المحمية الطبيعيّة الجزائريّة "يما قوريا

تتميز محمية "يما قورايا" الطبيعيّة الواقعة في أعلى قمة من جبال مدينة بجاية الجزائرية، بأنها أكبر منارة في العالم تتزاوج مع المرتفعات الشامخة للصخور المتراصّة وأمواج البحر المُتلاطمة، والتي تُشكل فسيفساء رائعة وفريدة من نوعها. وما يصنع جمال "يما قورايا"، هو توافرها على ثروة غابيّة هائلة، تحتوي هي الأخرى على أشكال وأنواع من القِردة التي تأخذ من أغصان الأشجار مكانًا لها للرقص و العروض البهلوانيّة، حيث توفّر للزائر الراحة والدهشة، وما يزيد من جمال المكان هو انقسام هذه المحمية الطبيعيّة إلى ثلاث مناطق، ويطلّ من تحت الصخور التي تُمثل ديكورًا منحوتًا "كاب كاربون"، وتم تصنيفه أخيرًا من طرف منظمة "اليونيسكو" العالميّة في المركز الثاني بعد الرأس الأخضر في أفريقيا.
وتحفل منطقة "يما قورايا"، بالشواطئ والرمال الذهبيّة الرائعة، والتي تقابلها في الواجهة الأخرى الجداول الصغيرة والوديان المُنبثقة من جبال الأطلس، حيث يتوافد سنويًا على هذا المكان، بعدما تحوّل إلى مزار حقيقيّ تُقام فيه الأفراح خصوصًا في فصلي الشتاء والربيع، مليون سائح وزائر، وما يجذب الزوار هو تلك البحيرة الواقعة عند شمال قمة "يما قورايا"، وهي القبلة الحقيقيّة للطيور المائية المهاجرة، ويُعتبر هذا المكان فضاءً مفتوحًا للجذب السياحيّ والاستجمام والترفيه، لا سيما في فصل الصيف، حيث تتمتع العائلات بالطيور المائيّة، وهي تسبح مُشكّلة صورة جماليّة رائعة.
وتُعدّ "يما قورايا" محجًا للزوّار، الذين يأتون من كل مكان في العالم، للتبرّك بضريحها الكائن داخل صخرة كبيرة مُحاطة بقلعة يصل ارتفاعها إلى 672 مترًا في أعلى الجبل، الذي ينام على ضفاف المتوسط.
ويقول المؤرخون، إن حصن "يما قورايا" شيّده الفرنسيون، ويحتوي بداخله على ضريح قورايا، وحوّله المستعمر بعد فترة من بنائه إلى حصن عسكريّ، وهذا ما يزيد من جمال المكان، هو تزاوجه بين الأسطورة والتاريخ.