دمشق - العرب اليوم
تمكَّن تنظيم "داعش"، أمس الأحد، من استعادة مناطق خسرها في بلدة "هجين" في ريف دير الزور شرق سورية. وقال مصدر في مجلس دير الزور المدني، التابع للمعارضة السورية، إن مسلحي تنظيم "داعش" شنوا أمس، هجوماً عنيفاً على مواقع تقدمت إليها "قوات سورية الديمقراطية" في "حي الحوامة" غرب هجين، واستعادوا المناطق التي خسروها يوم أول من أمس السبت.
وأكد المصدر لوكالة الأنباء الألمانية، أن طائرات التحالف الدولي شنت أعنف غاراتها وأطلقت مدفعية "قسد" مئات القذائف المدفعية والصاروخية وتمكنت من السيطرة على سوق هجين ومنطقة القوس وحي سنبل وسط تراجع لتنظيم "داعش"، إلا إن التنظيم استفاد أمس من الأحوال الجوية الغائمة والماطرة وغياب طيران التحالف، وقام باستقدام تعزيزات عسكرية وشن فجر أمس هجوماً واستعاد المناطق التي خسرها، موقعاً قتلى وجرحى في صفوف عناصر "قسد" الذين انسحب أغلبهم من مواقعهم.
من جهته، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمكن "داعش" من تحقيق تقدم كبير على حساب "قوات سورية الديمقراطية" والفصائل المنضوية تحت رايتها، "حيث استعاد السيطرة على معظم هجين، فيما لا يزال القتال دائراً بين الطرفين، وسط محاولات كل طرف التقدم على حساب الآخر، فيما حالت الألغام المزروعة دون تمكن "قوات سورية الديمقراطية" من تثبيت سيطرتها في المناطق التي كانت تقدمت إليها، في حين رصد سقوط مزيد من الخسائر البشرية في الاشتباكات المتواصلة؛ حيث ارتفع إلى 61 عدد عناصر التنظيم الذين قتلوا؛ من ضمنهم 6 انتحاريين على الأقل، فيما ارتفع إلى 48 على الأقل عدد عناصر "قسد" ممن قضوا في الاشتباكات ذاتها، ليرتفع إلى 854 عدد مقاتلي تنظيم "داعش" ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم منذ 10 سبتمبر/أيلول الماضي، كما وثق المرصد مقتل 512 من عناصر "قوات سورية الديمقراطية".
واستقدمت "قوات سورية الديمقراطية" مزيدا من التعزيزات العسكرية إلى خطوط التماس وجبهات القتال مع تنظيم "داعش" عند جيبه الأخير على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وقال "المرصد" إن "قسد" استقدمت دفعتين من التعزيزات؛ أولاها عند الساعة الواحدة من بعد ظهر أمس الأحد، قوامها 300 عنصر، في حين دخلت الدفعة الثانية عند الساعة الثالثة من عصر أمس، بتعداد 200 عنصر. كما رصد المرصد السوري دخولها إلى جبهات القتال، في محاولات مستمرة من قبل كل طرف للتقدم على حساب الآخر. وأكدت مصادر موثوقة أن طائرات التحالف الدولي نفذت منذ الساعة الحادية عشرة من ليل السبت وحتى الساعة الثالثة من فجر الأحد، غارات مكثفة طالت منطقة هجين وجيب التنظيم، وسط معلومات مؤكدة عن سقوط مزيد من الخسائر البشرية.
ومع وصول مزيد من التعزيزات، فإنه يرتفع إلى ما يزيد على 17 ألفاً عدد المقاتلين الواصلين منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من مقاتلي "قوات سورية الديمقراطية" و"جيش الثوار" و"لواء جبهة الأكراد" و"كتائب شمس الشمال" و"وحدات حماية الشعب" الكردية و"وحدات حماية المرأة" و"قوات الدفاع الذاتي"؛ إذ جرى استقدام غالبية قوات "الوحدات" الكردية من مناطق الشدادي والهول والقامشلي والحسكة ورأس العين ومناطق أخرى من محافظة الحسكة، كما يبلغ تعداد مقاتلي القوات الخاصة في "وحدات حماية الشعب" الكردية والمقاتلين القادمين من محافظة الحسكة وقوات "وحدات حماية المرأة" نحو 5 آلاف مقاتل، حيث تنتظر هذه القوات المنتشرة على طول محيط جيب التنظيم وأطرافه، وفي الصحراء القريبة من الجيب، إشارة البدء للعملية العسكرية البرية التي تتحضر قوات التحالف الدولي لقيادتها والمشاركة فيها، خصوصاً من خلال الاستهداف الجوي ومراقبة تحركات التنظيم واستهداف مواقعه.