القاهرة- شيماء مكاوي
تجسد الفنانة غادة عبدالرازق شخصية شجرة الدر، في مسلسلها الجديد، والذي سيعرض في رمضان المقبل، وبذلك تعتبر هي الممثلة الرابعة التي ستجسد هذه الشخصية، حيث سبقها عدد من النجمات اللاتي قدمن هذا الدور بإتقان؛ منهن الفنانة الراحلة، تحية كاريوكا، في فيلم "واإسلاماه"، وإن كان الدور والقصة
السينمائية اختلفت كثيرًا عن التاريخ، أما الفنانة الثانية؛ فكانت الفنانة الراحلة نوال أبوالفتوح، والتي قدمت هذه الشخصية في مسلسل "الفرسان"، للمخرج حسام الدين مصطفى، واستطاعت بشكل كبير أن تقدم شجرة الدر بشكل واقعي، وتجسد شخصيتها كإنسانة وملكة، والفنانة الثالثة، هي السورية سوزان نجم الدين، والتي قدمت الدور في مسلسل "الظاهر بيبرس".
ولكن في الحقيقة تبقى القديرة تحية كاريوكا، أسطورة هذا الدور في السينما؛ لأنها أول مَنْ قدمته، وإن كانت نوال أبوالفتوح قدمتها باقتدار أيضًا؛ فهل تنجح غادة في دخول هذا السباق الفني؟
وبشأن الشخصيات التاريخية في الدراما المصرية فقد قدم نجوم عدة، شخصيات تاريخية مثل، الرئيس جمال عبدالناصر، والذي قدمه ثلاثة ممثلين، هم: أحمد زكي، وخالد الصاوي، ورياض الخولي، وقد استطاع زكي أن يتفوق في تجسيد تلك الشخصية بقدر لا يعقل، وهناك شخصية صلاح الدين الأيوبي، والتي قدمها الفنانون: أحمد مظهر، وحلمي فوده، وبالطبع استطاع مظهر أن يتفوق في تجسيد تلك الشخصية بلا منازع.
أما شخصية الرئيس محمد أنور السادات؛ فقدمها الفنانون: أحمد زكي، وأحمد عبدالعزيز، وعبدالله غيث، ومفيد عاشور، والغريب في الأمر أنهم نجحوا جميعًا؛ لأن كلًّا منهم تناول شخصية السادات من منظور جديد ومختلف عمن قبله؛ لذلك يعتبر تجسيد تلك الشخصية من أنجح الشخصيات التاريخية التي جُسدت.
وتقول الناقدة، ماجدة موريس، "تجسيد الشخصيات التاريخية في الدراما المصرية أمر في غاية الأهمية، ومن الضروري التعريف بالشخصية، وأبعادها الإنسانية، والاجتماعية، ومدى تأثيرها في التاريخ، ولكن خطورة هذا التجسيد، يكمن في البعد عن الحقيقة، وتدخل الحبكة الدرامية في تجسيد تلك الشخصيات"، موضحة أن "هذا ما حدث عندما قامت الفنانة تحية كاريوكا بتجسيد شخصية شجرة الدر؛ لأنها بعدت تمامًا عن الحقيقة التاريخية لها، لذا دائمًا لابد من الحرص عند تجسيد تلك الشخصيات على نقل الحقيقة؛ لأنها تعلق في أذهان المشاهدين، وتبقى خالدة مدى الحياة".
أما الناقد، نادر عدلي؛ فيقول "من الضروري أن نُعرِّف المشاهدين بالشخصيات التاريخية إلا أن هذا الأمر يتطلب الأمانة في نقل أبعاد تلك الشخصية بكل ما يحيطها من أحداث، وليس مجرد تجسيد للاسم فقط، بعيدًا عن الحقيقة".
وأضاف "أتمنى عودة المسلسلات التاريخية، بعد أن غابت عن الدراما المصرية لسنوات طويلة، وفي الحقيقة تلك الأعمال تؤرخ لمراحل مختلفة من التاريخ التي يجب التعرف عليها عن طريق الدراما".