدي زعيم حزب "الأمة" إلى الترابي، وطالب أعضاء الحركة الاعتراف بما ارتكبته الحركة من أخطاء، وقال المهدي في رسالته للمؤتمر إن أسوأ ما في تجربتكم هو ربط الشعار الإسلامي بالحرمان من الحرية، والعدل، والعدالة الاجتماعية، وخلق ظروف لتمدد الوصاية الأجنبية على البلاد