صورة للسفراء الأربعة في الاجتماع الدبلوماسي
صورة للسفراء الأربعة في الاجتماع الدبلوماسي
بيروت ـ جورج شاهين
أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين أن البيان الصادر عن الاجتماع الدبلوماسي الرباعي الذي عقد مساء الجمعة، في منزل السفير الإيراني "ليس بيانًا مشتركًا"، حيث أكد زاسبيكين أن هذا البيان لا يعد صادرًا عن الدول المشاركة في الاجتماع الدبلوماسي الرباعي، وأنه لا يمثل كلا من روسيا والصين وسورية
، وإنما هو "بيان صادر عن السفارة الإيرانية، لا أكثر ولا أقل"، كما انتقد السفير الروسي في لبنان كذلك الموقف الأميركي الذي يعترف بائتلاف المعارضة السورية ممثلاً شرعيًا عن الشعب السوري، حيث وصف ذلك بـ"تناقض المواقف"، الذي يستوجب الاستيضاح من الأميركيين.
أتت هذه التصريحات من وزير الخارجية الروسي خلال المؤتمرالصحافي الذي عقده عقب استقبال وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور له، صباح السبت، والتي أضاف عليها قائلاً "أبلغت معالي الوزير عن الموقف الروسي، في ضوء المستجدات في المنطقة، وأكدت أن المواقف الروسية من النزاع السوري لم تتغير، ونحن نواصل العمل في سبيل التسوية السياسية في هذا البلد. ومن الواجب في هذا الصدد الوصول إلى اتفاق بشأن وقف العنف بالتوازي، وإعادة المراقبين الدوليين بعدد أكبر، وتشكيل هيئة إدارية انتقالية، وإجراء حوار يهدف إلى إقامة دولة ديموقراطية معاصرة، تؤمن الحقوق والحريات للمواطنين، ومشاركة فئات واسعة من الشعب في الحياة الاجتماعية والسياسية. كما نشير إلى ضرورة إدانة الأعمال "الإرهابية"، ووقف التسليح والتمويل للمجموعات المسلحة، حيث لا يفيد الاعتراف بإحدى مفارز المعارضة كممثل للشعب السوري. ومن الواجب توحيد المعارضة على أساس جهوزية الحوار مع النظام السوري، كما يجب الضغط على أطراف النزاع كافة، بهدف تطبيق بيان جنيف في أقرب وقت، وذلك لوقف سفك الدماء وإنقاذ حياة البشر، ونحن لا نوافق على أي إضافات أو تعديلات على بيان جنيف، بل من الواجب تنفيذ بنوده بالكامل".
كما أضاف السفير الروسي في لبنان بشأن ما يتررد عن تسوية روسية – أميركية لحل الأزمة السورية قائلاً "لا يفيد الحديث عن التسوية الروسية – الأميركية، بل التسوية يجب أن تكون سورية، أما المشاورات الأميركية - الروسية فنسعى من خلالها إلى المساهمة في تطبيق بيان جنيف، الذي اتفقنا عليه مع الأميركيين والأطراف الأخرى، فهذا هو هدف المشاورات".
كذلك تحدث السفير الروسي بشأن ما إذا كانت هناك عروض مطروحة للتسوية تتضمن رحيل الأسد، قائلاً "أريد أن أؤكد أننا كما لم نتحدث ولا نتحدث أونبحث في تنحي الرئيس الأسد، فنحن نتحدث مع الأطراف الأخرى عن تفعيل بيان جنيف، أو من الممكن أن نقول أن هناك خطة لبداية مرحلة إنتقالية، هذه الخطة جيدة، وتضم الإجراءات الميدانية، وإجراءات أخرى، مثل تكليف المفوضين وتشكيل الهيئة الانتقالية، وهذا يعني أن كل العناصر لبداية الانتقال من حالة الحرب إلى حالة السلم السياسي متوفرة، فقط إنما يجب الاتفاق بشأن آلية لتطبيق كل هذا، وأظن أنه من هذه الناحية يجب أن نرى مهمة الأخضر الإبراهيمي".
كما سئل السفير الروسي في لبنان بشأن ما يتردد عن وجود تيارين في وزارة الخارجية الروسية، أحدهما متشدد، و يمثله وزير الخارجية، وآخر منفتح على المعارضة السورية، و يمثله نائب وزير الخارجية، فقال "هذا غير صحيح إطلاقًا، ومبني على سوء نشر الأخبار، عندما نشروا أقاويل المعارضة السورية كأنها تصريحات لنائب وزير الخارجية الروسية، أما هو فقد أكد خلال الاجتماع الروسي على النهج الروسي الرامي إلى التسوية السياسية، ولذلك ليس هناك من حدث، وكل الاستنتاجات من شيء لم يحدث هي استنتاجات فارغة".
وردًا على سؤال بشأن الاجتماع الذي جمعه مع سفراء كل من سورية والصين وإيران في منزل السفير الإيراني، وعن توقيت وأسباب هذا الاجتماع، قال "هذا الأمر يحدث دائمًا، وبأشكال متنوعة، وقد بحثنا خلاله الوضع في سورية وتبادلنا الآراء. وكل تصريحاتي كانت ضمن النهج الروسي، الذي أكدته الآن. وأعتبر أن هذا الاجتماع كان مفيدًا من جهة التأكيد على ضرورة الانتقال السريع إلى التسوية السياسية السلمية في سورية. أما ما نشر في البيان الصادر عن هذا الاجتماع فهو صادر عن السفارة الإيرانية، وليس بيانًا مشتركًا".
وأضاف ردًا على سؤال بشأن أسباب رفضه للبيان قائلاً "هذا البيان ليس موضع للموافقة أو الرفض، إن تركيزنا الأول والأخير ينصب على العملية السياسية في سورية. وعندما نتحدث عن الأوضاع في سورية نقول أننا لا نؤيد أي طرف ضد أي طرف آخر، ونتعامل مع النظام، وفي الوقت نفسه مع المعارضة، لهدف واحد هو جلوس الأطراف على طاولة المفاوضات. وإذا أردت أن أدلي بتصريح باسمي فالتركيز يكون على هذا الموضوع كأولوية".
وأضاف "نحن نلاحظ أن الأعمال الإرهابية انتشرت في الآونة الأخيرة، مثل التفجيرات، وهي من أسوأ أنواع العمل المسلح، وبغض النظر عن مكان حدوثها، يجب أن يكون هناك استنكار دولي لهذه الأعمال، لكننا نسمع للأسف بين الحين والآخر أن الدول مستعدة لإدانة مثل هذه الأعمال في أماكن أخرى، وليس في سورية، بحجة أن الذنب في كل هذه الأمور يقع على النظام، ونحن ضد هذه المقاربة، إذ أن الإرهاب هو الإرهاب في كل مكان، و يجب استنكاره، و نريد وقف كل أعمال العنف في سورية، وهذا هو الهدف الأساسي لبيان جنيف، وقبله خطة أنان، وكل الجهود الروسية، وما أكدته اليوم أنه من الضروري وقف التمويل والتسليح للمجموعات المسلحة".
وكانت بعض الانتقادات قد وجهت للاجتماع الرباعي الذي عقد في منزل السفير الإيراني، مساء الجمعة، على اعتبار أنه لم يحترم البروتوكول، وأنه يعد مخالفة للأعراف الديبلوماسية، و قد تطرق السفير الروسي في لبنان إلى هذا الأمر قائلاً "لا أرى أن هذا الاجتماع يشكل مخالفة، ونحن نلتقي دائمًا، وفي أطر مختلفة، حيث يجتمع السفراء في مجموعة (بريكس) أو الاتحاد الأوروبي، وفي ذلك الاجتماع بحثنا في الأمور المتعلقة بالتسوية السياسية السلمية، وليس بالأمور المتعلقة بمواصلة العنف. كما أن للسفارات الحق في إصدار البيانات، والبيان الذي صدر ليس بيانًا مشتركًا".
وفي ختام المؤتمر، تلقى زاسبيكين سؤالاً بشأن الزيارة الأخيرة لوفد ائتلاف المعارضة السورية إلى موسكو، وما إذا كان الائتلاف قد وافق على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع النظام، وكذلك التقييم الروسي لاعتراف الرئيس الأميركي باراك أوباما بائتلاف المعارضة كممثل شرعي للشعب السوري، فأجاب السفير الروسي قائلاً "هذا الوفد الذي أجرينا معه المباحثات مستعد للعمل في إطار مجموعة المعارضة، لتشكيل الجانب الذي يمثلهم في الحوار، أما الاعتراف الأميركي بالائتلاف، فهذا أمر آخر، و نرى فيه نوعًا من الازدواجية في المواقف، لأنه عندما نبحث مع الأميركيين مسألة تطبيق بيان جنيف، الذي ينص على الحوار بين السلطة والمعارضة، نجدهم موافقين. لكن عندما يعترفون بهذا الائتلاف الذي يريد اسقاط النظام، ولا يريد الحوار معه، فهذا يعني تناقضًا، لذا، حين نواصل الحديث مع الأميركيين، سوف نستوضح هذا الأمر".