كوبنهاغن ـ منى المصري
"كنت سعيدًا للغاية بزيارة كوبنهاغن أثناء الاحتفال بمئوية تمثال حورية البحر الصغيرة، ليس فقط من أجل الاحتفال، ولكن السبب الحقيقي لإقامتي المؤقتة الإسكندنافية، كانت لاكتشاف مهرجان الطهي في كوبنهاغن "كوبنهاغن كوكنج نورديك فوود فيستيفال"، ولحسن الحظ كانت هناك مأكولات كثيرة استثنائية يمكن
الاستمتاع بها".
"وكانت مفاجأة سارة لأَنْ أجد بدلًا من الـ"سموربرود" smørbrø، ساندوتش مفتوحًا تقليديًّا، والرنجة والتوت، بنكهة عالمية، بما في ذلك مهرجان الغذاء في شارع سنغافورة، بدعوة من كلوز ماير، رئيس الطهاة في مطعم "نام نام" الآسيوي في المدينة".
ووجدت طاهي مؤيد لحركة طعام نيو نوردك New Nordic Cuisine، وكان مؤسسًا مشاركًا لـ"نوما" ومنذ إنشاء مطعم الذواقة الأشهر في كوبنهاغن، والذي أطلق عليه اسم "بيليجرينو بيست ريستورانتPelligrino's Best Restaurant"، وعلى مدار ثلاث سنوات متتالية، أصبح هناك انفجار طهي في المدينة، بعد ذلك تراجع ليصبح في المركز الثاني، ولكن لا تزال أمامك قائمة انتظار من أشهر عدة للحصول على طاولة".
وبعد أن سمعت أن أحدث مفاجآت تذوق الطعام في "نوما" تضمن القرديس، "الجمبري الحي"، والنمل، لم أصب بالإحباط كثيرًا؛ لأنني لم أحجز مقدمًا، وبعد كل ذلك، هناك الآن خيار من 13 مطعمًا في كوبنهاغن يتقاسمون 15 نجمة من ميشلان، "نوما وجيرانيوم" "Geranium" وكلٍّ منهما حاصلًا على اثنتين.
ومعظمهم شاركوا في عيد الطهي، الذي استمر عشرة أيام أواخر آب/أغسطس الماضي، مما يعني أنك يمكن أن تكون ذوَّاقًا للطعام الشهي في أشهر المطاعم بالسعر العادي، ويمكنني أن أوصي بشكل كبير بواحد من أجدد أعضاء نادي نجمة ميشلان، وهو كاديو أن كريستيانشافن Kadeau in Christianshavn، بلح البحر الأزرق والفاصوليا، وأعشاب الشاطئ في نبيذ الفراولة الخضراء، وكانت حقًّا مُنعشة وطازجة، بالإضافة إلى ثدي البطة مع الوركين اللذيذين.
ولم أتأكد بشأن تقديم قدم الدجاج مُعلَّقًا في طبقي، على الرغم من أن المُسلَّم به أن الساق كانت لذيذة، والخضروات لا تحتاج إلى مجهود كبير في الطهي، حيث إن الشعب الدنماركي من أكبر المُؤمنين بالمنتجات العضوية، فهم أيضًا يُحبون النبيذ الحيوي، الذي يحتوي على نسبة منخفضة من الكبريتات.
أُحبُّ الطعام الذي يحتوي على كميات أقل من المواد الكيميائية، والقانون الدنماركي يعارض استخدام الأسواق الكبرى أكثر من 3500 م2، وهو ما يُعد مقبولًا، وهذا يعني ازدهار للأعمال التجارية الصغيرة.
وفي سوق "تورفهالرن" في "إسرائيل بلادس Israels Plads"، تجد أكشاك الطعام تبيع كل شيء، مثل: المُقبلات، والجبن، والشوكولاته، والكعك، والبيرة، والشعير ذو النكهة، وزيت الزيتون، والمأكولات البحرية، والفواكه الطازجة والخضار.
وأخذتنا سيارة أجرة إلى "جياجورسبورجاد" Jaegorsborggade"، والتي تعتبر خلية نشاط في الطهي.
أما "ريلا" " Relae" فحاصل على نجمة ميشلان، ويقف بكل فخر إلى جانب المطعم الشقيق "مانفريدس"، بينما رائحة الخبز الطازج تأتي من "ميارس بيكري" Meyers Bakery، وتدفق القهوة المُحمَّصة يأتي من "كافية كوليكتف"، ورائحة الكراميل من "كراميليرت" Karamelleriet.
الأخبار الجيدة هي أنك لست بحاجة إلى الانتظار حتى الصيف المقبل، حيث إن هناك مهرجان طهي آخر في فبراير، فتذكر ذلك، وأشك أنه سيكون دافئًا بما فيه الكفاية بعد ذلك؛ لتناول الطعام في بعض المطاعم غير العادية التي استمتعنا بها.
"ستيدسانس" Stedsansقدَّم احتفال كبير وهائل تحت جسر جوي للقناة، والأفضل بالنسبة لي كانت نزهة على السطح في المناطق الحضرية في مركز المؤتمرات إكسلبورج، مستوحاة من الطاهي "راسموس بو بوجسين"، وشريكه "بيرنيل لوتزهوفت" Pernille Lützhøft.
وكان يقدم لنا المُقبلات في كل طابق، تليها أطباق ملتوية مثل: علب سمك "الماكريل" مع طماطم صغيرة، وكانت المرة الأولى التي يُقيمون فيها العشاء على السطح، وكان حقًّا مثيرًا من الصعب نسيانه، أما مطعم "ريستورانت بوك" Restaurant Puk مررنا عليه لاحقًا، فأنا آمل فقط أن يكون مذاق الطعام أفضل مما يبدو.