دمشق ـ وكالات أعلنت الشبكة السورية لحقوق الانسان، الاربعاء عن مقتل 146 شخصا خلال الاشتباكات التي اشتدت حدتها بين الجيشين الحر والنظامي في الساعات الاخيرة على معظم المحاور السورية، في الوقت الذي استمر فيه القصف الجوي على بلدات بريف دمشق وحمص وحلب وسيطر الجيش الحر على مخفر حدودي مع الأردن، واشتبك مع الجيش النظامي في بلدة تل شهاب الحدودية في درعا. وأرسلت القوات النظامية تعزيزات عسكرية إلى مدينة داريا في  الريف الدمشقي بعد أشهر من العمليات العسكرية في هذه المنطقة المحاذية لمطار المزة العسكري.
وشن الطيران السوري غارة جوية على بلدة عقربا في ريف دمشق بالتزامن مع قصف عنيف بقذائف الدبابات والهاون واشتباكات "عنيفة" في احياء عدة.
وفي حلب شهدت بلدة قبتان الجبل قصفا مدفعيا إضافة إلى اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضة في بلدة الواحة في ريف المدينة.
ووسط تصاعد حدة المعارك ، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية الأربعاء إجلاء 77 مواطناً روسياً، غالبيتهم من النساء والأطفال، من سورية، عبر مطار بيروت . ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن الوزارة قولها ان 28 روسياً نقلوا على متن طائرة الركاب "ياك 42"، وتلاهم 49 نقلوا في طائرة "إيل 76".
وأشارت إلى ان الطائرتين وصلتا الأربعاء إلى مطار "دوموديدوفو" حيث كان بانتظارهم فريق طبي وأطباء نفسيون ومسؤولين من وزارة الهجرة.
ويأتي هذا التطور بعد إغلاق القنصلية الروسية العامة في حلب شمال غرب سورية التي تشهد من منذ أشهر قتالاً شرساً بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، بينما لا تزال السفارة الروسية في دمشق مفتوحة حتى الآن في ظل احتمال تقليص عدد العاملين فيها.
سياسيا،  اعتبر وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، أنه لا يمكن تحسّن الوضع في سورية مع تواصل تمسّك المعارضة بفكرة إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأكد أن وجود الأسطول الروسي في البحر الأبيض المتوسّط عامل استقرار في المنطقة.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي استعرض خلاله حصاد عمل الدبلوماسية الروسية خلال العام الفائت، إن "الكثير يتوقف على تمسك المعارضة بضرورة إسقاط نظام الأسد.. لكن الوضع لن يتغير إذا استمر ذلك"، مضيفاً "أولويتنا تتمثل في تحقيق استقرار الوضع ووقف العنف في سورية".
وأشار إلى أن أعضاء آخرين في مجموعة العمل حول سوريا يرسلون "إشارات غير صحيحة" باتصالاتهم مع المعارضة في سورية، مؤكداً على ضرورة عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت في دول أخرى، في سوريا أيضاً.
وقال لافروف "للأسف ليست هناك محاولات حقيقية لجعل أطراف النزاع في سوريا تجلس وراء طاولة المفاوضات"، مؤكداً على أن موسكو ستواصل جهودها الرامية إلى وقف العنف في سوريا على أساس بيان جنيف.
وعن إجلاء المواطنين الروس من سورية، قال لافروف، "لم نبدأ عملية إجلاء مواطنينا من سوريا، لكن هناك عائلات قررت السفر إلى روسيا على متن الطائرات التي نقلت المساعدات الإنسانية إلى سورية"، لافتاً إلى أن الوضع هناك لا يتطلّب استخدام خطة الطوارئ في هذا الشأن.
وفي نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الكارثة في سورية تعد الاختبار الرئيسي للمجتمع الدولي، مشدداً على ضرورة مساءلة مرتكبي الجرائم هناك. وأشار بان، في أول مؤتمر صحافي له خلال العام 2013، إلى تدهور الأوضاع الإنسانية هناك وفرار أكثر من 650 ألف شخص من البلاد.
ولفت إلى ان "استخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز الحضرية يسبب دماراً رهيباً مع إخلاء أو تدمير بلدات ومدن بأسرها، وانتشار العنف الجنسي"، مشدداً "على الحاجة إلى المساءلة وتحقيق العدالة فيما يتعلق بالجرائم التي شهدناها والتي يمكن أن تحدث إذا انفجر التوتر الطائفي إلى أعمال انتقام وقتل جماعية".
وشدد بان على ضرورة أن تتحد مواقف أعضاء مجلس الأمن الدولي من أجل الشعب السوري، وجدد دعوته لجميع الدول لوقف إرسال الأسلحة لأي من الطرفين في سورية.
وأشار الأمين العام إلى لقائه مع المبعوث الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي، وقال إنهما يتفقان على ان الطريق ما زال طويلاً لجمع السوريين معاً.
لكنه قال إن على المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، مسؤولية خطيرة تحتم عليه العمل لإنهاء معاناة الشعب السوري.