( اليمين) سالم البيض ، (اليسار) جمال بن عمر
( اليمين) سالم البيض ، (اليسار) جمال بن عمر
صنعاء ـ علي ربيع
نفى مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، جمال بن عمر، أي احتمال لمشاركة تنظيم"القاعدة" في الحوار الوطني المزمع انعقاده في اليمن، مؤكداً أن "القضية الجنوبية" لن يتم تمييعها خلال الحوار، في الوقت الذي جدد الزعيم الجنوبي والنائب الأسبق للرئيس اليمني، علي سالم البيض، رفضه للمشاركة في الحوار
، والتمسك بخيار استعادة دولة الجنوب وفك الارتباط عن شمال اليمن.
في هذا السياق، أكد جمال بن عمر، بأن الحوار الوطني في اليمن، لا يحظر نقاش أي قضية، بما فيها مطالب الانفصال عن الشمال، نافياً أن يكون الحوار محاولة لتمييع القضية الجنوبية.
وقال بن عمر، الخميس، عقب تقديم تقريره الخاص بالحوار اليمنى إلى مجلس الأمن الدولي، إن قضايا الانفصال وتقرير المصير وفك الارتباط يجوز طرحها وأن "جميع الأفكار مرحب بها للنقاش، نافياً أي احتمال لمشاركة تنظيم"القاعدة" ولو بطريقة غير مباشرة في الحوار.
وأوضح أنه أقر أمام مجلس الأمن الدولي إن ما تحقق خلال عام تقريبا معجزة، حيث كانت اللغة هى لغة البنادق والرشاشات والعنف وكان اليمن على حافة الدخول في حرب أهلية لكن الحكومة اليمنية غلبت، وتم الاتفاق على خريطة طريق نقل سلمى للسلطة.
وأكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن أن هناك إجماعا في مجلس الأمن على ضرورة مساعدة اليمنيين لإنجاح هذه التجربة الفريدة من نوعها في المنطقة، مشيرا إلى بعض السلبيات من أبرزها انعدام الثقة لا يزال موجودا بين أطراف العملية السياسية.
وقال بن عمر إن هناك محاولات لعرقلة وتشويش ومحاولات لتقويض العملية السياسية، معربا عن أمله أن يكون هناك تعاون بين جميع الأطراف، موضحا في الوقت نفسه أن المرحلة الانتقالية تمر في فترة دقيقة جدا هي مرحلة الحوار الوطني الشامل.
من جهته، جدد الزعيم الجنوبي علي سالم البيض، رفضه للحوار، معتبراً أنه لا يعني الجنوبيين، كاشفاً أنه رفض مبادرة خليجية جديدة قدمت له أخيراً من أجل القضية الجنوبية، مطالباً باستعادة دولة الجنوب وإنهاء الوحدة الاندماجية مع شمال اليمن، التي كان البيض الطرف الجنوبي الذي وقع عليها مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عام 1990.
وقال البيض، في حوار لراديو سوا إنه لا يستطيع ضمان ما يمكن أن يحدث إذا لم تلبى مطالب الاستقلال، معتبرا أن "الذاهبين إلى مؤتمر الحوار من الجنوب يمثلون أنفسهم فقط".
وأكد البيض وهو آخر رئيس لجنوب اليمن قبل الوحدة اليمنية، أن "شعب جنوب اليمن قد حدد خياره في الثلاثين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بالانفصال عن السلطة المركزية في صنعاء" وقال إن "ثورة الشباب لا تعني جنوب اليمن في شيء".
ورغم الانقسام السائد في الشارع الجنوبي ، بين مؤيد لبقاء الوحدة ومعارض لها، بالإضافة إلى الانقسام الحاصل بين فصائل الحراك الجنوبي بشأن المشاركة في الحوار الوطني، إلا أن البيض الذي شغل منصب نائب الرئيس اليمني بعد قيام الوحدة، وحتى 1994، يصر على رفض الدخول في الحوار، رغم محاولات مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، والجهود الخليجية، التي كشف البيض، أنها عرضت عليه مبادرة جديدة، لكنه اعتبرها غير ملبية لطموح الجنوبيين في استعادة دولتهم.
وقال البيض إن "القوى السياسية وعلى مختلف مشاربها وعلى الرغم من اختلافها الواضح وتناحرها على السلطة إلا أنها متفقة على استمرار احتلال الجنوب ونهب ثرواته"، حسب قوله، رغم أن الرئيس الحالي لليمن من الجنوب ورئيس الوزراء من الجنوب، حيث اعتبر في مقابلته لراديو سوا، أن الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء باسندوة ومعهما بقية المسؤولين الجنوبيين في الدولة، "مجرد مستخدمين لتنفيذ مهمة لفترة معينة".
وفي حين أكد البيض وجود اتصالات أممية وخليجية معه، دعا المبعوث الدولي ودول الخليج إلى "تقصي الحقائق في المناطق الجنوبية ومراعاة مطالب شعبها"، مشيرا إلى أنه على "دول الخليج أن تعيد تقييمها للمبادرة المطروحة التي أغفلت حقا طبيعيا لشعب الجنوب في تقرير مصيره".
ونفى البيض الذي فر من اليمن إثر هزيمة قوى الانفصال التي قادها في حرب صيف 1994، أي علاقة للحراك الجنوبي بإيران وحزب الله أو الحصول على دعم مادي وعسكري منهما، مشيراً إلى أن الدعم الذي يتلقاه الحراك يقتصر على تبرعات الجنوبيين المقيمين في الخارج، وقال إن "محاولات ربط الحراك الجنوبي بإيران وحزب الله إنما هي عملية استدراج لقضية الجنوب للدخول في الصراع الإقليمي وتبرير لتخاذل الموقفين الإقليمي والدولي من نصرة قضية شعب الجنوب في التحرر".
ووعد الزعيم الجنوبي، الذي ترددت أنباء عن مغادرته بيروت إلى دولة أوروبية، قبل أيام، أنه في حال تحقق مساعي الانفصال عن شمال اليمن، سيقيم دولة في جنوب اليمن، تعتمد الديمقراطية والفدرالية، وتتعاون مع دول الجوار والعالم لاستقرار المنطقة، ومحاربة تنظيم"القاعدة" الذي اتهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بأنه هو المسؤول عن زرعه في مناطق الجنوب.