القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد تعتزم إسرائيل بناء جدار أمني عازل بطول 70 كيلومترًا على امتداد خط الهدنة في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، بهدف منع تسلل المليشيات الإسلامية، التي تواصل قتالها في الوقت الراهن ضد حكومة الرئيس بشار الأسد في سورية، إلى داخل الكيان الصهيوني، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "نحن ننوي مد جدار مشابه مع إجراء بعض التعديلات عليه، على امتداد مرتفعات الجولان".
وقالت صحيفة "تلغراف" البريطانية "أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي هذه الخطوة، بعد أربعة أيام من إعلانه الانتهاء من بناء جدار عازل آخر يهدف إلى الحد من الهجرة غير الشرعية القادمة من أفريقيا، عبر الحدود مع مصر في سيناء".
وقال نتنياهو "نحن ندرك تراجع الجيش السوري على الجانب الآخر من حدودنا مع سورية، وأن الجماعات الجهادية العالمية المسلحة قد حلت محله، الأمر الذي يتطلب منا حماية حدودنا من التسلل والإرهاب، مثلما نفعل بنجاح عبر حدودنا مع سيناء".
وأكد على المخاوف الإسرائيلية من احتمالات سقوط ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية في أيدي الجماعات الإسلامية، في ضوء الوضع المزعزع وغير المستقر الذي يعيشه حكم الأسد.
وقال نيتانياهو "إن مسألة الأسلحة الكيميائية تثير قلق إسرائيل، وإنها تقوم بالتنسيق استخباراتيًا مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول، تحسبًا لأي سيناريو أو احتمالات أو تطورات في هذا الشأن".
وخلال الشهر الماضي قال نتنياهو "إن إسرائيل تعد نفسها لما بعد انهيار حكم بشار الأسد"، والذي توقع أنه "بات وشيكًا".
ومن شأن بناء الجدار العازل على طول الحدود بين الجولان وسورية أن يعزز من قبضة إسرائيل على تلك المرتفعات، التي احتلتها خلال حرب الأيام الستة العام 1967، ثم قامت في عام 1981 بضمها إلى أراضي إسرائيل، وهي الخطوة التي يرفض المجتمع الدولى الاعتراف بها.
وجرت على مدار تلك السنوات سلسلة من المفاوضات بشأن إمكان عقد اتفاق سلام بين البلدين مقابل انسحاب إسرائيل من الجولان، ولكن هذا المفاوضات لم تسفر عن شيء. وفي العام 2009، قال نتنياهو إن التخلي عن الأراضي التي تضم مدنًا عربيًا ومستوطنات إسرائيلية سوف يحولها إلى جبهات مواجهة مع إيران، على نحو يهدد كيان دولة إسرائيل.