قوات الجيش اليمني
صنعاء - علي ربيع
شنت ، الأحد، هجومًا على معاقل حصينة لتنظيم "القاعدة" في منطقة المحفد التابعة لمحافظة أبين (جنوب اليمن)، وخاضت اشتباكات عنيفة مع مسلحي التنظيم، أدت إلى اندحارهم، من المنطقة، وقالت مصادر عسكرية لـ"العرب اليوم" إن كتيبة من الجيش اليمني تابعة للواء 111 المرابط في أبين، قامت بتنفيذ الهجوم
مدعومة بالعشرات من مسلحي المليشيات القبلية المساندة للجيش، مؤكدًا أنها استطاعت التقدم في اتجاه وادي ضيقة، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي التنظيم، استمرت نحو 12 ساعة.
وفيما أكدت المصادر تقدم قوات الجيش في اتجاه غرب مركز مديرية المحفد، وتقدم مسلحي "اللجان الشعبية" في اتجاه الشرق، قالت إن الهجوم أسفر عن تمكن الجيش مدعومًا بالمليشيات القبلية من السيطرة على مناطق وادي ضيقة، والبشيم، وحلوة، ووادي ضيعان، فيما انسحب مسلحو "القاعدة" الذين يبلغ عددهم، بحسب تقديرات المصادر، نحو 200 مسلح، على الأقل، إلى وادي الخيالة ووادي عمير، في أبين نفسها.
في السياق نفسه، أشارت المصادر الرسمية اليمنية، إلى هذه المواجهات بين الجيش ومسلحي"القاعدة"، باقتضاب، دون أن تكشف عن حصيلتها من الضحايا في صفوف الجيش أو مسلحي التنظيم، ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية على شبكة الإنترنت عن مصدر عسكري مسؤول في المنطقة العسكرية الجنوبية للجيش اليمني قوله" إن أبطال كتيبة المحفد ومعهم "اللجان الشعبية" والمواطنون أجبروا المجاميع "الإرهابية" المسلحة من تنظيم "القاعدة" على الفرار من المواقع التي كانوا يتمترسون فيها على جانبي خط الإسفلت (الطريق الرئيسي) في منطقة ضيقة في مديرية المحفد في محافظة أبين".
وفيما وصف المصدر الرسمي هجوم الجيش في المحفد بـ"العملية النوعية المباغتة ضد عناصر الإرهاب" أكد تمكن الجيش من طرد عناصر التنظيم من مواقعهم، وقال "يقوم أبطال كتيبة المحفد و"اللجان الشعبية" حاليًا بملاحقتهم للقبض عليهم، واستكمال تطهير ما تبقى من المواقع التي تتمركز فيها تلك العناصر الضالة في المحفد".
وكان عشرات من عناصر "القاعدة" قد بدؤوا منذ نحو شهر في التوافد على منطقة المحفد في أبين (جنوب اليمن)، مستغلين طبيعة المنطقة الجبلية وتضاريسها التي تجعلهم نسبيًا في مأمن من غارات الطائرات الأميركية من دون طيار، بالإضافة إلى اتخاذها منطلقًا لإعادة ترتيب صفوفهم، بعد انكشاف غطائهم القبلي في مناطق مأرب، التي كان العشرات منهم يتخفَّون فيها، قبل أن يشن الجيش اليمني عملية واسعة، في أواخر العام الماضي، على تلك المناطق التي شهدت أعمال تفجير استهدفت أنابيب تصدير النفط بشكل متكرر.
في غضون ذلك، أدانت محكمة يمنية متخصصة في قضايا الإرهاب، الأحد، خمسة من عناصر تنظيم "القاعدة"، وقضت بحبسهم مددًا تتراوح بين 4- 10 سنوات، بناءً على التهم الموجهة إليهم من قبل النيابة، بالاشتراك في عصابة مسلحة للقيام بأفعال إجرامية تستهدف مصالح ومنشآت حكومية، وقيادات عسكرية، في عدد من المناطق.
وقضى منطوق الحكم في الجلسة التي عقدت برئاسة رئيس المحكمة القاضي هلال محفل، في مقر المحكمة في العاصمة صنعاء، بحبس محمد عبد الله على معوضة 10 سنوات، فيما قضى بالحبس مدة 6 سنوات لكل من: بلال محمد علي صالح الحبابي، وصدام حسين صالح المنادي، ومحمد أحمد عبد الجليل غالب، و4 سنوات في حق شمسان أحمد حسين الحرازي.
إلى ذلك، اكتفت المحكمة اليمنية بمدة الحبس الذي قضاها كل من: نوفل مصلح سعد، وعبد الوهاب حسن علي الجبر، وأحمد ناصر الجراح، وأكرم حسن أبو ذيبه، وفواز يحيى الشاوش، وقضت بوضعهم تحت رقابة الشرطة لمدة عام.
وكانت النيابة الجزائية اليمنية المتخصصة وجهت للمذكورين تهمًا بتشكيل عصابة مسلحة تتبع تنظيم "القاعدة"، لمهاجمة المنشآت الحيوية والمعسكرات والسفارات الأجنبية، واستهداف قيادات عسكرية وأمنية في عدد من مناطق اليمن.
في غضون ذلك، بدأت الشعبة الجزائية المتخصصة في العاصمة صنعاء، الأحد، أولى جلسات النظر في قضية متهمين اثنين بتفجير أنبوب تصدير النفط، وأقرت تأجيل القضية إلى 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، لتمكين النيابة العامة من الرد على استئناف المتهمين.