صنعاء ـ علي ربيع داهمت أجهزة الأمن اليمنية ، فجر الاثنين، منزلاً شعبيًا في الأطراف الشمالية للعاصمة صنعاء(14 كيلو مترًا) أكدت السلطات أنه  يتبع إحدى الخلايا الخطيرة التابعة لتنظيم"القاعدة"، والتي يعتقد في مسؤوليتها عن عشرات الاغتيالات التي طالت الضباط في الجيش والمخابرات اليمنية، في العاصمة صنعاء، خلال 2012، بالتزامن مع انعقاد أولى جلسات المحكمة اليمنية المتخصصة في قضايا الإرهاب، للنظر في  قضية 10 أشخاص من عناصر التنظيم، تتهمهم السلطات اليمنية بالوقوف وراء تفجير انتحاري استهدف بروفة استعراض عسكري، في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، منتصف العام الماضي، ما أدى إلى مقتل نحو 100 شخص من جنود الأمن المركزي اليمني، وإصابة مئات آخرين.
في هذا السياق، أكدت مصادر أمنية لـ"العرب اليوم" نجاح وحدات خاصة من القوات اليمنية لمكافحة الإرهاب، فجر الاثنين، في مداهمة منزل شعبي، في منطقة جدر، عند الأطراف الشمالية لمدينة صنعاء، تتخذه عناصر تنظيم"القاعدة" وكرًا لها لصناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة، والإعداد لتنفيذ عمليات الاغتيال التي طالت ضباط الجيش والمخابرات اليمنية، خلال العام الماضي.
وفيما تعتقد المصادر أن هذه العملية التي وصفتها بـ"النوعية"  ستؤدي إلى كشف ملابسات الكثير من حوادث الاغتيال التي نفذها مجهولون باستخدام  دراجات نارية، أكدت أن قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من توقيف عنصرين من عناصر"القاعدة" ضمن هذه الخلية، كانا في المنزل المذكور، وأنها ضبطت خلال العملية، أنواعًا من المتفجرات والأدوات المستخدمة في صناعتها، وقالت المصادر إن من بين هذه المضبوطات" " ألغامًا ناسفة، ومعدات تجهيز، ومفاتيح تفجير، وأحزمة ناسفة، وقواعد هوائيات، وصواعق كهربائية، ووسائل تفجير عن بعد، وحبال وأسلاك تفجير، وبطاريات 9 فولت، ودوائر كهربائية، وقذائف ناسفة، وعبوات ناسفة، ومغناطيسات لاصقة، بالإضافة إلى بعض الصحف التي كانت الخلية تتابع  عبرها أصداء عمليات الاغتيال التي تقوم بها، إلى جانب التعرف على  صور الشخصيات العسكرية".
وفي حين أوضحت المصادر أن قوات الأمن عثرت في المنزل على كتيب خاص يشرح طرائق تنفيذ الاغتيالات، ويقدم دروسًا لمبتدئي تنظيم"القاعدة" في القيام بمثل هذه العمليات، قالت إنه يحمل عنوان " البتار في دورة تنفيذ الاغتيالات"، مؤكدةً أن قوات الأمن تقوم بتعقب عناصر هذه الخلية"الإرهابية،التي تقدر عددها بنحو 9 أشخاص، وفقًا للمعلومات الأولية التي حصلت عليها من سكان المنازل المجاورة للمنزل الذي داهمته.
من جانبها نقلت المصادر الرسمية اليمنية، عن شهود عيان، قولهم" أن عملية المداهمة تمت في حوالي الساعة الثالثة فجرًا(بتوقيت صنعاء)، وأن قوات مكافحة الإرهاب التي قامت بالعملية وجهت نداء عبر مكبرات الصوت لسكان الحي بالتزام منازلهم حرصًا على سلامتهم، بعد أن كانت طوقت المنزل المستهدف، استعدادًا لاقتحامه".
وأكد سكان الحي المجاور للمنزل، بحسب ما نقلته المصادر الرسمية، أن شخصًا واحدًا قام باستئجاره، منتحلاً صفة الجندي، ليسكنه مع أسرته، لكنه لم يحضر منهم أحدًا، فيما ظل يتردد عليه من وقت لآخر بمعية أشخاص آخرين، يحضرون عادة على متن دراجة نارية،
في غضون ذلك، توقعت المصادر الأمنية، أن تؤدي هذه العملية إلى فك اللغز الذي أرق السلطات اليمنية بخصوص حوادث الاغتيال، التي استخدمت فيها الدراجات النارية في العاصمة صنعاء، وسقط فيها نحو 47 ضابطًا في الجيش والمخابرات، خلال 2012، بعد أن كانت القضية قد أخذت أبعادًا سياسية واتهامات متبادلة بين الأطراف اليمنية حول هذه الاغتيالات التي لجأ إليها كما يعتقد تنظيم"القاعدة" في سياق حربه المتبادلة مع السلطات اليمنية، بعد أن فقد خيار المواجهة العسكرية المباشرة، إثر اندحاره من المناطق التي سيطر عليها في جنوب البلاد، خلال 2011، والتي كان أعلنها إمارات إسلامية.
في سياق آخر، بدأت، الاثنين محكمة يمنية متخصصة في قضايا "الإرهاب" أولى جلساتها  لمحاكمة 10 أشخاص ينتمون لتنظيم "القاعدة" متهمين بتدبير الهجوم الانتحاري الذي أدى إلى مقتل نحو 100 جندي من قوات الأمن المركزي ، وإصابة نحو 300 آخرين، أثناء تأديتهم بروفة استعراض عسكري، في 21 أيار/مايو الماضي، في ميدان السبعين في العاصمة.
وفي حين تولت قوات من الشرطة العسكرية  جلب المتهمين من سجنهم وقامت بحراستهم أثناء جلسة المحاكمة، كانت المحكمة أجلت عقد أولى جلساتها،السبت، بسبب عدم إحضار المتهمين من قبل جهاز الأمن السياسي (المخابرات) ، وعرف لاحقًا بأن جهاز (الإستخبارات) أوقف ترحيل المتهمين إلى المحكمة بمرافقة حراسة جنود من قوات الأمن المركزي، خشية أن يقوم الجنود بعملية انتقامية ضد المتهمين ردًا على مقتل زملائهم ضحايا ميدان السبعين .
وقام رئيس المحكمة القاضي هلال محفل، في مستهل جلسة المحاكمة، بتلاوة لائحة الإتهام المقدمة من النيابة الجزائية المتخصصة، والتي تضمنت اتهامهم بالاشتراك في عصابة مسلحة ومنظمة تابعة لتنظيم "القاعدة" للقيام بأعمال إجرامية تستهدف مهاجمة القوات المسلحة والأمن والمنشآت والمقرات العسكرية والأمنية واغتيال ضباط وأفراد الجيش والأمن والأجانب باستخدام الأحزمة الناسفة ومسدسات كاتمة للصوت، بالإضافة إلى تدبيرهم تنفيذ التفجير الانتحاري في ميدان السبعين، في حين طالب ممثل النيابة العامة بإنزال أقصى عقوبة (الإعدام)  بحق المتهمين العشرة الحاضرين من خلية تنظيم"القاعدة" المعروفة بـ"خلية سعوان" نسبة إلى الحي  الذي كانت تسكنه في صنعاء.
من جهتهم  أنكر معظم المتهمين ما نسبته إليهم النيابة الجزائية ، مؤكدين  لرئيس المحكمة أن اعترافاتهم التي استندت إليها النيابة تمت تحت الضغط  والإكراه ،وفي حين قال المتهم الثالث  ويدعى هشام الشرعبي (24 عامًا) "هذه لعبة سياسية كبيرة ومتورطين فيها ناس كبار" دون أن يفصح من هم هؤلاء الناس الكبار المتورطين في هذه القضية" اعترف من جهته أحد المتهمين، ويدعى سمير خالد على حمود الصاحب، بأنه كلف من قبل أحد قيادات تنظيم "القاعدة في اليمن ويكنى بــ "خولان" بأن يقوم بتفجير نفسه في السفارة الأميركية، إلا انه تراجع عن تنفيذ ذلك في آخر لحظة عن قناعة منه بأن هذا الفعل غير صحيح، مبينًا أن مهمة التفجير في ميدان السبعين أسندت إلى رفيقه هيثم حميد مفرح، والذي كان يقطن معه في نفس الحي بعد أن تم استقطابهما من قبل تنظيم "القاعدة".
وفيما ستتواصل جلسات المحكمة، الأسبوع المقبل،  يؤكد المراقبون الأمنيون أن نشاط تنظيم"القاعدة" بات يشهد  تراجعا ملحوظًا مع بداية العام الجديد، بفضل تحسن الأداء الأمني لأجهزة الشرطة اليمنية، فضلاً عن الغارات الأميركية من دون طيار التي تترصد قياداته الذين يعتقد أنهم يختبئون، برفقة المئات من عناصرهم، في المناطق الصحراوية جنوب وشرق اليمن، لكنهم لم يستبعدوا في الوقت نفسه، قيام  التنظيم بهجمات انتقامية، ردًا على المحاكمات القضائية المتوالية بحق عناصره الموجودين في سجون السلطات.