الرياض - السعودية اليوم
في ظل الانهيار الاقتصادي الذي يواجهه العالم، جراء الإجراءات الاحترازية المتبعة بسبب فيروس كورونا، بدأت بعد البلدان في إعادة بعض أنشطتها الاقتصادية، من بينها قطاع السياحة، وفي المملكة العربية السعودية، أعلن وزير السياحة، أحمد الخطيب أن عودة القطاع السياحي في المملكة العربية السعودية للعمل ستكون في 21 يونيو/حزيران الجاري، وذلك أسوة بالدول التي أعادت تشغيل القطاعات السياحية بعد الإغلاق بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وطرح بعضهم تساؤلات بشأن الإجراءات التي يمكن أن تتبعها المملكة للبدء في هذه الخطوة، ومدى أهميتها الاقتصادية، خاصة في ظل تسجيل حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا في المملكة، ومعظم دول العالم.
عودة السياحة
وقال وزير السياحة السعودي: "بدأنا نشاهد مؤشرات لبعض دول العالم التي بدأت تعيد العمل السياحي، والسعودية سوف تستأنف ذلك في نهاية شوال الجاري، ما عدا مكة المكرمة"، مؤكدًا "جهوزية الوزارة لإطلاق برنامج ثري للسياحة الداخلية في الصيف، ولاسيما أن 80% من المواطنين يرغبون في السياحة الداخلية، وستجهز الوزارة كثيرًا من البرامج التي سيتم إطلاقها إذا تم الاتفاق مع وزارة الصحة"، لافتًا إلى أن "أكثر من 80 مليون موظف بالقطاع السياحي العربي، أو جزءًا منهم، معرضون لفقد وظائفهم من جراء تداعيات أزمة جائحة كورونا العالمية".
آليات احترازية وقائية
وبدوره قال المستشار المالي والمصرفي الاقتصادي السعودي، ماجد بن أحمد الصويغ، إن "المملكة أعلنت عن عودة السياحة مجددًا، مع اتخاذ تدابير جديدة، من أجل سياحة وقائية خالية من جميع الأمراض"، موضحًا أن "الآليات التي ستتبعها المملكة لإعادة هذا القطاع الحيوي والرافد الاقتصادي المهم ما زالت غير معلنة إلى الآن، لكنها في النهاية ستحرص على مصلحة المواطن والمقيم والسياح الزائرين".
وأكد أن "المملكة بالاتفاق مع منظمة السياحة العالمية، وضعوا أفكارًا من أجل إيجاد أسس وأنظمة وقوانين سياحية تناسب الفترة الحالية، وفي ظل انتشار فيروس كورونا"، مشيرًا إلى أن "الترتيب لهذه الخطوة من المؤكد أنه راعى في المقام الأول كافة التدابير الاحترازية والوقائية للحيلولة دون انتشار الفيروس مجددًا، وفي الغالب سيكون جنبًا إلى جنب مع وزارة الصحة من أجل الحفاظ على سلامة الجميع، وسيكون الشعار الصحة أولا من أجل سياحة ممتعة".
وبشأن استعداد القطاع لاستقبال السائحين في ظل الأزمات الاقتصادية، قال: إن "حكومة المملكة العربية السعودية سبق ودعمت القطاع السياحي بـ 50 مليون ريال، لمواجهة آثار الأزمة والحفاظ على الوظائف من أجل ذلك اليوم، إعادة القطاع لعمله مجددًا".
دعم اقتصادي
من جانبه قال المحلل السعودي الدكتور شاهر النهاري: إن "المملكة العربية أعلنت عودة النشاط السياحي للعمل خلال أيام، وهو إجراء من الحكومة على اعتبار أن مناعة القطيع قد أصبحت الفاصل لمعظم الدول التي تعرضت لفيروس كورونا"، موضحًا أن "المملكة قررت إعادة النشاط السياحي بعد استعدادها بشكل كامل، واختبار قدرتها على الفحص والمعالجة، ولا فارق بين المواطن والمقيم والزائر في الحصول على تلك الخدمات".
وأكد أن "المملكة كانت مرتبطة مع عدد كبير من الأشخاص اللذين كانوا ينوون حضور المواسم والفاعليات، والاطلاع على مناطق المملكة السياحية والتراثية والتاريخية"، مشيرًا إلى أن "المملكة العربية السعودية ستحاول في الفترة القادمة إعادة السياحة بشروط احترازية، ونوع كبير من الحذر خوفًا من انتشار فيروس كورونا".
وأوضح أن "عودة السياحة في المملكة تأتي في وقت بات فيه الاقتصاد عصب الحياة، وهذا ما أثبتته معظم الدول الأجنبية الكبرى أمريكا والصين وأوروبا، والتي عادت لمزاولة الحياة بشكل طبيعي خاصة القطاعات الاقتصادية".
ومضى قائلًا: "المملكة أيضا بهذه الخطوة يمكنها عقد اجتماع مع رؤساء دول مجوعة العشرين والتي ترأسها بشكل طبيعي، دون الحاجة للعمل عن بعد، خاصة أن اللقاءات المباشرة ستكون أفضل وستجني ثمارها جميع الدول المشاركة".
وفي وقت سابق، تم نشر تفاصيل برنامج الصيف لأطول مسار سياحي بطول 1835 كلم من أبها إلى تبوك مرورا بالباحة والطائف وجدة ورابغ وينبع، مستهدفا السياحة الداخلية بالتنقل بالسيارات لوجود إجراءات صارمة على الطيران، كما وضعت وزارة السياحة السعودية ضوابط مشددة لتطبيق احترازات مكافحة كورونا، برفع درجات التعقيم والتباعد وارتداء الكمامات وما إلى ذلك.
وأشاد بيان المجلس الوزاري العربي للسياحة بالجهود التي اتخذتها الدول العربية لاحتواء تفشي الفيروس، ومنح الأولية لصحة مواطنيها، واتخاذ عدد من الإجراءات لتسريع التعافي من الآثار السلبية على القطاع السياحي، مؤكدا أهمية اتخاذ الخطوات المكملة في هذا الشأن.
وحدد البيان الختامي عدة توصيات لاستكمال الجهود العربية لمواجهة الآثار السلبية المترتبة على انتشار جائحة كورونا ومنها: التعاون بين الدول العربية الأعضاء لتنسيق الجهود ورفع قيود السفر على عدة مراحل، مع الأخذ في الاعتبار الاحتياطات اللازمة.
وأكدت التوصيات أهمية ضمان صحة وسلامة العاملين في قطاع السياحة والسفر، وتنسيق الجهود لدعم الوصول إلى التعافي الشامل للقطاع السياحي، كذلك توفير بيئة سفر آمنة تساعد على إعادة بناء الثقة لدى السائح، وتشجيع السياحة، والعمل على استقطاب السياح الدوليين فور انتهاء أزمة تفشي فيروس كورونا.
قد يهمك ايضا :ط
"مجموعة العشرين" تتعهد بإعادة إطلاق قطاع السياحة العالمية المتضرِّر مِن "كورونا"