العام الحالي كان الاسوأ على القطاع السياحي اللبناني

تؤكد المعطيات المتجمعة من وزارة السياحة اللبنانية والقطاع السياحي عموماً، ان العام الحالي كان الاسوأ قياساً مع الاعوام السابقة، بحيث شهد تراجعاً كبيراً أدى الى اغلاق العديد من الفنادق و المطاعم و المنتديات السياحية ، والسبب الرئيسي هو الوضع الامني الذي يشهد انتكاسة كبيرة نظراً الى ارتباطه بالتطورات الراهنة في الحرب الدائرة في سورية و مشاركة "حزب الله" اللبناني فيها.  وفي هذا الاطار أكد أمين عام اتحادات النقابات السياحية جان البيروتي  أن «المشكلة الأساس، بعد الوضعين الأمني والسياسي، تكمن في غلاء سعر تذكرة السفر إلى لبنان، ما يشكل عائقا جوهريا في قدوم شرائح سياحية من الطبقة المتوسطة وما دون، وهؤلاء الذين كانوا يأتون برّا، لتوفير كلفة النقل».
وإذ يشير إلى مدى تأثير فرق الوقت على الحجوزات، بين مصادفة وقوع عيد الأضحى في الخريف أو الشتاء، يفيد بيروتي بأن الحجوزات حالياً تقتصر على يومين أو ثلاثة أيام حدا أقصى، أي عامل الوقت تراجع إلى حدود 70 في المئة، ولا تتوقف الكارثة هنا، بل تمتد لتشمل منح حسوم على تعرفة الغرفة تصل إلى 40 في المئة في عزّ الموسم، فمثلاً سعر الغرفة 200 دولار في اليوم تباع منذ فترة بـ120 دولاراً.
ويلفت بيروتي الانتباه إلى أن الأزمة تتراكم، في ظل انعدام خطة للحكومة تجاه السفر إلى لبنان بهدف السياحة، مؤكداً أن سعر التذكرة إلى لبنان مرتفع جداً مقارنة مثلاً بين الأردن وتركيا، أو مصر وتركيا التي تبلغ حوالي 250 دولاراً في العيد، بينما التذكرة من مصر إلى لبنان في الأيام العادية، تبلغ حوالي 390 دولاراً.
ويذكّر بأن الخطط الحكومية المطروحة لإنقاذ القطاع السياحي، ما زالت ناقصة، وغير فاعلة، إذ لم يواكبها، تفعيل للحملات التسويقية خارج البلد، ويكون ذلك على حسابها، لا على حساب أصحاب المؤسسات الذين بدأوا يفقدون إيمانهم بمواصلة العمل في البلد، وتوظيف استثماراتهم فيه.
في المقابل، يلحظ تقرير صادر حديثاً، لـ«أرنست أند يونغ» عن أداء الفنادق ذات فئة الأربع والخمس نجوم، أن بيروت سجلت تحسناً سنوياً في معدل إشغال الفنادق خلال شهر آب 2013، إلى 47 في المئة مقارنة مع 35 في المئة في شهر آب 2012.
كما يلحظ تراجع متوسط تعرفة الغرفة من 196 دولاراً في آب 2012 إلى 179 دولاراً في آب 2013. أما على صعيد تراكمي، فيشير التقرير إلى تراجع متوسط إشغال الفنادق من الفئة نفسها في بيروت، بنسبة 5 في المئة سنوياً إلى 54 في المئة خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2013، بعدما بلغت 59 في المئة في الفترة نفسها من العام الماضي.
كما شهدت بيروت تراجعاً بـ19.6 في المئة في متوسط تعرفة الغرفة إلى 167 دولاراً. في حين تراجعت الإيرادات المحققة عن كل غرفة متوافرة بنسبة 27.2 في المئة إلى 91 دولاراً.
ويظهر تقرير آخر، لـ«غلوبل بلو» عن المبيعات الخالية من الضريبة للفصل الثالث 2013، انخفاضاً سنوياً بنسبة 6 في المئة في المبيعات الخالية من الضريبة خلال الفصل الثالث، كاشفاً أن الإنفاق من قبل السياح السوريين تراجع 44 في المئة، مترافقاً مع انخفاض في إنفاق السياح الكويتيين 39 في المئة، والأردنيين 27 في المئة، والأميركيين 20 في المئة.
كامل صالح