دورة تدريبية للمعارضة السورية بالقرب من إدلب
لندن ـ سليم كرم
كشف المحللون السياسيون، عن "فقدان عناصر المعارضة السورية المسلحة لعامل العزيمة والإصرار التي يمكن أن يعوضوا بها القدرات العسكرية الكبيرة التي تتمتع بها القوات الحكومية "خصمها في الحرب الأهلية الدائرة الآن في سورية"، فيما تحاول في الوقت نفسه تكثيف التدريبات لتشكيل وحدة قتالية عسكرية
تتمتع بالانضباط العسكري، وسط أنباء عن تخلي اللاجئين الفلسطيين عن حيادهم تجاه الصراع ومناصرة المعارضة باستثناء "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".
ونشرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، تقريرًا عن الأنشطة التدريبية التي يقوم بها جيش المعارضة السورية في معركتهم ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، قالت فيه، إن "معسكر معرة إخوان بالقرب من محافظة إدلب ، يشهد تدريب المتطوعين على كيفية التعامل مع المواقف القتالية، وذلك في إطار محاولة قوات المعارضة تشكيل وحدة قتالية عسكرية تتمتع بالانضباط العسكري، والمعروف أن محافظة إدلب باتت واحدة من معاقل المعارضة السورية منذ نشوب الحرب الأهلية قبل عامين، وقد استطاعت قوات المعارضة المسلحة على مدى الأسابيع الأخيرة، أن تحرز تقدمًا مهمًا على المستوى التكتيكي، بعد أن استولت على عدد من القواعد الجوية والمنشآت العسكرية في المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق".
وقال نشطاء سوريون أن "اليوم شهد تجدد وقوع صدامات واشتباكات بين قوات المقاومة السورية وجماعة فلسطينية مسلحة تدين بالولاء إلى الرئيس بشار الأسد، داخل مخيم لللاجئين في دمشق، وذلك في الوقت الذي يواصل فيه مقاتلى المقاومة تقدمهم داخل العاصمة السورية، واستهدف هجومهم على مخيم اللاجئين في اليرموك في جنوب العاصمة، الذي بدأ الجمعة الماضية، إخراج الفلسطينيين المسلحين من المخيم"، فيما ينظر المراقبون إلى هذا الهجوم باعتباره "ضربة أخرى إلى الرئيس الأسد والموالين له، حيث حاول اللاجئين الفلسطينيين الذين يبلغ تعدادهم حوالي نصف مليون، مع بداية الانتفاضة السورية، التزام الحياد في هذا الصراع، إلا أنه ومع اشتداد حدة الصراع قام معظم الفلسطينيين بمناصرة المعارضة السورية، باستثناء بعض الجماعات مثل (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) التي تحارب إلى جانب القوات الحكومية في سورية".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مركزًا له، بأن "أحداث العنف في مخيم اليرموك، أدت إلى خروج العديد من اللاجئيين والسوريين الذين سبق وأن لجأوا إلى المخيم للهروب من العنف في مناطق أخرى بالمدينة، وأن سكان المخيم الذين باتوا يخافون على أرواحهم يعترفون بأن عددًا من قذائف الهاون قد سقطت داخل المخيم وسط تبادل لإطلاق النيران حول المنطقة، وأن قوات الجيش السوري قامت بإرسال عددًا من الدبابات حول المدخل الرئيسي للمخيم، إلا أن السكان نفوا وجود قوات من الجيش السوري حول المخيم، وقالوا أن غالبية القتال بين المعارضة ومسلحين من (الجبهة الشعبية) التي يقودها أحمد جبريل الموالي لبشار الأسد".
فيما ذكرت صحيفة "الوطن" السورية الموالية لدمشق، أن "الجيش السوري بصدد القيام بعملية عسكرية تهدف تطهير المخيم من المسلحين، وأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم كشف عن أن الهجوم على المخيم قامت به (جبهة النصرة)، التي يصفها الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ(الجماعة الإرهابية)، في حين حذر المعلم الفلسطينيين من إيواء أي إرهابيين داخل المخيم".
في السياق ذاته، أعربت وكالة غوث اللاجئيين الفلسطينين "أنروا" في سورية، عن مخاوفها العميقة بشأن سلامة اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك، الذين تتهدد حياتهم من جراء الاشتباكات المسلحة التي يستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والطائرات، موضحة أن المخيم شهد أيضًا نزوح ما يقرب من 150 ألف لاجئ فلسطيني في اليرموك وآلاف السوريين من سكان المخيم بحثًا عن الأمن والأمان وهروبًا من القتال المتواصل".
وقال مسؤول في "الأنروا" إن "الوضع في المخيم تسوده الفوضى والاضطراب، وأن هناك قيودًا تحكم تحركات موظفي الوكالة، وسط مواصلة المدنيين مغادرة المخيم، حيث يتجه البعض منهم نحو منشآت الوكالة حول دمشق، بينما يفر البعض الآخر إلى العديد من المدن السورية الأخرى، وهناك العديد الذين توجهوا إلى الحدود السورية اللبنانية".
وذكر ناشطون سوريون، أنه "على الرغم من عدم وجود تقارير مباشرة حول حجم الإصابات الناجمة عن هذا القتال، إلا أن ثمانية أفراد قُتلوا من جراء غارة جوية على اليرموك الأحد الماضي، في حين أعربت وزارة الخارجية الأميركية، الإثنين، عن قلق الولايات المتحدة إزاء المعلومات التي تقول بمقتل وإصابة العشرات في اليرموك بسبب الغارات الجوية والقتال الدائر هناك.
في غضون ذلك، ذكرت شبكة "إن بي سي" الإخبارية، أن "مراسلها ريتشارد إنجل وفريق الإنتاج المرافق له، قد تم الإفراج عنهم بعد أسرهم لمدة خمسة أيام داخل سورية، على يد جماعة مجهولة قامت باعتقالهم أثناء عبورهم الحدود التركية إلى داخل سورية"، معربة في بيان لها عن سعادتها بالإفراج عنهم وخروجهم آمنين من سورية.
يُذكر أن الحكومة السورية تمنع دخول المراسلين الأجانب لتغطية ما يحدث في البلاد، أما الذين يسمح لهم بدخول سورية فإن دمشق تفرض قيودًا على تحركاتهم، الأمر الذي يضطر العديد من المراسلين الأجانب إلى التسلل بطرق غير مشروعة إلى داخل البلاد بمساعدة المهربين.
من جهة أخرى، وفي ظل حالة الفوضى التي تسود البلاد، بات اختطاف المواطنين السوريين أمرًا شائعًا في مناطق مختلفة من البلاد، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية أخيرًا، عن اختطاف اثنين من الروس ومعهم إيطالي، كان يعملون في مصنع للصلب، وذلك في الطريق بين طرسوس وحمص، وأن المختطفين يطلبون فدية مقابل الإفراج عنهم.