صنعاء ـ علي ربيع أثار الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، جدلاً في الشارع السياسي المعارض، بإعلانه ترؤس ممثلي حزبه الذين سيشاركون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، المنتظر أن يعلن عن موعده الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الأيام القادمة، كما أثار حفيظة معارضيه الذين يرفضون مشاركته، ويدعونه إلى التخلي عن ممارسة العمل السياسي، وترك رئاسة حزب المؤتمر الشعبي الذي ينوبه في رئاسته الرئيس هادي، مهددين بمقاطعة الحوار الوطني في حال أصر صالح على حضوره.
وكان مصادر إعلامية مقربة من صالح، قد نقلت عن مكتبه، الاثنين، أنه قرر تأجيل سفره لإجراء عمليات جراحية ومواصلة الفحص والعلاج، إلى ما بعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، مؤكدةً أن صالح، الذي تلقبه بـ"الزعيم" سيترأس هيئة ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام، لمؤتمر الحوار.
وقالت المصادر نقلاً عن مكتب صالح"سيرأس صاحب الفخامة الأخ المشير عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، مؤتمر الحوار الوطني، كرئيس للجمهورية، ولابد أن يرأس هيئة مندوبي كل حزب، المسئول الأول في الحزب، حتى يكون هناك قدرة على اتخاذ القرار لمعالجة ما قد يظهر من تباين في الآراء، بين الأحزاب أثناء جلسات النقاش".
وفي حين لا يزال صالح رئيسًا لحزبه رغم خروجه عن السلطة وفقًا لاتفاق التسوية السياسية الذي ترعاه الأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية  في مجلس الأمن، وصف القيادي في أحزاب اللقاء المشترك محمد الصبري خبر ترؤس صالح لممثلي المؤتمر في الحوار بأنها "أوهام وألاعيب لا يقبلها عقل أو يقرها منطق " معتبرا أن خبرًا كهذا ليس سوى "إساءة للثورة وللتغير واليمن بأسره".
من جانبه، أعلن الرئيس الدوري للمجلس الأعلى لتكتل أحزاب اللقاء المشترك سلطان العتواني رفض أحزاب المشترك أن يترأس صالح قائمة ممثلي حزبه في مؤتمر الحوار الوطني، معتبرًا أن صالح يريد العودة مجددًا إلى الظهور على واجهة الفعل السياسي في البلاد رغم معرفته الوثيقة بأنه انتهى سياسيًا، وقال العتواني في تصريحات صحفية نشرت الثلاثاء إن "الرئيس هادي هو الرئيس المنتخب الذي انتقلت إليه السلطة وصالح انتهى سياسيًا وهو يدرك ذلك وهو يطمح للعودة عبر افتعال مثل هذه البيانات".
وفيما أكدت مصادر مقربة من قيادات حزب الإصلاح "الإخوان المسلمون"، أنهم بصدد تأجيج الشارع للخروج في مسيرات ترفض مشاركة صالح في الحوار، وتهدد بمقاطعته، أكد قيادي في حزب المؤتمر الشعبي، أن خبر مشاركة صالح ستقرره اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي (أعلى هيئة) في اجتماع قادم بهذا الخصوص، يقر قائمة الأعضاء المشاركين، مستغربًا في  اتصال هاتفي مع "العرب اليوم" من ردة فعل شركاء حزب المؤتمر في التسوية السياسية (أحزاب اللقاء المشترك) وشركائه في الحكومة، تجاه خبر مشاركة صالح، معتبرًا أنه من الطبيعي أن يرأس صالح حزبه في الحوار الوطني، لأنه، على حد قوله، لا يزال رئيسًا للحزب، ولا يوجد في بنود التسوية ما يمنعه من المشاركة ومزاولة العمل السياسي".
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بنعمر، قد تهرّب، الأحد، قبل مغادرته صنعاء إلى نيويورك، من الإجابة المباشرة على سؤال لـ"العرب اليوم" بهذا الخصوص، لكن ألمح ضمنيًا إلى أنه لا يوجد ما يمنع من مشاركة صالح في الحوار بناءً على نص بنود اتفاق التسوية السياسية، الذي وقع عليه الفرقاء السياسيون، بمحض إرادتهم لتجنب الدخول في حرب أهلية، وقال "هناك اتفاق على نقل السلطة، وهناك آليات لتحقيق ذلك، وهذا يتطلب تعاون جميع الأطراف الفاعلة".
كما نصح بنعمر القوى السياسية اليمنية بأنه يجب عليها أن تركز الآن"على تنفيذ ما تبقى من المرحلة الانتقالية الثانية، والتركيز على الحوار الوطني الشامل، والاتفاق على الدستور الجديد، والتهيئة للانتخابات العامة وليس الدخول في صراعات جانبية"،مؤكدًا أن "الانتخابات المقبلة هي التي ستحسم مسألة الصراع على السلطة بشكل شرعي".