مقاتلون يقومون بنقل زميل لهم مصاب إلى أحد المستشفيات في حلب شمال سورية
بغداد، دمشق ـ جعفر النصراوي، وكالات
أفادت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الجمعة، بمقتل 116 شخصًا في مناطق سورية عدة، في أعمال عنف واشتباكات بين الجيشين السوري و"الحر"، غالبيتهم في دمشق وريفها وحلب، من بينهم 7 أطفال و4 سيدات، بينما شدد "الائتلاف الوطني" المعارض على أن "أي حل لا يكون بنده الأول رحيل الأسد
لن يكون مقبولاً للشعب السوري"، في حين يخشى الناشطون هجومًا بريًا على عدد من ضواحي دمشق تتدفق عليها تعزيزات عسكرية الجمعة، تستمر عمليات القصف والمعارك في محيط العاصمة وجنوبها"، وبينما تستعد المعارضة المسلحة إلى حملة "ساعة الصفر"، لدخولها دمشق، فإن "احتمالات تدمير دمشق بصورة تامة في الشهور المقبلة تزداد"، في الوقت الذي ذكرت وكالة أنباء "الأناضول" التركية، الجمعة، أن 15 ضابطًا ومجندًا منشقين عن الجيش السوري عبروا الحدود إلى تركيا مع تواصل تصاعد العنف في هذا البلد منذ 20 شهرًا، كما وصل إليها 17 جريحًا قضى أحدهم متأثرًا بجراحه، تزامنًا مع تحذير المجلس العسكري المعارض في العاصمة السورية، الجمعة، المدنيين وخطوط الطيران من الاقتراب من مطار دمشق الدولي، وذلك بعد أن أعلنوا أن المطار بات "منطقة عسكرية"، في وقت أعلنت فيه القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن اشتباكًا وقع، الجمعة، بين قواتها والقوات السورية على الحدود بين البلدين.
وفيما أعلنت الخارجية الروسية عن لقاء يجمع خبراء أميركيين مع الأخضر الإبراهيمي قريبًا، دعا أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، جميع الأطرف بخاصة الحكومة السورية إلى وقف إراقة الدماء، مؤكدًا أن الرئيس بشار الأسد سوف "يُحال إلى المحكمة الدولية، في حال استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين".
وذكرت شبكة "شام" المعارضة أن حشودًا عسكرية ضخمة من الجيش تحاول اقتحام بلدة معضمية الشام بريف دمشق من 3 محاور، ولا يزال القصف براجمات الصواريخ من الفرقة الرابعة مستمرًا بشكل كثيف.
بدورها، أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن مطار المزة العسكري ومقر الفرقة الرابعة تعرضتا إلى قصف عنيف، فيما قصف الجيش السوري الأحياء الجنوبية من دمشق، حسبما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي تحدث عن عمليات قصف ومعارك ليلية بين مقاتلي المعارضة والجنود في العاصمة وعدد من الضواحي.
وفي محافظة حماة، قال ناشطون إن قوات الجيش الحكومي اقتحمت بلدة سوحا في ريف حماة الشرقي بالدبابات وسط إطلاق نار كثيف وشن حملة دهم للمنازل.
أما في شمالي البلاد، فيحاصر مقاتلو المعارضة مطار منغ ويقومون بقصفه بقذائف الهاون بينما قطعت الكهرباء عن معظم بلدات محافظة حلب، حسب المرصد.
ومن جانبها، أعلنت "الهيئة العامة للثورة"، عن سيطرة "الجيش الحر" على الوحدة 122، التابعة لقوات الأسد في منطقة حرستا، الواقعة في شمال شرق العاصمة دمشق، واستيلائه على عدد من الدبابات، وكميات من الذخائر"، مشيرة إلى "اندلاع اشتباكات عنيفة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق".
ولفتت الهيئة إلى أنه "تعرضت منطقة داريا القريبة من دمشق لقصف بالطائرات الحربية"، مشيرة إلى "نقص في المواد الغذائية، والمحروقات نتيجة محاصرة قوات النظام للمنطقة".
وأفاد ناشطون، في وقت سابق، بأن "معظم أحياء مدينة دوما في ريف دمشق تعرضت إلى قصف عنيف براجمات الصواريخ"، فيما ذكرت شبكة "شام" أن "قوات الجيش الحكومي اقتحمت بلدة سوحا في ريف حماة الشرقي بالدبابات وسط إطلاق نار كثيف، وشن حملة دهم للمنازل".
وأضافت "شام" أن حشودًا عسكرية ضخمة من الجيش تحاول اقتحام بلدة معضمية الشام في ريف دمشق من 3 محاور، ولا يزال القصف براجمات الصواريخ من الفرقة الرابعة مستمرًا بشكل كثيف"، فيما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن "مطار المزة" العسكري، ومقر الفرقة الرابعة تعرضتا إلى قصف عنيف.
من ناحيتها، قالت الوكالة إن عمليات الانشقاق في الجيش النظامي السوري تواصلت، حيث وصل 15 منشقًا، بينهم ضباط برتب مختلفة، ومجندون رفقة عائلاتهم، إلى ولاية هاتاي جنوب تركيا.
وذكرت أن المنشقين السوريين عبروا قرية بوكولماز، في اتجاه الأراضي التركية، ضمن قافلة بلغت 43 شخصًا، حيث رافق المنشقين عائلاتهم، طالبين اللجوء من السلطات المحلية، التي نقلتهم تحت غطاء امني، إلى مخيم أبايدين للاجئين العسكريين.
وقالت الوكالة إن مجموعة من 14 جريحًا سوريًا، أصيبوا جراء الغارات الجوية على مدينة حلب، وصلوا إلى مدينة كلس ونقلوا إلى المشفى الحكومي فيها، حيث فارق أحدهم الحياة، رغم محاولات كثيرة لإنقاذه.
كما وصل إلى مدينة جيلان بنار، المحاذية لبلدة رأس العين السورية، ثلاثة جرحى، أصيبوا في اشتباك وقع في قرية قريبة من البلدة، ونقلوا بواسطة أقاربهم إلى الجانب التركي.
يذكر أن أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، قام اليوم بزيارة عدد من مخيمات اللجوء في تركيا، موجها شكره للجهود التي تبذله الحكومة التركية، في تأمين احتياجات اللاجئين السوريين.
وتستضيف تركيا قرابة 124 ألف لاجئ سوري فروا من بلادهم بسبب أعمال العنف الناتجة عن الاقتتال بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية.
وعلى صعيد آخر، قال بيان صادر عن القوات المسلحة الأردنية إن "منطقة الحدود الأردنية ـ السورية في منطقة تل شهاب شهدت خلال الساعات الماضية قتالاً عنيفًا بين القوات السورية السورية والجيش السوري الحر، الذين لجؤوا إلى السواتر الترابية التي تفصل الحدود بين البلدين، مما أدى إلى سقوط عدد من القذائف والطلقات الخفيفة داخل الحدود الأردنية، أدت إلى إصابة جندي أول يدعى حسين المؤمني بطلقة طائشة في الكتف، نقل على أثرها إلى المسشتفى وحالته العامة جيدة".
وأكد البيان أن "القوات المسلحة الأردنية التزمت خلال الفترات الماضية أقصى درجات ضبط النفس وعدم التدخل في ما يجري داخل الأراضي السورية، على الرغم من تعرض الأراضي الأردنية وحدودنا لرمايات عشوائية غير محددة المصدر".
واضاف "غير أنها (القوات المسلحة) ومن منطلق حقها المشروع في الدفاع عن النفس وثرى الوطن وممتلكاته قد قامت بالرد على مصادر النيران، ولن تتردد مستقبلاً في اتخاذ كل الإجراءات المناسبة دفاعًا عن حدودنا وممتلكاتنا".
ومن جهة أخرى، كشف المتحدث باسم المجلس العسكري السوري المعارض، نبيل العامر، أن ألوية المقاتلين الذين يحاصرون المطار قرروا، الخميس، وأن "المطار بات هدفًا".
وأكد أن المطار "يغص الآن بالمركبات العسكرية المدرعة والجنود وأن المدنيين الذين سيقتربون منه الآن هم المسؤولون عن انفسهم".
بدوره، قال نائب رئيس هيئة أركان الجيش الحر عارف الحمود في تصال هاتفي مع "سكاي نيوز عربية" إن معارك حامية تدور على طريق المطار وبالقرب من الغوطة الشرقية.
وأضاف أن تلك المعارك قد تتهدد حياة المدنيين وتشكل خطرا على حياتهم، مشيرا إلى أن "المطار هدف في هذه المعركة".
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب إعلان ناشطين في المعارضة عن خشيتهم من هجوم بري تعتزم القوات الحكومية شنه على عدد من ضواحي دمشق، حيث تتدفق عليها التعزيزات العسكرية، بينما تستمر عمليات القصف والمعارك في محيط العاصمة وجنوبها.
وعلى الصعيد الدولي، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الجمعة، أنه ليس لدى المنظمة الدولية تقارير مؤكَّدة بأن الحكومة السورية قد تكون تستعد لاستخدام أسلحة كيميائية، مجدداً تحذير دمشق من أن اللجوء إلى هذه الأسلحة سيكون "جريمة نكراء".
وقال بان في مؤتمر صحافي بعد تفقده مخيم "إصلاحية" في غازي عنتاب جنوب تركيا، "أخيرًا تلقينا أخبارًا مثيرة للقلق بأن الحكومة السورية قد تكون تستعد لاستخدام أسلحة كيميائية. ليس لدينا تقارير مؤكدة عن المسألة".
وأشار إلى أنه تحدث، الخميس، مع المدير العام لمنظمة الحد من انتشار الأسلحة الكيميائية أحمد أزومجو بشأن سبل التحقق من التقارير ولكن لم يتبيّن حتى الآن وجود أي خطة.
وأضاف "غير أنه إذا تبيّن أن الأمر صحيح، فإن ذلك سيكون جريمة نكراء".
وقال بان "أعرف أن الكثير من زعماء العالم ضمّوا أصواتهم في حثه (الرئيس السوري بشار الأسد) على عدم استخدامها، وحذروه من أنه سيكون لها تداعيات كبيرة".
وكان مارتين نيسيركي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام قال إن الأخير وجه رسالة إلى الأسد حثه فيها على الامتناع عن استخدام الأسلحة الكيميائية.
وأشار المتحدث إلى أن بان سبق وأبلغ قلقه قبل أشهر في رسالة مكتوبة إلى الأسد، وفعل ذلك مجددًا في رسالة سلّمت الثلاثاء إلى السلطات السورية، حثّ فيها الرئيس السوري على الامتناع عن استخدام مثل هذه الأسلحة تحت أية ظروف.
وشدد الأمين العام على المسؤولية الأساسية للحكومة السورية في ضمان سلامة وأمان أي مخزونات أسلحة كيميائية، وكرر أمام أزومجو أن أي استخدام لهذه الأسلحة من شأنه أن يكون جريمة شائنة يكون لها تداعيات رهيبة.
ووجهت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة تحذيرات إلى سورية من مغبة استخدام الأسلحة الكيميائية، وهو ما ردّت عليه وزارة الخارجية السورية بأن هذه الأسلحة لن تستخدم "إذا وجدت" في أي ظرف كان.
وفي السياق ذاته، قال نائب وزیر الخارجیة الإیراني في الشؤون العربیة والأفريقية حسین أمير عبد اللهیان، الجمعة، إن سوریة لا تحتاج لاستخدام السلاح الكیمیائي، وهي لن تسمح أیضًا للمجموعات المسلّحة "غیر المسؤولة" المدعومة من الخارج بالاستخدام المحتمل لهذا السلاح.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن عبد اللهیان قوله إن "الذین تقع على عاتقهم مسؤولیة قتل الأبریاء في سوریة، هم الذین یتحدثون الیوم عن احتمال استخدام السلاح الكیمیائي في هذا البلد، وهذا یؤكد بأنهم یضمرون نوایا مشؤومة".
ولفت إلى أن سوریة تجاوزت مرحلة الأزمة الأمنیة، ولكن بعض الأطراف تبحث عن أهداف خاصة فیها، من خلال إرسال السلاح إليها، وتوجیه اتهامات الى الحكومة باحتمال استخدام أسلحة كیمیائیة.
وقال إن سورية "لیست بحاجة إلى استخدام السلاح الكیمیائي، كما أنها لن تسمح أیضًا للجماعات المسلحة غیر المنضبطة والمدعومة من الخارج باستخدام هذا السلاح".
وندّد بالعملیات "الإرهابیة" في سوریة والتي أوقعت قتلی وجرحی بین أبناء هذا الشعب، مضیفًا أن بعض الأطراف تعتبر نفسها فوق منظمة الأمم المتحدة وخطة مبعوثها إلی سوریة، وحاولت فرض إرادتها علی هذا البلد من خلال خطوات متسرّعة.
إلى ذلك، انتقد المسؤول الإيراني استخدام الغازات السامة ضد الشعب البحریني والصمت الدولي تجاه هذا القمع، وقال إن "تسویة الأزمة السوریة والبحرینیة تتم من خلال الحل السیاسي، واستمرار التدخلات الأجنبیة یعرّض أمن هذین البلدین والمنطقة للخطر".
ومن جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن خبراء من روسيا والولايات المتحدة سوف يجرون مشاورات خلال الأيام المقبلة مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سورية الأخضر الإبراهيمي.
وقالت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء، الجمعة، إن لافروف التقى الإبراهيمي ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، الخميس، لبحث "السبل الممكنة لتسوية الصراع الدائر في سورية".
وأضاف لافروف: "اتفقنا مع الأميركيين على أن خبراءنا سوف يجتمعون في الأيام المقبلة مع الإبراهيمي. وسوف نطرح ببساطة الأفكار المتضمنة في اتفاقيات جنيف على الطاولة"، لافتًا إلى أن "الإبراهيمي يأمل أن تدعم موسكو وواشنطن جهوده في تنظيم إجراء حوار مع النظام السوري والمعارضة للتوصل إلى ما يمكن تنفيذه عمليًا استنادًا إلى اتفاقيات جنيف".
بدوره، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه "يعول على الحكومة الأردنية على إبقاء حدودها مفتوحة للاجئين السوريين"، قائلاً:" قُتِل أكثر من 40 ألف شخص في سورية، ولا نعلم ما هو العدد الحقيقي للجرحى، ونريد مساعدة إنسانية أكبر من دول المنطقة للاجئين السوريين".
وأضاف بان، في مؤتمر صحافي من مخيم الزعتري للاجئين في الأردن:"سوف نشهد تزايدا في أعداد اللاجئين السوريين مع تصاعد أعمال العنف"، مشددًا على أن "الأمم المتحدة لن تدخر جهدًا في مساعدة اللاجئين السوريين في الداخل والخارج"، داعيًا "جميع المعنيين، لاسيما الحكومة السورية إلى وقف إراقة الدماء"، مناشدًا المجتمع الدولي أن "يساعد في إحلال السلام في سورية"، لافتا إلى أنه يعمل مع مبعوثه الخاص لـ"إنهاء العنف والوصول إلى مرحلة انتقالية في سورية".
ويصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى الإصلاحية جنوب شرق تركيا الجمعة، في زيارة تستمر 24 ساعة مخصصة للنزاع في سورية.
وسوف يخصص بان كي مون، زيارته إلى مخيم اللاجئين في الإصلاحية، الذي يضم أكثر من 135 ألف سوري تم إحصاؤهم رسميًا وعبروا الحدود هربًا من المعارك الدائرة في بلدهم منذ أكثر من 20 شهرًا، فيما بان، إلى المنظمة الدولية للصحافيين بعد الزيارة، قبل أن ينتقل إلى أنقرة لإجراء محادثات مع الرئيس عبد الله غول، ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية أحمد داود اوغلو.
وخلال زيارته إلى العراق، الجمعة، أكد بان كي مون، أن الرئيس السوري بشار الأسد سوف يُحال إلى المحكمة الدولية، في حال استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، فيما عبر عن قلق الأمم المتحدة من التوترات التي تشهدها الساحة السياسية العراقية، خاصة ذلك القائم بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان بشأن المناطق المتنازع عليها.
وقال بان، خلال زيارة إلى العراق استمرت يومين، التقى خلالها كبار المسؤولين: "أعربت عن قلقي من احتمالية استخدام أسلحة كيميائية في سورية، ووجهت رسالة إلى الرئيس الأسد قبل يومين، كما فعلت قبل شهرين، وقلت إنه في حال استخدم أسلحة كيميائية بأي شكل فسوف يُجلَب للعدالة، وسوف يكون لتصرفه عواقب وخيمة".
وأضاف: "تحدثت في بغداد عن قرارات الأمم المتحدة في ما يتعلق بالأسلحة الكيميائية وحظر استخدامها، وكل محافل الأمم المتحدة تعرب عن قلقها، وأتمنى من القادة في سورية أن يصغوا لهذا الأمر جيدًا"، وبينما ثمَّن بان كي مون، خلال لقائه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في بغداد، ما وصفه بـ"الإجراءات الشجاعة التي أبدتها الحكومة العراقية في تفتيش الطائرات التي ربما تكون حاملة لبضائع مشبوهة"، أكد أن "الإجراءات تتماشى مع قرارات الأمم المتحدة في منع وصول أسلحة إلى الأطراف المتنازعة في سورية".
وأشاد بـ"الموقف العراق الإنساني في قضية اللاجئين السوريين"، قائلاً:" تم مناقشة الوضع في سورية، وخصوصًا قلقنا على الوضع الإنساني هناك، وأنا أوجه شكري لكرم العراق وضيافته بتوفير مكان للاجئين السوريين".
وفي شأن منفصل شدد بان كي مون، على "ضرورة عودة العلاقات العراقية ـ الكويتية إلى سابق عهدها، عبر مواصلة التعاون بما يسهم في حل المشاكل المهمة التي تشكل مصدر قلق"، بينما رئيس الحكومة العراقية بقلق المؤسسة الدولية من "الأزمة الناشبة في المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان"، موضحًا أن ما يجري من توترات بين حكومته وإقليم كردستان "مثير للقلق".
ودعا بان، الجميع أن "يعملوا مع قادتهم لأجل مستقبل أفضل، وليس هناك بديل عن التعايش السلمي في عراق فدرالي موحد".
من جانبه، اعتبر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، أن العراق ليس بديلاً عن الشعب السوري، حتى يقرر مصيره، مجددًا تأكيده أن "الحل لا يتم إلا عبر الاحتكام إلى صناديق الانتخاب".
وقال المالكي إنه "لا حل من خلال التصعيد في سورية، وإنما ينبغي أن يكون الحل عبر الحوار والاحتكام إلى صناديق الانتخاب والالتزام بما تقرره الجمعية الوطنية والدستور"، معتبراً أن "هذه الأمور تخص الشعب السوري"، مضيفًا: "لسنا بدلاء عن الشعب السوري في تقرير مصيره، وإنما نحن أشقاء وشركاء نتأثر إيجابًا وسلبًا وبتطورات الأوضاع".
وأضاف المالكي: "العراق لم تبق عليه من قضايا تحكم وجوده تحت الفصل السابع سوى القضية بيننا وبين الكويت، والتي أخذت طريقها إلى الانتهاء والحل، خاصة بعد موافقة أمير الكويت".
وكشف أن "عملية البحث عن المفقودين والأرشيف للحكومة الكويتية سوف تبقى مستمرة"، مؤكدا أن "المتعلقات المتبقية من المواد التي أشار إليها قرار الأمم المتحدة 833 يتم تنفيذها بشكل سليم ودقيق بما يطمئن البلدين".
من ناحيته، أكد الناطق باسم "الائتلاف الوطني السوري" وليد البني، أن "أي حل لا يكون بنده الأول رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون مقبولاً لا للشعب السوري ولا للائتلاف"، قائلاً:" لن نرضى بشيء من دون هذا البند". وفي حديث إذاعي، أشار إلى أن "الجيش الحر" يحرز تقدمًا واضحًا، قائلاً:" لا نعلم متى نستطيع السيطرة على ما يحصل حولنا من قتال، ومن الواضح أن المعارضة تتقدم بالرغم من تدمير البنية التحتية الكبير"، مشددًا على أن "النظام السوري بدأ يفقد سيطرته على الأرض ويتهاوى".
من جهته، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن "الناشطين يخشون هجومًا بريًا على عدد من ضواحي دمشق تتدفق عليها تعزيزات عسكرية الجمعة، بينما تستمر عمليات القصف والمعارك في محيط العاصمة وجنوبها".
في السياق ذاته، كتبت مراسلة صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية في لبنان، روث شيرلوك، أن "دمشق تواجه خطر التدمير الشامل"، لافتة إلى أن "المعارضة السورية المسلحة تستعد إلى حملة ساعة الصفر، التي يخططون فيها لدخول دمشق، ما يزيد من احتمال تدمير دمشق بصورة تامة في الشهور المقبلة". وتقول:" بينما تتقاتل القوات الحكومية مع المعارضة المسلحة على مشارف دمشق، قال محلل: إن القتال سيهزم طموحات الجانبين".
وقال مدير مشروع برنامج الشرق الأوسط في "مجموعة الأزمة الدولية" بيتر هارليغ:" إن دمشق قد تتعرض إلى دمار تام، وأن النظام متحصن في بعض مناطق دمشق، والمعارضة السياسية غير قادرة على تقديم صورة للمستقبل أو للخروج من الأزمة"، فيما يعتبر هارليغ، أن "دمشق قد تشهد نفس قدر الدمار الذي شهدته بلدات أخرى، ولكن الأمر سوف يكون أكثر سوءًا عن غيرها".
وإضافة إلى خطر الإبادة بالأسلحة الكيميائية، يحذر هارلينغ من أنه "في حال فشلت المعارضة السياسية في توحيد صفوفها، ومد يد التسوية إلى الموالين إلى الحكومة، فإن محاولات دخول دمشق لن ينجم عنها سوى إخفاق وحمام دماء"، قائلاً: "إن سورية قد تتحول إلى دولة فاشلة، ولا يمكن ترك المعارضة المسلحة تشن هجمات على العاصمة من دون توحيد صفوف المعارضة السياسية".