واشنطن - عادل سلامة
يتساءل الكثير من الناس عن أسباب نضالهم من أجل الالتزام بالحمية الغذائية رغم نواياهم الحسنة، وفي كثير من الأحيان ستكون العقبات عقلية أكثر منها مادية رغم أنه يصعب الاعتراف بهذه العقبات.
توضح أخصائية التغذية لورا كلارك والمدربة كاورل أن رايس أن قليلا من مراجعة الذات يمكن أن يساعد على التعرف على العوائق؛ وبالتالي استعادة السيطرة على الوزن وتغيير عادات الطعام على المدى الطويل ليصبح الإنسان حيويا ويفقد الوزن بشكل مستدام، وهناك بعض الحيل التي يمكن استخدامها للتغلب على العقبات العقلية لتحقيق النتائج التي يريدها الإنسان.
وعاش الإنسان على مدى بضعة ملايين من السنين على طريقة العلف في الأكل، ولسوء الحظ فإن أكثر عادات الأكل لديه تكونت في ذلك الوقت، وحتى في العالم الحديث فإن مطاعم الوجبات السريعة والخفيفة المنتشرة بلا حدود لا تزال تتكيف مع الطريقة البدائية للحياة التي كان يعاني الإنسان خلالها من نقص الطعام.
ويجبل الإنسان على غزيرة الالتهام في جيناته منذ الوقت الذي لم يكن يعرف فيه موعد الوجبة التالية، وتشير خبيرة التغذية لورا كلارك إلى أنه يجب على الجميع أن يفهم كيف يأكل الطعام، فإن لم يستطع الإنسان معالجة نمط حياته في اتباع النظام الغذائي فإنه لا مفر من أن يستعيد أي وزن فقده في السابق بمجرد انتهاء النظام الغذائي وربما في نهاية المطاف يعود ويكسب وزنا أكثر.
ويجب على الإنسان إعادة تدريب نمط التفكير الخاص به، واتخاذ نهج استباقي وتزويد جسمه بالوقود الجيد طوال اليوم بدلا من نهج رد الفعل، فينتهي به الأمر إلى أن يأكل أطعمة خاطئة، وتعد كلمة قوة الإرادة المفتاح لدى الكثيرين عند مناقشة اتباع نظام غذائي صحي، ولكن لماذا يمتلك بعض الأشخاص قوة إرادة أكثر من آخرين؟ ويعرف عن الرئيس أوباما أنه يرتدي بذلة واحدة، والسبب في ذلك أنه لا يرغب في إضاعة وقته في انتقاء بدلة أخرى، ولعكس الفكرة فإن قوة الإرداة تعرف بضبط النفس وهي مورد محدود، وخلال اليوم فإن موارد ضبط النفس يجري استغلالها باستمرار وتنفذ كلما احتاج الأمر لاتخاذ قرارات، وكلما تعقدت هذه القرارات فإن المزيد من هذه الموارد تتسرب.
وتكمن فكرة القصة في أنه إذا عاد الإنسان إلى المنزل من العمل بعد يوم طويل صعب فإنه يكون تحت سيطرة ‘غراء تناول الطعام مثل حزمة من البسكويت؛ وعليه فإنه من المهم أن يقرر الإنسان مسبقا ويخطط لوجبات الطعام التي سيتناولها من بينها الوجبات الخفيفة، ويمكن لوجبة خفيفة أن تساعد في فقدان الوزن، والاهتمام في الوقت ذاته بأن تكون الوجبات غنية بكل العناصر الغذائية.
ويعد البروتين مهما لشعور الإنسان بأنه شبعان لأطول فترة ممكنة؛ وبالتالي سيستطيع إنقاص وزنه، بجانب فيتامينات بي التي تسهم في التمثيل الغذائي الصحي، إضافة إلى معادن الزنك والمغنيسيوم والكالسيوم المهمة لسير الجسم السليم، ويجب أن تحتوي الوجبات الغذائية المصممة على كل المغذيات الطبيعية للمساعدة على تعزيز قوة الجسم. وترتبط الكثير من النساء بعلاقة عاطفية مع الطعام التي تقودها باستمرار، ويمكن للدوافع العاطفية أن تأتي من أي مكان من مصادر تتراوح بين الإجهاد والخوف أو الحاجة إلى الراحة أو الإلهاء، ويستخدم الإنسان الطعام كعكاز عاطفي لأن الأطعمة الغنية بالسكريات يمكن أن تسبب الإدمان مثل الأدوية، وعلاوة على ذلك فإن تناول الكربوهيدرات يعزز مستويات هرومون السيروتونين الذي يعطي الشعور بالسعادة على المدى القصير.
ولتجنب هذه الأمور تنصح كارول الناس بالتفكير بطرق صحية أكثر غير مرتبطة بالطعام مثل ممارسة الرياضة لأنها تطلق الإندروفين الذي يعزز الشعور الإيجابي وضبط النفس عن الطعام في الوقت عينه. ويساعد عثور الشخص على هواية جديدة أو مهارة ما في عكس نفس فوائد تناول الطعام، وعليه ألا يبحث عن حلول سريعة إذا كان يرغب في إجراء تغييرات على النظام الغذائي الخاص به، وأن يعرف أن أهم المهارات العقلية التي يجب تعلميها هي الصبر، وسيعطي تغير العادات الغذائية على مدى فترة طويلة من الزمن نتائج مستدامة أكثر.
ويخاف بعض الناس من تناول البروتين فيعتقدون أنه يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، ولكن أثبتت الدراسات أنه قادر على إشعارهم بالشبع لأطول فترة ممكنة، ويساعد أيضا على تقليل أحجام الوجبات وسحق الرغبة الشديدة بوجبة خفيفة لفترة ما بعد الظهر؛ وبالتالي التقليل من السعرات الحرارية، ويساعد الجسم في الحفاظ على كتلة العضلات التي تحمى معدل الأيض وهو أمر حيوي لفقدان الوزن.
وتكشف العديد من الدراسات أن الحمية الغنية بالروتين لديها مزايا لإدارة الوزن بنجاح والحصول على المغذيات الحيوية في الوقت نفسه، ومع الأسف فإن عين الإنسان أكبر من معدته؛ وبالتالي من المهم أن يلتزم بحجم صغير من الأطباق وألا يطهو الكثير من الطعام، وإلا فسيأكل الكثير من الطعام ويكسب المزيد من السعرات الحرارية. وتكمن الطرق الفعالة في فقدان الوزن في الممارسات قديمة الطراز كأن يوثق الإنسان طعامه كل يوم ويزن نفسه باستمرار، ويجلب النشاط إلى حياته اليومية، بجانب التخطيط للوجبات طوال اليوم، وهذا ما يحدث فرقا، وهي أفضل الخيارات بالنسبة للأشخاص الذين يريدون فقدان الوزن.