حالة ارتجاج الدماغ

تمكّن العلماء من تطوير فحص دم جديد يمكن أن يكشف عن الارتجاج في الرأس بعد أسبوع واحد من الإصابة، إذ يعملون على تحليل العلامات البيولوجية المعروفة باسم البروتين الحمضي الدبقي، الذي يوجد في خلايا محيطة بالخلايا العصبية في الدماغ، وعند حدوث إصابة في الرأس تسارع الخلايا الدبقية لإفراز البروتين في مجرى الدم، فيعمل الاختبار على كشف وجود هذا البروتين.

ويأتي هذا الفحص نظرًا إلى أن ما يقرب من ربع مليون طفل في الولايات المتحدة الأميركية يتعرضون للارتجاج كل عام بسبب ممارسة الرياضة، ويصل المتوسط إلى 700 طفل/ يوم ممن يصلون المستشفى مع هذه الحالة، وتشخص حالات الارتجاج قبل الفحص من خلال الأعراض التي تشمل القيء وفقدان الوزن وعدم وضوح الرؤية أو الصداع، وإذا لم يشخص المرضى من جميع الفئات العمرية بشكل صحيح فلن يحصل المرضى على العلاج المناسب وسيعانون من مشاكل صحية على المدى الطويل مثل الصداع لفترات طويلة والدوار وفقدان الذاكرة والاكتئاب.

واكتشف العلماء أن العلامات البيولوجية التي يفرزها المخ عند وجود جرح أو إصابة تبقى في مجرى الدم لمدة سبعة أيام، وبهذه النتيجة استطاعوا وضع الفحص الذي سيفيد المرضى الذين تظهر عليهم أعراض المرض متأخرًا، وأوضحت قائدة فريق البحث، الدكتورة ليندا بابا، من صحة أورلاندو في ولاية فلوريدا "يمكن أن تكون أعراض ارتجاج الرأس معتدلة بسبب إصابة الدماغ، ولكن غالبًا ما يتأخر التشخيص ليصل إلى بضعة أيام، وهذا الفحص يمكن أن يزود الأطباء بأداة مهمة لتشخيص حالة هؤلاء المرضى بشكل صحيح ولاسيما الأطفال".

وتابعت دكتور بابا "نستطيع الكشف عن وجود البروتين في مجرى الدم من خلال الفحص لمدة أسبوع بعد الإصابة"، وتتبعت الدراسة ما يقرب من 600 مريض لمدة ثلاثة أعوام، وكان الفحص قادرًا على اكتشاف ما يقل من 97% من الحالات فوق سن الـ18، واستطاع الاختبار تحديد أي المرضى الذين احتاجوا للمساعدة وجراحة الدماغ والأعصاب، وتبلغ أهمية الاختبار في أن معظم حالات الارتجاج لا تسعى إلى الرعاية الطبية بأيام عدة بعد تعرضه للإصابة.

وأضافت رئيس البحث "هذا الاختبار يمكن أن يشخص المشكلة للأطباء من خلال علامات بيولوجية في الدم ويقلل الحاجة لإجراء الأشعة المقطعة التي هي حاليًا الطريقة الأكثر دقة لتشخيص أمراض الدماغ"، وتعتبر هذه الأشعة مكلفة وترتبط بالتعرض للاشعاع، وبيّنت الدكتور "يريد الأطباء التقليل من كمية الأشعة المقطعية على المرضى وخاصة الأطفال الذين هم أكثر عرضة للحساسية من الإشعاع والآثار الجانبية التي تأتي منها، ولحسن الحظ يبدو أن هذا الاختبار البسيط للدم يعطينا تقريبًا نفس نتائج الأشعة المقطعية"، وحللت الدراسة 152 طفلًا في غضون ست ساعات من الإصابة بالارتجاج الخفيف أو المتوسط، وأظهرت النتائج أن الاختبار استطاع الكشف عن إصابات في الدماغ بنسبة 91% بدقة أكبر، وهذه نتيجة مماثلة لما تقدمها الأشعة المقطعية.

واختتمت بابا بقولها "هذا يمكن أن يغير الطريقة التي يشخص بها المرض، ليس فقط لدى الأطفال ولكن لكل من أصيب بالرأس، ولدينا الكثير من اختبارات الدم لتشخيص أجزاء من الجسم مثل القلب والكبد والكلى، ولكن لم يكن هناك يومًا اختبار يشخص صدمة في المخ، ما يعد تغييرًا كبيرًا".