السيناتور الأميركي جون كيري الذي من المتوقع أن يتولى منصب وزير خارجية الولايات المتحدة
واشنطن ـ يوسف مكي
حذر السيناتور الأميركي جون كيري، الذي من المتوقع أن يتولى منصب وزير خارجية الولايات المتحدة ، أفغانستان بضرورة اجراء انتخابات رئاسية شرعية العام المقبل أو تواجه خطر الانعزال من قبل الحكومات الغربية ، وذلك بعد انسحاب كل القوات الأجنبية المقاتلة من اراضيها العام 2014. وقال كيري في جلسة
استماع ترشيحه أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ انه لعب دورا في مساعدة الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، في البقاء في السلطة على الرغم من فوزه في الانتخابات التي يشوبها الكثير من علامات الاستفهام، وهو ما لا يمكن أن يتم حدوثه مرة أخرى.
وحذر كيري ، في جلسة واسعة النطاق استمرت ثلاث ساعات، من ان "الصين تتغلغل في كل أنحاء أفريقيا"، وقال إن الولايات المتحدة بحاجة إلى ممارسة نفوذ جديد في القارة. وتحدث بحماس عن الحاجة إلى التعاون الدولي لمكافحة التغيرات المناخية، قائلا "ان الدول لا ينبغي أن تكون خائفة من ايجاد حلول لتلك المشكلات" محذرا من ان المعارك بين الرئيس والكونجرس بشأن الموازنات والديون وغيرها من الموارد المالية تدمر صورة الولايات المتحدة امام العالم.
وقال:"السياسة الخارجية هي السياسة الاقتصادية، ومن الملح أن نظهر لبقية العالم انه يمكننا القيام بأعمالنا بطريقة فعالة وفي الوقت المناسب."
وقد اثنى معظم أعضاء مجلس الشيوخ في لجنة العلاقات الخارجية على كيري، وهو عضو في مجلس الشيوخ وأكثر من ذلك فهو رئيس اللجنة نفسها، وأيد كبار الزعماء الجمهوريين، مثل جون ماكين، ترشيحه وتوقعوا أن يتم دعمه كوزير للخارجية من قبل مجلس الشيوخ.
وبعدما سئل كيري مرات عدة بشأن الانسحاب الأميركي من أفغانستان على الرغم من بقاء أكبر عملية مدنية أميركية في الخارج، وما يمكن القيام به لخلق حال من الاستقرار، حذر من أنه "لا يمكن ان يكون هناك سلام حقيقي بدون مكاسب" والتي تضم الحكومة الدستورية، وحقوق النساء والفتيات ودورها في المجتمع الأفغاني.
واضاف ان من العوامل الرئيسة في تحقيق الاستقرار في أفغانستان ان يتم ضمان عقد الانتخابات الرئاسية العام المقبل ، بعد انتهاء العملية الملوثة التي وضعت كرزاي في السلطة، معترفا انه ساعد في فوز كرزاي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وقال كيري انه بعد العجز الكبير في موازنة الولايات المتحدة، فإنه من المهم ترشيد تمويل السياسات الخارجية لتعزيز الاقتصاد الأميركي امام النفوذ المتزايد بسرعة رهيبة للشركات الصينية في أفريقيا.
واضاف "الصين موجودة في كل أنحاء أفريقيا، وأعني في جميع أنحاء أفريقيا، انهم يشترون عقودا طويلة الأجل للمعادن. فهناك بعض الأماكن نحن خارج نطاق لعبتها. أنا أكره أن أقول ذلك لكن يجب علينا ان نكون هناك.
وتابع كيري "اعتقد انه اذا تمكنا من تنظيم أنفسنا في هذا القطاع سيكون بمقدورنا الفوز. وعندما أقول الفوز، لا أقصد الفوز بشروط الحرب الباردة ولكن الفوز بشروط العقود التجارية، وفرص الأعمال والوظائف للأميركيين، والقدرة على التصدير ".
وسئل بشأن مجموعة من قضايا الشرق الأوسط. وقال ان الولايات المتحدة تعمل على تسريع طريقة سقوط الرئيس بشار الأسد في سورية. وقال "نحن بحاجة إلى تغيير حسابات بشار الأسد، فهو في الوقت الراهن لا يعتقد انه يخسر والمعارضة تعتقد انها تفوز باللعبة، وهذه ليست المعادلة التي تسمح لك بالوصول إلى مرحلة الانتقال. واعتقد ان هدف إدارة أوباما، هو هدف المجتمع الدولي، لإحداث نوع من انتقال منظم.
وكرر كيري خط الادارة بالنسبة للبرنامج النووي الايراني والصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وحذر الفلسطينيين من اتهام إسرائيل امام المحكمة الجنائية الدولية. فقد صرحت القيادة الفلسطينية في الأيام الأخيرة، بانها ستطلب من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في ما إذا كانت المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية انتهاكا لقوانين الحرب، ومواصلة اسرائيل في توسيع مستعمراتها في الأراضي المحتلة.
وضغط السناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي راند بول على كيري لذكر الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة في الاستمرار في ارسال الأسلحة إلى مصر بعد تولي أول رئيس منتخب السلطة، وهو محمد مرسي، الذي قال ان اليهود ينحدرون من القردة والخنازير.
وقال كيري ان تعليقات مرسي كانت "مستهجنة، وغير مقبولة مهنيًا" ويجب ان يعتذر، لكنه أضاف أنه من المهم الحفاظ على علاقات جيدة مع الرئيس المصري، وهذا جزء من المساعدة في الحفاظ على اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر.
وتحدى راند بول، كيري ، في ما إذا كان الرئيس الاميركي لديه السلطة في اتخاذ قرار الحرب، كما فعل باراك أوباما في ليبيا، لافتا إلى ان كيري كان معارضًا للقصف الأميركي لكمبوديا والذي امر به الرئيس ريتشارد نيكسون خلال حرب فيتنام . وفي العام 1971، قدم كيري الأدلة إلى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بعد عودته من جولة في فيتنام.
وقال بول ان الدستور لم يعط الرئيس سلطة شن الحرب، فرد كيري بأن موافقة الكونغرس " لا تجدي في بعض الحالات". واشار الى ان "هناك مواقف تتطلب قرارًا من رئيس الولايات المتحدة على الفور".
ولمح كيري إلى غزو غرينادا وبنما، قائلا إنه يؤيد التدخل العسكري على حد سواء وعلى الرغم من أنها امثلة ضعيفة إلا انها كانت تستدعى قرارا عاجلا من قبل الرئيس و الكونغرس.
وتابع بول ضغطه على كيري وقال له ما إذا كان هناك فرق بين هجوم نيكسون على كمبوديا وبين هجوم اوباما على ليبيا، فاجاب كيري ان عملية كمبوديا كانت مختلفة.