وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية (يسار)، ونظيره التونسي علي لعريض
الجزائر ـ حسين ابو صالح
تواصلت عمليات التمشيط التي باشرها الجيش الجزائري في مرتفعات ولاية خنشلة في الشرق الجزائري، وأفادت مصادر أمنية مطلعة، أنَّ حصيلة القتلى في صفوف الجماعة المسلّحة ارتفعت إلى 5 قتلى وإصابة قرابة 10 من عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، واسترجعت قوات الجيش قطعتي
سلاح من نوع كلاشنكوف، فيما جرت مباحثات الثلاثاء، بين وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية، ونظيره التونسي علي لعريض الثلاثاء، بشأن الوضع الأمني على الشريط الحدودي بين البلدين، وقالت مصادر أنَّ مخاوف جزائرية بدت بوضوح خلال المباحثات من خطر نشاط عناصر تنظيم القاعدة في المنطقة.
وناقش الوزيران العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، يتقدمها ملف تأمين الحدود بين البلدين من خطر تنظيم القاعدة، رغم تأكيدات ولد قابلية، الذي رافقه خلال الزيارة 4 ولاة من أقصى الشرق الجزائري، بأنَّ التعاون الأمني بين الجزائر وتونس يسير بخطى ثابتة في كل الاختصاصات، وبين كل الأجهزة الأمنية الجزائرية والتونسية سواء على مستوى الجيش أو الدرك أو حرس الحدود أو الأمن الوطني.
وقال وزير الداخلية الجزائري في تصريح للصحافة أنَّ محادثاته مع نظيره التونسي تناولت مواضيع "حساسة ومهمة جدا"، موضحًا أنَّ الأمر يتعلق بالجانب الأمني على ضوء التطورات التي شهدتها تونس، مشيرًا في نفس الوقت إلى أنه تم التباحث حول ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وأكدت مصادر الإثنين أنَّ 3 من عناصر التنظيم المسلح تم القضاء عليهم في المنطقة المسماة جبال بودخان وسيار جنوب ولاية خنشلة، مضيفة أن عمليات التمشيط التي عاشتها المنطقة الجنوبية والتي استمرت إلى ساعات متأخرة من ليل الأحد إلى الاثنين، استخدمت فيها طائرات حربية ومروحيات استعانت بالأضواء الكاشفة حين احتدمت الاشتباكات بين الطرفين، مما مكّن قوات الجيش من تدمير مخابئ الجماعات بالمنطقة.
وأسفرت هذه العملية عن إصابة 5 جنود بجروح متفاوتة الخطورة، نقلوا على جناح السرعة إلى المستشفى العسكري بالمنطقة، فيما نقلت جثث المجموعة المسلحة إلى مستشفى خنشلة بغية التعرف على هوياتهم، فيما بقيت المواجهات متواصلة إلى غاية ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، وتدعم الجيش بقوات خاصة في مكافحة الإرهاب للقضاء على بقايا المجموعة التي زرعت الرعب سنين طويلة في المنطقة.
ويرى محللون، أنَّ مخاوف الجانب الجزائري، تجلَّت أكثر خلال زيارة قائد جهاز الدرك الوطني بوسطيلة الإثنين إلى الولايات الحدودية مع تونس لوضع مخطط أمني جديد بعد التوترات الأمنية التي طالت عدة مناطق من تونس وأسفرت تفكيك شبكة إرهابية تابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ووقوع مواجهات مسلحة بين أجهزة الأمن وجماعات إرهابية، فيما تم العثور على أسلحة ومتفجرات وذخائر ومعدات حربية.
وكان قائد الدرك الوطني، اللواء أحمد بوسطيلة، انتقل إلى ولايتي تبسة وسوق أهراس، لاتخاذ إجراءات للرفع من نسبة التغطية الأمنية وتدعيم المخطط الأمني على طول الشريط الحدودي، بعدما عاشته الحدود الجزائرية التونسية الأسبوع الماضي وتنامي خطر التنظيمات المسلحة بالحدود.
وقد دخلت الوحدات العملياتية والمراكز المتقدمة لحرس الحدود، في كل من ولايتي تبسة وسوق أهراس، حسب بيان الدرك، الإثنين، في تطبيق التشكيل العملياتي الخاص بتأمين الشريط الحدودي لدعم وتعزيز وحدات حرس الحدود في مجال الحفاظ على أمن الحدود ومكافحة الإجرام المنظم ومكافحة التهريب بمختلف أنواعه، كما يهدف ''المخطط الخاص'' لأمن الحدود، سواء من ناحية التدعيم بالأفراد أو بالمعدات الجديدة الموضوعة في الخدمة أو إنجاز مقرات جديدة، ضمان تسيير فعال ومنسق للحدود البرية الوطنية.
ويبقى محور ( خنشلة – تبسة ) يشكل تهديدا حقيقيا على الجبهة الشرقية حيث تتخذ كتائب وسرايا تنظيم عبد المالك درودكال، جبال ومرتفعات هذه المناطق الوعرة التضاريس معاقل لها، ويؤكد خبراء أمن أن الضغط المفروض من طرق قوات الجيش الجزائري عليها من خلال مخططات عسكرية قادت مؤخرا قائد أركان الجيش إلى الولايات الحدودية دفع بهذه المجموعات البحث عن منفذ عبر الحدود و تحويل نشاطها إلى حدود تونس.