بغداد - جعفر النصراوي في محافظة الانبار غربي العراق احتجاجًا على "انتهاك حقوق النساء" المعتقلات، رافعين علم إقليم كردستان، وطالبوا بـ"إسقاط" رئيس الحكومة نوري المالكي، مؤكدين أن "شرارة الثورة" بدأت الآن، مستخدمين في هتافاتهم  شعار الثورة المصرية (الشعب يريد إسقاط النظام)، فيما استنكر المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة العراقي نوري المالكي غياب العلم العراقي في تظاهرات الفلوجة، ورفع علم إقليم كردستان بديلاً عنه، مؤكدًا أن نوايا منظمي هذه التظاهرات باتت واضحة، ألا وهي "تجزئة" البلاد.
وقال شهود عيان من مدينة الفلوجة لـ "العرب اليوم": إن نحو خمسة آلاف من أبناء مدينة الفلوجة بينهم مسؤولون وعلماء دين وشيوخ عشائر خرجوا، الأحد، في تظاهرة وسط المدينة، احتجاجًا على انتهاك حقوق النساء المعتقلات.
وأضاف الشهود أن المتظاهرين أكدوا أن شرارة الانتفاضة ضد حكومة المالكي "انطلقت من الفلوجة"، مؤكدين أن التظاهرة شهدت وللمرة الأولى رفع علم إقليم كردستان العراق.
وطالب المتظاهرون بحسب شهود العيان بتحالف سني – كردي في المرحلة المقبلة، للوقوف أمام تفرد المالكي باتخاذ القرارات، ومحاولته إسقاط جميع الشركاء السياسيين، كما هددوا باتخاذ مواقف أخرى، ومنها قطع الخط السريع الدولي الرابط بين العراق والأردن وسورية في حال عدم تلبية مطالبهم.
وتأتي تظاهرات، الأحد، بعد دعوة مجلس علماء السنة في العراق في محافظة الأنبار، السبت 22 / 12/ 2012، إلى العصيان المدني في المؤسسات الحكومية والدوائر والجامعات كافة، في حين طالب بتغيير الحكومة الحالية، ودعوة أهالي الأنبار والمحافظات إلى الخروج بتظاهرات مليونية ضد الحكومة، وتغيير رئيسها نوري المالكي.
كما دعا عدد من مساجد محافظة الأنبار، السبت 22/ 12/ 2012، أهالي المحافظة عبر مكبرات الصوت، إلى الخروج بتظاهرة "مليونية للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، وتغيير الحكومة المركزية.
وكان رئيس الحكومة نوري المالكي، قد حذر في وقت سابق من نتائج "التصعيد الطائفي"، الذي تشهده بعض محافظات البلاد على خلفية اعتقال حماية وزير المال رافع العيساوي، وفي حين اتهم بعض السياسيين بـ"استغلال ورقة الطائفية" للحصول على مكاسب انتخابية، دعا إلى "إفشال الفتنة، والوقوف في وجه دعاة الطائفية الجدد".
ويأتي حديث المالكي ردًا على وزير المال والقيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، الجمعة 21 كانون الأول/ ديسمبر، عادًا تسميته للأجهزة الأمنية التي قامت باعتقال عدد من عناصر حمايته بـ"المليشيات" أمرًا لا يليق بمن يحتل موقعًا كبيرًا في الدولة، وفي حين اتهم بعض الجهات بافتعال الأزمات السياسية احتجاجًا على أوامر القضاء العراقي، أكد أن صدور مذكرات اعتقال في حق بعض المتهمين لا يعني استهدافًا لأي طائفة.
وكان وزير المال رافع العيساوي أكد في وقت سابق أن جميع أفراد وضباط حمايته وعددهم 200 تم اعتقالهم من قبل قوات عسكرية بـ"أسلوب الاختطاف"، وشدد على أن الاعتقالات جرت من دون مذكرات قضائية، محملاً رئيس الحكومة نوري المالكي المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الأمر.فيما أعلنت وزارة الداخلية العراقية، الخميس، 20 كانون الأول الجاري، أن القوات التي داهمت مكتب وزير المالية رافع العيساوي ومنزله تابعة لها، وأكدت أنها أُرسِلت لاعتقال ثمانية مطلوبين من حماية العيساوي، إلا أنها لفتت إلى أن القوات المداهمة ارتكبت تجاوزات، واعتقلت الكثير من الحمايات من غير المطلوبين.
وكان المئات من أبناء عشائر الأنبار قد اغلقوا، الجمعة21 كانون الأول/ ديسمبر 2012، الطريق الدولي الرابط بين محافظتي بغداد والأنبار، احتجاجًا على اعتقال أفراد حماية وزير المال العراقي رافع العيساوي، وفي حين طالبوا الحكومة بإطلاق سراح أفراد حماية العيساوي، حذروا الحكومة من ردود فعل غير متوقعة إذا استمرت في استهداف "الرموز الوطنية".
واتهم إمام وخطيب الجمعة في مدينة الفلوجة فاخر الطائي، رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي بالعمل على استهداف أهل السنة من خلال تنفيذ أجندة خارجية، في حين دعا السياسيين السنة إلى الانسحاب من الحكومة العراقية، والعمل على أسقاطها.
ويعد رافع العيساوي من أهم قادة ائتلاف العراقية الذي يتزعمه إياد علاوي وهو يقود تكتلاً نيابيًا باسم (تجمع المستقبل الوطني)، الذي يشغل سبعة مقاعد في مجلس النواب في دورته الحالية.
وقال علي الموسوي لـ "العرب اليوم": إن "غياب علم العراق وحضور علم إقليم كردستان، يؤكد نوايا التجزئة لمنظمي هذه التظاهرات"، مشيرًا إلى أن "العراقيين كانوا يتأثرون بمشاعر سلبية عندما يشاهدون علم الإقليم حتى داخل الإقليم، فكيف برفعه في مدينة الفلوجة".
وأضاف الموسوي، أنه "مع احترامي لعلم الإقليم، فإن رفعه في مدينة الفلوجة، والشكر الذي وجهه المتظاهرون لإقليم كردستان على دعم تظاهرتهم هذه، هو دليل على نوايا بعيدة كل البعد عن الوطنية، معتبرًا أن "المتظاهرين الذين رفعوا العلم العراقي القديم في الفلوجة أوصلوا رسائل إلى العراقيين بأنهم ينتمون إلى النظام السابق".
وتابع الموسوي، أن "فشل منظمي هذه التظاهرة في مدينة الفلوجة في حشد الشارع السني وراءهم، سيدفعهم إلى الرضوخ لأحكام القضاء واحترام القانون"، مؤكدًا أن "منظمي هذه التظاهرات يخططون للكسب الانتخابي".