واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت "غوغل" عن ارتفاع مطرد في عمليات البحث عن كلمة الإصابة بـ"البرد"، والذي يزداد طوال الخريف ويصل الذروة تماما بينما نقترب من الاحتفال بعيد الميلاد، في أعماق الشتاء. ويُظهر محرك البحث العملاق أيضا أن عمليات البحث عن "الأنفلونزا" بدأت في الزيادة على مدى نفس الفترة.
فهل بدأت في العطس خلال الأيام القليلة الماضية؟ إذا كانت الإجابة "نعم"، فأعلم أنك لست وحدك فهناك الكثير مثلك. فمع بداية انتهاء التوقيت الصيفي، يعتبر هذا التوقيت من السنة هو التوقيت التي نبدأ فيه بالاستسلام للعطس والسعال، وبداية قضاء الكثير من الأيام تحت لحاف. وهناك دليلين يدعمان هذه الحقيقة المحزنة؛ دليل إحصائي، وآخر قصصي. أما بالنسبة للأول، فإن غوغل قد كشفت عن ارتفاع مطرد في عمليات البحث عن كلمة الإصابة بـ"البرد".
وبالنسبة للدليل القصصي، فلتلقي نظرة على عرض المبيعات في المرة القادمة التي تزور فيها صيدلية. حيث قبل بضعة أسابيع كنت قد تجد كريم الشمس، والأن سترى الأنواع المختلف لأدوية البرد والأنفلونزا، وقد تضاعفت مبيعات أدوية السعال والحساسية في السوق بنسبة 5 أضعاف للفرد في العام الماضي، ليصل إلى ما مجموعه 270 مليون جنيه إسترليني ، وفقا للبحث التي أجراها مينتيل.
وهناك علاقة واضحة بين الموسم والزيادة في البرد والإنفلونزا في جميع أنحاء بريطانيا، وتسبب الإنفلونزا 600 حالة وفاة في المتوسط. التمييز بين الاثنين أمر مهم، تقول الدكتورة سارة كايات، التي أنشأت برنامج " GPDQ" أول تطبيق لطبيب تحت الطلب في المملكة المتحدة: "الكثير من الناس يعتقدون أنهم قد أصيبوا بإنفلونزا ولكنهم قد أصيبوا بالبرد. والناس لا يموتون من البرد. والمرضى المسنين، الذين يعانون من مشاكل مع جهاز المناعة، والأطفال الرضع، والنساء الحوامل - من خلال منحهم لقاح الانفلونزا فنحن لا نحاول منعهم من العطس، نحن نحاول منع الموت ".
وحاليا، هناك ثلاث فرضيات يعتقد الخبراء أنها تسهم في انتشار الأنفلونزا في البلاد بداية من تشرين الثاني/ نوفمبر فصاعدا. والأول هو بسبب غريزتنا إلى السبات بعيدا عن البرد. تقول الدكتور كايات: "في الصيف، من المرجح أن تسير إلى العمل أو تستخدم دراجة بدلا من استخدام القطار أو المترو الذي يحضن كل هذه الأمراض"، مشيرة إلى فكرة أن الأمور تنتشر بسهولة أكبر عندما نكون على اتصال وثيق مع الآخرين.
وتعني غريزة السبات أيضا أننا أقل عرضة لرؤية الشمس، الشيء الذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى نقص فيتامين (د) وانخفاض في إنتاج الميلاتونين. والنتيجة النهائية هي قمع جهاز المناعة، مما يجعلنا أكثر عرضة للعدوى.
وهناك استجابة مناعية للبرد. فالأوعية الدموية في أنوفنا تضيق عندما يكون الجو بارد ، مما يوقف انتشار الدم ويعني أن خلايا الدم البيضاء التي هي في دمنا والتي تدافع عن أجسادنا من الالتهابات، لا تعمل أيضا. وقد تكون الفرضية الثالثة لانتشار الأنفلونزا السنوية هو الحال مع الظروف الخارجية، وخاصة درجة الحرارة والرطوبة، وهو أحد جوانب دراسة فيروس الجهاز التنفسي التي قام بها جيفري شامان، مدير برنامج المناخ والصحة في جامعة كولومبيا، وقد درس بإسهاب ذلك، ونشر النتائج الأولى له قبل تسع سنوات. وتركز دراسته على كيفية انتقال جزيئات الإنفلونزا من شخص إلى آخر.