صورة للمنكوبين والمتضررين من العاصفة الجوية في فلسطين
رام الله ـ امتياز المغربي
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، الأربعاء، أن "أولوية عمل الحكومة تتمثل في إغاثة المنكوبين والمتضررين من العاصفة الجوية"، لافتًا إلى أنه "سوف تبدأ أطقم الوزارات اعتبارًا من السبت المقبل في حصر جميع الأضرار بشكل عاجل، وفي ضوء الأضرار الجسيمة التي لحقت بهذه المناطق المنكوبة"، فيما
أفاد الدفاع المدني، أن "عدد الضحايا جراء المنخفض الجوي وصل إلى 3 وفيات، و5 مصابين فلسطينيين"، في حين تم إنقاذ 2003 مواطنين، بينما وقع 18 حريقا في الضفة الغربية".
وقال رئيس الوزراء سلام فياض:" سوف نعمل على التدخل بشتى السبل لإصلاح الأضرار الجسيمة التي تعرض لها القطاع الزراعي؛ من أجل تمكين المزارعين من مواصلة عملهم"، لافتًا إلى أن "تطوير قدرات وآليات الدفاع المدني بدأت منذ عدة سنوات، وهي تعمل بكفاءة عالية، مع التأكيد على "الحاجة الماسة لتطوير آليات وقدرات أطقم الدفاع المدني، وبما يُمكِّنها من رفع كفاءتها، ورفع درجة استجابتها لمثل هذه الأجواء العاصفة وغير المسبوقة".
وأوضح فياض، أن "منسوب الأمطار بلغ حوالي 200 ملم في أقل من 4 ساعات"، فيما أشاد بدور وتفاني المتطوعين وأطقم الهلال الأحمر والعاملين في مؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الشركات الخاصة التي وضعت آلياتها تحت تصرف الجهات ذات الاختصاص.
وأكد فياض، على "دراسة الحكومة لما حصل، وإعادة النظر في العديد من المشاريع كي تكون أكثر مواءمة مع مثل هذه الأحوال الجوية العاصفة"، مشيرًا إلى أن "حجم الدمار الناجم عن الأجواء العاصفة غير مسبوق منذ أكثر 60 عامًا".
في شأن الأزمة المالية، جدد فياض دعوته إلى الدول العربية، مشددًا على "وفائها بالتزاماتها المالية تجاه السلطة الوطنية، بما يمكِّنها من القيام بمسؤولياتها في تعزيز صمود المواطنين وتمكينهم من الدفاع عن أرضهم في مواجهة الهجمة الاستيطانية، التي تستهدف وأد تجسيد السيادة الوطنية على أرض دولة فلسطين المستقلة"، فيما عبَّر فياض، عن أمله في "تجاوز هذه الأزمة تدريجيا"، مؤكدًا أن "الواقع الحالي بعد المنخفض الجوي بات في حاجة إلى موارد مالية إضافية وعاجلة".
في السياق ذاته، أعلن مجلس الوزراء عن عقد جلسة خاصة صباح الخميس لبحث "سبل التدخل الحكومي في إغاثة المنكوبين والمتضررين من الأحوال الجوية العاصفة"، فيما أكد مدير عام الدفاع المدني الفلسطيني العميد محمود عيسى، أن "عدد الضحايا جراء المنخفض الجوي الذي لا يزال يؤثر على كامل فلسطين وصل إلى 3 وفيات، و5 مصابين فلسطينيين".
وقال عيسى:"وفق أخر إحصائية لدى الدفاع المدني، قمنا بـ744 طلعة إنقاذ حتى فجر الأربعاء في مختلف المحافظات الشمالية، وتم إنقاذ 2003 مواطنين، وللأسف توفي 3 آخرين، بينما أصيب 5 آخرين، ولدينا 18 حريقا في الضفة الغربية".
وأضاف:" إن تدخلات الدفاع المدني ولجان الطوارئ في الضفة الغربية اشتملت على شفط مياه من منازل المواطنين، وإزالة لافتات متطايرة وخزانات مياه وحمامات شمسية، وانهيار بعض الجدران، وبعض العبارات والطرق والأشجار التي تكسرت بفعل سرعة الرياح التي وصلت إلى 85 كيلومترًا في الساعة، وحوادث السير وانزلاق السيارات في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية".
وتابع عيسى :"إن الكوارث دائما ما تؤدي إلى كثير من الدمار، ولكن الدفاع المدني والأجهزة العسكرية قامت بتلبية نداءات استغاثة المواطنين الفلسطينيين، وقامت بعمل ما يتوجب عليها من إنقاذ للأرواح والحفاظ على الممتلكات العامة وممتلكات المواطنين"، فيما أشار إلى أن "أبرز المعيقات التي واجهت الدفاع المدني تمثلت في بعض التجمعات السكانية وارتفاع عددها، لاسيما أن الدفاع المدني يخدم 11 محافظة فلسطينية تتوزع في الضفة الغربية، ويوجد فيها ما يزيد على 730 تجمعًا سكانيًا، ويتواكب ذلك مع كميات كبيرة من الأمطار التي هطلت بغزارة، وأصابت جميع مناطق الضفة الغربية منذ بدء المنخفض الجوي العميق".
وأوضح عيسى، أن "الدفاع المدني وشركاءه في الأجهزة الأمنية والمدنية، أنشأوا غرف عمليات مشتركة في محافظات الضفة الغربية، برعاية المحافظين والمجلس الأعلى للدفاع المدني، وبرئاسة وزير الداخلية الدكتور سعيد أبو علي، كما أن هذه الغرف في حالة انعقاد دائم".
وأكد عيسى، أن "الدفاع المدني عمل على التحضير المسبق لهذه الكارثة، لأن الكوارث تمر في أربع مراحل، الاستعداد والاستجابة والتعافي والتقييم"، موضحًا أن "الدفاع المدني الآن في مرحلة الاستجابة للأحداث، وتم تشكيل غرف عمليات بمشاركة 16 شريكًا من المؤسسات الأمنية والمدنية الرسمية، من الدفاع المدني، الشرطة، الأمن الوطني، الهلال الأحمر، المحافظات، وزارة الحكم المحلي، وزارة الصحة، وزارة الأشغال العامة، نقابة المهندسين، القطاع الخاص، والبلديات".