الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أمينا عاما لمؤتمر الحوار الوطني الشامل،والرئيس عبدربه هادي
صنعاء ـ علي ربيع
أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مساء الجمعة، قراراً رئاسيًا قضى بتعيين أمانة عامة لمؤتمر الحوار الوطني المرتقب في بلاده، مكونةً من أمين عام ونائبين، كما قضى بتكليفهم ابتداءً من صدور القرار بمباشرة مهامهم لاتخاذ الإجراءات التحضيرية اللازمة للتنظيم والإدارة للمؤتمر الوطني، في حين أقر حزب
المؤتمر الشعبي(حزب هادي) قائمة ممثليه الذين سيشاركون في الحوار، خلال اجتماع لقيادات الحزب، مساء الجمعة، برئاسة سلفه صالح، الذي لا يزال رئيساً للحزب رغم تخليه عن السلطة.
وقضى قرار الرئيس هادي بتعيين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أميناً عاماً لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، والدكتورة أفراح الزوبة نائباً أول للأمين العام، وياسر الرعيني نائباً ثانياً له، كما قضى بأن تعتمد الأمانة العامة لتسيير أعمالها على المخصصات الحكومية، بالإضافة إلى ما تتلقاه من دعم من صندوق الأمم المتحدة.
وكانت اللجنة الفنية التحضيرية للحوار، قد أقرت في وقت سابق، ترشيح 16 اسماً للرئيس هادي ليختار من بينهم أمانة عامة للحوار الوطني الشامل الذي يأتي ضمن متطلبات المرحلة الانتقالية التي يشهدها اليمن، بموجب اتفاق نقل السلطة الذي وقعته الأطراف السياسية برعاية خليجية في العاصمة السعودية الرياض في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2011، ويعول عليه في إيجاد حلول للمشاكل اليمنية الشائكة، ورسم ملامح جديدة للدولة.
في السياق نفسه، أقر حزب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مساء الجمعة، لائحة ممثليه المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، في اجتماع رأسه سلفه صالح، وبينما لم يُعرف ما إذا كانت القائمة تضم اسم صالح، يرفض معارضوه مشاركته الشخصية في الحوار، ويهددون بالانسحاب من المؤتمر، الذي من المتوقع أن يقوم الرئيس هادي، خلال هذا الأسبوع بتحديد موعد انطلاقه.
وكانت اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني قد خصصت لحزب المؤتمر الشعبي وحلفائه 112 مقعداً من قوام مقاعد الحوار البالغة 565 مقعداً، فيما كانت حددت، الأحد، موعداً أخيراً للقوى السياسية لتسليم قوائم ممثليها في الحوار، في ظل إحجام الأحزاب السياسية الكبيرة حتى الآن عن تقديم أسماء ممثليها، إلى جانب الغموض الذي يكتنف موقف فصائل الحراك الجنوبي الرئيسية، التي لاتزال ترفض الحوار، وتطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
وفي حين استبعدت مصادر مطلعة في حزب المؤتمر الشعبي لـ"العرب اليوم" أن يكون الرئيس اليمني السابق ضمن قائمة ممثلي الحزب في الحوار، نظراً لترتيبات علاجية تقتضي سفره إلى خارج البلاد، أثناء انعقاد الحوار، أوضحت أن اللجنة العامة للحزب(أعلى هيئة فيه)عقدت اجتماعاً لها مساء الجمعة، برئاسة صالح للوقوف أمام ما وصفته بـ"المستجدات على الساحة الوطنية"،مشيرةً إلى أنه ألقى "كلمة توجيهية حول التطورات على الساحة السياسية ودور حزب المؤتمر الشعبي العام خلال المرحلة القادمة كحزب سياسي طليعي قادر أن يواكب متطلبات الحاضر وتحديات المستقبل".
وأضافت المصادر، أن صالح وجه انتقادات لما اعتبره "إقصاء لكوادر حزبه من مناصبهم الحكومية معتبراً ذلك "تمرداً ومخالفة واضحة لروح التسوية السياسية السلمية والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية"، مطالباً أعضاء حزبه وقياداته إلى "الالتفاف حول القضايا الوطنية والمكاسب التي أنجزها الحزب خلال العقود المنصرمة".
إلى ذلك، أكدت المصادر في حزب المؤتمر الشعبي(حزب صالح وهادي)، أنه أقر في اجتماعه مساء الجمعة، قائمة بأسماء ممثليه الذين سيشاركون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وأنه سيتم تسليم القائمة، السبت إلى اللجنة التحضيرية، ليكون الحزب(المؤتمر الشعبي) أول المكونات الحزبية التي تبادر إلى تقديم أسماء ممثليها، قبل انقضاء الموعد الذي حددته اللجنة بيوم الأحد.
في غضون ذلك، يتوقع المراقبون السياسيون، أن يحفل هذا الأسبوع، بخطوات يمنية هامة على صعيد التحضير للحوار الوطني، خاصة ما يتعلق بتسليم القوى السياسية لقوائم ممثليها، وتحديد الرئيس هادي لموعده، فضلاً عن تكشف الأمور بخصوص الفصائل الجنوبية التي ستشارك في الحوار، وردود الفعل تجاه الأطراف الرافضة للمشاركة فيه، كما يتوقع أن يصدر الرئيس هادي عدداً من القرارات الخاصة بهيكلة أجهزة الأمن ووزارة الداخلية، في سياق الإصلاح المؤسسي الذي يقوده هادي، على صعيدي الجيش والأمن بما يضمن إنهاء الانقسام في صفوفهما.