صنعاء ـ علي ربيع بثت مواقع جهادية على شبكة الإنترنت، الجمعة، إعلانًا تحريضيًا لتنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب، يحث على قتل السفير الأميركي لدى اليمن جيرالد فايرستاين، كما يحث على استهداف الجنود الأميركيين، مقابل جوائز مالية، فيما لقي 3 عناصر، على الأقل، مفترضين من تنظيم "القاعدة" في اليمن، حتفهم، مساء السبت، في غارة جوية استهدفت سيارة كانت تقلهم في إحدى المناطق القبلية التابعة لمحافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء)، في الوقت الذي تواصلت السبت، عملية مسلسل الاغتيالات التي تستهدف عناصر المخابرات والجيش في اليمن، باغتيال أحد عناصر المخابرات في مدينة المكلا الساحلية التابعة لمحافظة حضرموت (شرق اليمن)، بالتزامن مع تشييع وزارة الدفاع اليمنية لجنازة عقيد في الجيش كان تم اغتياله في وقت سابق، برصاص مجهولين، يعتقد أنهم من "القاعدة" جنوب العاصمة صنعاء، وتوفي في المستشفى متأثرًا بجراحه.
وفي السياق نفسه، أعلن تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب، والذي يتخذ من اليمن مقرًا له، أنه سيمنح جوائز أسماها بـ"التحفيزية"، لقاء قتل السفير الأميركي في صنعاء، واستهداف الجنود الأميركيين، وقال التنظيم في إعلان نشرته، الجمعة، المواقع الجهادية المقربة من "القاعدة" ضمن فيديو مرئي بعنوان "جهاد أمة" "إننا في تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب وتحريضًا منا على الجهاد وتشجيعًا لأمتنا المسلمة، وتوسيعًا لدائرة جهاد أمتنا الشعبي، نعلن عن جوائز تحفيزية: الجائزة الأولى: مقدارها ثلاثة آلاف جرام من الذهب لمن يقتل السفير الأمريكي اليهودي في صنعاء جيرالد فايرستاين"، كما قال التنظيم إنه رصد جائزة ثانية مقدارها 5 ملايين ريال يمني (25 ألف دولار أميركي) لمن "يقتل أي جندي أميركي" مختتمًا إعلانه التحريضي بالمقولة الذائعة عن أسامة بن لادن مؤسس التنظيم، والتي تقول "لا تشاور أحدًا في قتل الأميركان".
ومن جهتها، قالت مصادر قبلية لـ"العرب اليوم" إن الغارة التي يعتقد أنها لطائرة  أميركية من دون طيار، استهدفت سيارة من نوع (صالون) كانت في طريق فرعي بين بين منطقتي "خبرة" و"المناسح" في مديرية ولد ربيع التابعة لمحافظة البيضاء، ما أدى، بحسب المصادر، إلى مقتل 3 أشخاص كانوا على متنها يعتقد أنهم من عناصر "تنظيم القاعدة"، كما يعتقد أن من بينهم قياديًا في التنظيم يدعى صالح العامري.
وفي حين تعد هذه الغارة هي الخامسة التي تستهدف عناصر "القاعدة" في اليمن في أقل من أسبوع، والثانية التي تستهدف محافظة البيضاء، خلال المدة نفسها، أدت في مجملها إلى مقتل نحو 11 شخصًا على الأقل، وسط تزايد الرفض الشعبي والسياسي لهذه الغارات الأميركية على الأراضي اليمنية، والتي سقط جراءها  نحو 200 شخص في 2012، حسب رصد حقوقيين يمنيين، من بينهم 15 مدنيًا بعضهم نساء وأطفال.
وفيما شيع مسؤولو وزارة الدفاع اليمنية، السبت، عقيدًا في الجيش اليمني، كان قد اغتاله مجهولون، الأربعاء، أقدم مسلحان يستقلان دراجة نارية، صباح السبت، على اغتيال أحد  عناصر المخابرات اليمنية في مدينة المكلا في حضرموت (شرق اليمن) وقالت مصادر محلية لـ"العرب اليوم" إن  مجهولين اثنين، كانا يستقلان دراجة نارية، ويعتقد أنهما من تنظيم "القاعدة" أطلقا النار على أحد عناصر الأمن السياسي (المخابرات)، صباح السبت، بالقرب من منزله في حي الديس بمدينة المكلا، ما أدى إلى وفاته في المستشفى متأثرًا بجروحه، فيما لاذ مطلقا النار بالفرار.
من جهته أكد موقع وزارة الدفاع اليمنية على الانترنت الحادثة، وقال "إن مطيع محمد باقطيان، (والذي يحمل رتبة المساعد) تعرض لإطلاق نار من من قبل مسلحين اثنين كانا يستقلان دراجة نارية قرب منطقة الأمن السياسي في المكلا (المخابرات)" مشيرًا إلى أنه "نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج إلا أنه فارق الحياة ".
وفيما استدعى البرلمان اليمني، السبت، وزيري الدفاع والداخلية، للمرة الثانية خلال أقل من شهر، لاستجوابهما بشأن تصاعد مسلسل الاغتيالات الذي يستهدف ضباط المخابرات والجيش خلال الفترة الأخيرة، كشفت مصادر أمنية لـ"العرب اليوم" أن أجهزة الأمن تمكنت فجر السبت، من توقيف سيارة نقل من نوع (تويوتا) في أحد المداخل الجنوبية للعاصمة صنعاء، كان على متنها 5 مسلحون يشتبه أنهم من تنظيم"القاعدة"، وأنه كان بحوزتهم كمية من الأسلحة ، من بينها قذائف صاروخية (آ ربي جي) وأسلحة رشاشة، بالإضافة إلى نحو ألفي طلقة رصاص (كلاشنكوف).
وكانت المصادر الأمنية اليمنية قد أكدت، الجمعة، سقوط عنصرين من تنظيم "القاعدة" في بلدة الشحر التابعة لحضرموت (شرق اليمن) استهدفتهما غارتان جويتان منفصلتان، شنتهما طائرة من دون طيار، يعتقد أنها أميركية، في إطار تحالف واشنطن مع صنعاء في مواجهة تنظيم"القاعدة" الناشط في اليمن.