كراكاس ـ منى المصري
أجرى زعيم المعارضة الفنزويلية الرئيس المؤقت خوان غوايدو محادثات مع اتحادات القطاع العام لبحث القيام بإضرابات للمساعدة في إسقاط حكومة نيكولاس مادورو، التي دعت بدورها إلى مظاهرات حاشدة تأييداً للنظام، بعد غد السبت.
جاء ذلك بعد يوم من عودة غويدو من جولة في عدد من دول أميركا اللاتينية لحشد الدعم لمساعيه تشكيل حكومة انتقالية قبل إجراء انتخابات حرة ونزيهة، متحدياً حظر السفر الذي فرضته عليه حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
وعلى الرغم من تهديداتها باعتقال غوايدو لدى عودته إلى كاراكاس التزمت الحكومة الاشتراكية الصمت ولم يعلق كبار المسؤولين على رجوعه، إلى أن تحدث مادورو في المراسم التي أُجريت في ثكنات عسكرية كان شافيز أطلق منها محاولة انقلاب فاشلة عام 1992. وبعد ذلك بسبع سنوات أصبح رئيساً لفنزويلا.
إاقرأ أيضا .. محلل سياسي يُعلّق على لأوضاع في فنزويلا
وتزامنت نشاطات غوايدو مع تصريحات إليوت أبرامز المبعوث الأميركي الخاص بفنزويلا الذي قال إنه من الصعب أن يكون للرئيس مادورو دور في بناء "فنزويلا ديمقراطية"، وتصريحات أخرى لمستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أول من أمس الثلاثاء، بأن الولايات المتحدة تبحث فرض عقوبات جديدة على فنزويلا لزيادة الضغط على حكومة مادورو للتخلي عن السلطة.
وقال أبرامز للصحافيين: "إذا كان مادورو يريد بناء فنزويلا ديمقراطية فقد أُتيحت له الفرصة لفعل ذلك لكنه لم يفعل... من الصعب للغاية أن نرى كيف يمكن أن يلعب دوراً إيجابياً في انتخابات ديمقراطية، مضيفاً أن الأمر يعود في نهاية المطاف للفنزويليين لتقرير دور مادورو في المستقبل.
وستزيد الإضرابات، التي ينوي غوايدو تنظيمها، الضغط على مادورو بمنح الملايين من الموظفين الحكوميين، الذين يمثلون حصناً تقليدياً للدعم الحكومي، فرصةً لإبداء إحباطهم تجاه إدارة شهدت أعمق أزمة اقتصادية في فنزويلا، في الوقت الذي وصف فيه مادورو المعارضة بأنها "مجرد أقلية مخبولة عازمة على زعزعة استقرار البلاد وأنها ستُهزم".
وقال غوايدو الذي تعترف به معظم الدول الغربية على أنه الرئيس الشرعي لفنزويلا في مؤتمر صحافي: "يعتقدون أن الضغط بلغ الحد الأقصى... عليهم أن يدركوا أن الضغط بدأ للتو". أما مادورو، الذي تحدث لأول مرة منذ عودة غوايدو، الاثنين الماضي، فقال إنه "لن يسمح لأي شيء أو أي أحد بأن يُكدر السلم". ودعا إلى مظاهرات "مناهضة للاستعمار" في أنحاء البلاد، بعد غدٍ السبت، تزامناً مع مسيرات دعا إليها غوايدو.
وقال مادورو خلال مراسم أُقيمت إحياء للذكرى السادسة لوفاة الرئيس السابق هوغو شافيز: "الأقلية المخبولة ماضية في مرارتها. سنهزمهم، كونوا متأكدين من ذلك". ورغم أن غوايدو توقع علناً أن تعتقله السلطات عند عودته للبلاد، فإنه مرّ عبر مطار كراكاس الدولي دون مشكلات. وبعد ذلك أسرع للمشاركة في مسيرة حيث سخر من الحكومة للسماح بدخوله بمنتهى السهولة، وقال للحشد: "شخص ما لم ينفذ التعليمات".
وكان عدد من السفراء الأجانب وآلاف الأشخاص استقبلوا غوايدو، الاثنين، في كراكاس وجرت احتفالات في كثير من المدن الفنزويلية احتفاء بعودته. وكان مادورو حذر الأسبوع الماضي بأن غوايدو سيتعرض للملاحقات القانونية في حال قرر العودة لأنه تحدى أمراً بمنع مغادرته البلاد. وتجنباً لأي إجراء قد يتخذ بحق غوايدو قام 12 سفيراً لدول غربية ولاتينية أميركية باستقباله في المطار لنكون شهوداً على الحرية والديمقراطية، كي يتمكن الرئيس غوايدو من العودة، حسبما قال السفير الفرنسي في كراكاس رومان نادال، لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المسؤول الأميركي جون بولتون لمحطة "فوكس بيزنس": "ننظر في عقوبات جديدة... إجراءات جديدة لتشديد قبضتنا على الوسائل المالية لمادورو، لحرمان نظامه من الأموال التي يحتاج إليها للبقاء في السلطة". وأعلن بولتون أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على أي مؤسسات أجنبية تساعد في تمويل مادورو. وقال في بيان: الولايات المتحدة أبلغت المؤسسات المالية الأجنبية بأنها ستواجه عقوبات لمشاركتها في تسهيل التحويلات المالية غير القانونية التي تفيد نيكولاس مادورو وشبكته الفاسدة.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية أمس الأربعاء أن السفير الألماني في كراكاس، دانييل كرينر، اعتُبر شخصا غير مرغوب فيه، وطُلبت منه مغادرة البلاد خلال 48 ساعة لمشاركته في استقبال غوايدو.
قد يهمك أيضا ..