واشنطن ـ العرب اليوم
تصل قيمة سوق الأنشطة والتجارب السياحية عالميًا إلى 183 مليار دولار أمريكي بنمو ملحوظ بلغ 35% في السنوات الخمس الأخيرة في الوقت الذي تواصل هذه الأنشطة جذب مختلف الأجيال من المسافرين والسياح.وأصبح المسافرون من مختلف أنحاء العالم والذين ينتمون إلى جميع الأجيال يمتلكون اهتمامًا مشتركًا في الأنشطة والتجارب السياحية، التي باتت تلعب دورًا مؤثرًا وفي أغلب الأحيان تقود اتجاهات السفر الخاصة بهم، جاء ذلك وفقًا للبحث الجديد الصادر عن "إكسبيديا جروب ميديا سوليوشنز".ويؤكد البحث أن مفهوم التجارب
الثقافية والتجارب التي يقوم بها المسافرون مرة واحدة في العمر، كذلك استكشاف وجهات جديدة والقيام بالأنشطة التفاعلية تم تصنيفها من قبل جميع الأجيال على أنها أعلى بكثير من القيمة أو الأسعار المخفضة التي يحصلون عليها. في هذا الإطار، سيجمع معرض سوق السفر العربي 2020 الذي يقام من 19 إلى 22 أبريل في مركز دبي التجاري العالمي، نخبة من الخبراء والمتخصصين في قطاع السفر والسياحة من جميع أنحاء العالم لمناقشة سوق الأنشطة والتجارب السياحية المزدهر، والذي تقدر قيمته حسب شركة سكيفت للأبحاث ومقرها
نيويورك بنحو 183 مليار دولار أمريكي، بزيادة ملحوظة نسبتها 35% منذ عام 2016.وفي هذه المناسبة، قالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: "على الرغم من أن جميع الأجيال تبحث الآن عن أنشطة وتجارب سياحية متنوعة، إلا أن ما يجعل السوق أكثر تعقيدًا هو التفضيلات والمتطلبات الفردية للمسافرين والسياح لكل جيلٍ على حدة، وهو ما يشكل تحديًا حقيقيًا للمسوقين الذين يحاولون التعامل مع هذه المتغيرات وتلبية رغبات المسافرين".في ضوء هذه المتغيرات، تشهد سوق السفر العربية سلسلة من
الندوات والجلسات الحوارية في المسرح العالمي "جلوبال سيتج" لتحديد أحدث المفاهيم في قطاع الضيافة والتطرق لها، وكذلك مناقشة آخر الاتجاهات المرتبطة بالسياحة الثقافية وتأثيرها المستقبلي في الاقتصاد الصحي والسياحة المسئولة، ولمناقشة هذه القضايا، سيستضيف المعرض مجموعة من الخبراء من أبرز الشركات والهيئات العاملة في هذا القطاع بما فيها كيرتن للضيافة ومجموعة أكور، بالإضافة إلى ممثلين عن هيئات السياحة في أبوظبي وعجمان.على مستوى الأجيال وتوجهاتهم في السفر والسياحة، لا يهتم جيل الطفرة السكانية
وهم الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1946 و1964 بالميزانية بقدر اهتمامهم بمشاهدة المعالم السياحية، في حين يخطط نحو 40% من السياح الأمريكيين لقضاء إجازاتهم وعطلاتهم في الأماكن التي تشتهر بالمأكولات والمشروبات. وبشكلٍ عام، يبحث هذا الجيل بشكلٍ رئيسي عن السلامة والأمان والخدمات، في حين يفضل المتقاعدون الاسترخاء في الأماكن الهادئة وتجنب رحلات السفر الطويلة عمومًا أما المسافرون من "الجيل إكس" الذين تتراوح أعمارهم الآن بين 40 و56 عامًا، فهم أقل الأجيال سفرًا نظرًا لانشغالهم الدائم في العمل في
الشركات وقيادتهم لها، حيث يتبوأ هذا الجيل نحو 50% من المناصب القيادية والعليا في مختلف الشركات والمؤسسات في مختلف أنحاء العالم. على هذا النحو، يعمل الأفراد الذين ينتمون إلى هذا الجيل إلى إيجاد التوازن بين العمل والحياة ويفضلون قضاء العطلات المريحة التي تساعدهم على التخفيف من التوتر وضغوطات العمل، ومن المثير للاهتمام، أن 25% من الجيل إكس يتقبلون الكلام الشفهي في اتخاذ القرارات، وتجدهم ينجذبون بشكلٍ خاص إلى التجارب الثقافية، وفي هذا الإطار، أبرز البحث الصادر عن إكسبيديا أن 70% منهم يستمتعون
بزيارة المتاحف والمواقع التاريخية والأثرية والمعارض الفنية.وبالانتقال إلى "الجيل واي" أو كما يعرف اصطلاحًا بجيل الألفية وهم الأفراد ممن تتراوح أعمارهم الآن بين 25 و39 عامًا، نجد أنه ينتزع بلا أدنى شك لقب أبطال السفر المتكرر مع امتلاكهم مهارات وخبرات عالية ويبحثون عن كل ما هو جديد. يتطلع جيل الألفية إلى المغامرات والتنوع في تجارب السفر، وعلى الرغم من حرصهم فيما يتعلق بالجانب المادي والميزانية، إلا أن هذا الجيل يمثل أكبر سوق من حيث العائدات.ضمن هذا السياق، خلصت الأبحاث الصادرة عن "إيبسوس"
في شهر سبتمبر 2018 إلى أن 25% من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ينتمون إلى جيل الألفية، وأن 97% منهم يستخدمون الإنترنت، في حين أن 95% منهم ينشطون على منصة واحدة على الأقل من منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ويشارك نحو 78% المحتوى بشكلٍ أسبوعي، في الوقت الذي يتفاعل فيه 74% منهم عبر الإنترنت مع علامة تجارية ما، ويبحث 64% دائمًا عن أفضل العروض والصفقات المتاحة. قد يرتبط هذا الأمر بحقيقة أن 41% من جيل الألفية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يشعرون بالإرهاق من
الأعباء المالية، وأن 70% فقط ممن هم في سن العمل يعملون بالفعل.وأضافت كورتيس: "سيراقب خبراء السياحة والسفر أحدث الاتجاهات الناشئة المرتبطة بأجيال المسافرين والمتمثلة في "جيل ألفا" وهم أطفال جيل الألفية. وحسب "سكيفت"، سيبدأ هؤلاء الأطفال من مواليد ما بعد عام 2010، في اتخاذ ترتيبات السفر الخاصة بهم قبل نهاية هذا العقد بفترة طويلة، وهناك اعتقاد بأنه من المتوقع أن يكونوا أكثر زعزعةً لمفاهيم وتجارب السفر من آبائهم".أخيرًا، ينفق "الجيل زد" المولود بين عامي 1996 و2010 أي الذين تراوح أعمارهم ما بين 10
إلى 24 عامًا، نحو 11% من ميزانية السفر الخاصة بهم على الأنشطة والجولات السياحية أعلى من أي جيل آخر، وذلك حسب البحث الذي أجرته إكسبيديا. ما يميز المسافرين ضمن هذا الجيل الأكثر انفتاحًا عن الأجيال الأخرى هو أن حوالي 90% منهم يستمدون أنشطتهم من أقرانهم وأصدقائهم على منصات التواصل الاجتماعي، في حين أن 70% منهم منفتحون على الأفكار الجديدة والإبداعية. وباعتبارهم أفرادًا رقميين حقيقيين، فإنهم يفضلون البحث والتخطيط وإجراء حجوزات السفر الخاصة بهم عبر هواتفهم الذكية، كما أنهم توّاقون إلى تجارب
جديدة وحقيقية وفريدة من نوعها.واختتمت كورتيس بالقول: "في ضوء هذه الاتجاهات الجديدة التي تواجه المسوقين وقدرتهم على تلبية رغبات المسافرين من مختلف الأجيال، سيسلط معرض سوق السفر العربي من خلال الجلسات والندوات الحوارية الضوء على كيفية تعامل الفنادق والوجهات ومعالم الجذب ومشغلي الرحلات مع هذه المتغيرات وتقديم باقات وخدمات وعروض تناسب مختلف الأجيال. كما سنطلق خلال المعرض ولأول مرة منتدى أرايفال دبي لاستكشاف الجيل القادم من الاتجاهات والابتكارات للأنشطة السياحية ضمن الوجهة الواحدة، وللتطرق إلى الفرص المختلفة التي يوفرها هذا القطاع". تعتبر سوق السفر العربية من أبرز الأحداث في قطاع السياحة والسفر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسب رأي أبرز المتخصصين في هذا القطاع، وقد استقبلت دورة عام 2019 نحو 40,000 متخصص في قطاعات السفر والسياحة والضيافة من 150 دولة. كما شهد المعرض مشاركة أكثر من 100 جهة عارضة جديدة، وسجل أكبر مشاركة في تاريخه من قارة آسيا.
قد يهمك ايضًا: