الهدوء يخيم على ميدان التحرير ـ صورة من الأرشيف
القاهرة ـ أكرم علي
خيّم الهدوء على ميدان التحرير وسط القاهرة للمرة الأولى منذ فترة طويلة، ولم يشهد تظاهرات الجمعة، وسط حالة من السيولة المرورية، بعد فتح مدخل قصر النيل، ورغم استمرار إغلاق الميدان من عند مدخل عبد المنعم رياض، فيما استمر اعتصام العشرات من المتظاهرين لليوم الـ 38 على التوالي،
للمطالبة بإسقاط الدستور، وسط دعوات إلى إحياء ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، مساء الاثنين المقبل، باحتفالية وطنية كبيرة في قلب ميدان التحرير في وسط القاهرة، لتوجيه رسالة سلام إلى دول العالم كافة.
وقد خطب الداعية الدكتور يوسف القرضاوي للمرة الثانية، في صلاة الجمعة، في مسجد الأزهر بعد عقود من الغياب، حيث دعا خلال الخطبة المصريين إلى التوحد وعدم تكفير الآخر، مطالبًا الداعين إلى ثورة 25 كانون الثاني/يناير المقبل لإسقاط الدستور، بقبول الحوار ونبذ الجدال والخلاف"، مضيفًا "العلمانيون والليبراليون في مصر ليسوا كفارًا أو ملحدين".
وحث الشيخ القرضاوي، الشعب المصري على التمسك بمبادئ الدين الإسلامي العظيمة، كالإخاء وعدم الفرقة بين المصريين، مؤكدًا أن "المصريين كانوا عبر التاريخ إخوة"، داعيًا المصريين كافة، مسلمين وأقباط، معارضين ومؤيدين، إلى "الوقوف صفًا واحدًا لبناء الوطن الذي ينهار"، مطالبًا البابا تواضروس الثاني، بدعوة الأقباط إلى نبذ الفرقة والوقوف صفًا واحدًا مع إخوانهم المسلمين لبناء الوطن، مضيفًا "حرام عليكم أيها الشباب، أن تقوموا معركة بعد معركة، لماذا لا ندعو الشعب للتوحد؟".
في السياق ذاته، دعت الناشطة السياسية المستقلة سمية الجنايني، في بيان صحافي، إلى إحياء ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، مساء الاثنين المقبل، باحتفالية وطنية كبيرة في قلب ميدان التحرير في وسط القاهرة، تكون بمثابة مليونية تدعو إلى نبذ الخلافات السياسية وتجسيد الوحدة الوطنية، وتقديم رسالة سلام وأمن واستقرار من القاهرة إلى دول العالم كافة، موضحة أن "هذه الدعوة هي الثانية من نوعها التي تتقدم بها بعد نجاح دعوتها في العام الماضي، والتي حظيت باهتمام كبير من وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية، حينما طافت كاميرات الفضائيات العالمية على ميادين العالم الكبرى لحظة استقبال عام 2012، لتجد ميدان التحرير يكتظ بالآلاف من المصريين الذين يحملون الشموع، ويطلقون البالونات والألعاب النارية في مشهد حضاري رائع".
وقالت الناشطة السياسية، إن "مؤشرات تدفق السائحين والاستثمارات الأجنبية شهدت تزايدًا ملحوظًا خلال النصف الأول من العام 2012، نتيجة لمجموعة من الخطوات السياسية، من بينها نجاح الانتخابات البرلمانية والعودة الجزئية للأمن، وكذلك بسبب بعض المبادرات البسيطة ذات المغزى مثل مبادرة إحياء ليلة رأس السنة بطريقة حضارية، تعكس مدى تحضر وتسامح الشعب المصري، ورغبته فى السلام والأمن والاستقرار".
من جانبه، أكد المنسق العام لـ"تحالف ثوار مصر" عامر الوكيل، دعم التحالف لاحتفالية العام 2013، مثلما قام بدعم احتفالية العام الماضي، وناشد وزيري الدفاع والداخلية للمشاركة في الاحتفالية من خلال فرق موسيقى الشرطة والموسيقى العسكرية، لمشاركة المواطنين المصريين فرحتهم بالسنة الجديدة، وتقديم صورة مشرقة لمصر الثورة أمام العالم لحظة ميلاد العام الجديد، معربًا عن أطيب أمنياته للشعب المصري بالتقدم والازدهار والتنمية والاستقرار.