الرئيس الأميركي باراك أوباما يؤدي اليمين الدستورية
الرئيس الأميركي باراك أوباما يؤدي اليمين الدستورية
واشنطن ـ يوسف مكي، وكالات
أدى الرئيس الأميركي باراك أوباما، الإثنين، اليمين لتولي فترة ثانية من أربع سنوات، خلال مراسم جرت في مقر الكونغرس، أمام حشد من مئات الآلاف وسط العاصمة واشنطن، حيث أعلن عن "قرب انتهاء عقد من الحروب وبدء الانتعاش الاقتصادي، وضرورة وحدة الأميركيين في المرحلة المقبلة، وسط استمرار الخلافات حول
كيفية تقليص عجز الموازنة".
وكرر أوباما أمام رئيس المحكمة العليا، "أنا باراك حسين أوباما أقسم بأن أخلص في أداء مهامي رئيسًا للولايات المتحدة، وأن أبذل كل ما بوسعي للحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه"، فيما تعهد الرئيس الأميركي في الخطاب الذي ألقاه، بالحفاظ على "تحالفات قوية" في أنحاء العالم كافة، مضيفًا "يجب مواجهة التحديات بطرق جديدة والتطلع إلى مستويات عالية من التعليم، ولابد من أن نحد من عجز الموازنة، وأن نرحب بالمهاجرين في أميركا أرض الفرص"، مشددًا على أن الأمن والسلام لا يتطلبان الحرب".
وقد أدى الرئيس أوباما اليمين القانونية رسميًا في البيت الأبيض، الأحد، لكنه أدى اليمين مرة أخرى أمام رئيس المحكمة العليا جونروبرتس في مراسم تنصيب رمزية إلى حد بعيد، الإثنين، حيث قال في الخطاب الذي ألقاه أمام باحة مبنى الكابيتول التي غصت بحوالي مليون شخص، إن "عقدًا من الحروب على وشك الانتهاء، والانتعاش الاقتصادي بدأ، أيها الأميركيون، نحن خلقنا من أجل هذه اللحظة، وسنستغلها وسنستغلها معًا، علينا الآن أكثر من أي وقت مضى أن نقوم بهذه الأمور معًا كأمة واحدة، كشعب واحد، والشعب الأميركي يفهم أن بلدنا لا يمكن أن ينجح حين تعيش قلّة في نعيم بينما الغالبية بالكاد تنجح في تدبير أمورها، وأن الولايات المتحدة تستمد ازدهارها من ازدهار الطبقة الوسطى"، داعيًا إلى "اتخاذ الخيارات الصعبة لتقليص كلفة الرعاية الصحية وحجم العجز".
وشدد باراك على أن "الولايات المتحدة ستقاوم التغيير المناخي، لأن الفشل في ذلك سيعتبر غدرًا لأطفالنا والأجيال القادمة"، إلاّ أن أوباما أقر بأن "الطريق إلى مصادر الطاقة المستدامة سيكون طويلاً وصعبًا أحيانًا، وأنه لا يمكن أن تقاوم أميركا هذه العملية الانتقالية، بل عليها أن تقودها، ولا يمكننا أن نتخلى للدول الأخرى عن التكنولوجيا التي ستخلق وظائف ومصانع جديدة".
وأشار إلى أن "الأمن الصلب والسلام الدائمين لا يتطلبان حرباً مستمرة"، غير أنه أكد أن "الولايات المتحدة ستبقى متيقظة أمام من يتربصون بها، وسندافع عن شعبنا ونحافظ على قيمنا عبر قوة السلاح وحكم القانون، وسنظهر الشجاعة لحل خلافاتنا مع الدول الأخرى بشكل سلمي ليس لأننا سذّج حيال الأخطار التي تواجهنا بل لأن التواصل يمكن أن يزيل الشك والخوف لفترة أطول، وأن الولايات المتحدة ستدعم الديمقراطية من آسيا إلى أفريقيا ومن الأميركيتين إلى الشرق الأوسط"، مشددًا على "ضرورة إيجاد طرق أفضل للترحيب بالمهاجرين المكافحين والمتأملين والذين لا يزالون يعتبرون أميركا أرض الفرص، وعلى ضرورة حماية الأطفال من الأذى، في إشارة ضمنية إلى إطلاق النار الذي وقع في مدرسة ابتدائية في ولاية كونكتيكت وذهب ضحيتها 27 شخصاً بينهم 20 طفلاً".
وافتتح مراسم التنصيب الرسمية السيناتور الديمقراطي عن نيويورك تشاك سكامر، بعد عزف لفرقة الموسيقى البحرية الأميركية، ووصلت الشخصيات المدعوة التي ضمت أعضاء الكونغرس والحكومة وقضاة المحكمة العليا ورئاسة الأركان العسكرية وحكام الولايات، وأعضاء السلك الدبلوماسي والرئيسان السابقان جيمي كارتر وبيل كلينتون، حيث ملأ المشاركون الذين تجاوزوا المليون شخص، منصة خشبية كبيرة مخصّصة لجلوس 1600 مدعو أقيمت في الكابيتول، بالإضافة إلى منتزه "ناشونال مول" غرب الكابيتول الممتد على مسافة كيلومترين، وتلت صلاة الابتهال، الناشطة في مجال الحقوق المدنية ميرلي إيفرز ـ ويليامز، وهي أرملة مناصر الحقوق المدنية الأميركي من أصول أفريقية ميدغار إيفرز الذي اغتيل عام 1963، حيث وقف أوباما والمشاركون خاشعين لدى تلاوة الصلاة، وبعد ذلك أنشد كورال بروكلين تابيرناكل "ترتيلة معركة الجمهورية".
وأدّى بايدن محاطًا بعائلته، اليمين الدستورية أمام قاضي المحكمة العليا سونيا سوتوماير، التي أصبحت أول سيدة من أصول لاتينية ورابع امرأة تدير مراسم أداء قسم دستورية لمنصبي الرئيس أو نائبه، وتلا ذلك نشيد "أميركا الجميلة" الذي أدّاه المغني جيمس تايلور، ثم أدّى أوباما بعد ذلك اليمين أمام رئيس المحكمة العليا، جون روبرتس، وبعدها أطلقت المدفعية 21 طلقة في الهواء تحيّة للرئيس الجديد.
وكان كل من أوباما وبايدن قد أديا اليمين الدستورية في حفلين محدودين، الأحد، الأول في البيت الأبيض، والثاني في مقرّ إقامة نائب الرئيس، وذلك نظرًا إلى أن الدستور الأميركي ينص على أن يتولى رئيس الولايات المتحدة ولايته ظهر يوم 20 كانون الثاني/يناير، الذي يلي الانتخابات الرئاسية، والذي صادف الأحد هذه المرة، وسبق للرئيس أوباما، وهو الرئيس رقم 44 للولايات المتحدة، أن قام بأداء اليمين الدستورية مرتين في بداية فترته الرئاسية الأولى، في 20 يناير/كانون الثاني 2009، بعدما اضطر البيت الأبيض إلى إعادة مراسم القسم، بسبب حدوث خطأ في المرة الأولى.
وبذلك أصبح أوباما أول رئيس أميركي يؤدي اليمين الدستورية أربع مرات، منذ الرئيس فرانكلين روزفلت، الذي انتخب رئيسًا للولايات المتحدة أربع مرات متتالية، منذ العام 1933 حتى وفاته عام 1945، في السنة الأولى من ولايته الرابعة.