بيروت ـ العرب اليوم
قرر «مسرح إسطنبولي» وجمعية «تيرو للفنون» في لبنان، إقامة الدورة الأولى من «مهرجان صور السينمائي الدولي لفيلم الموبايل» في 20 و21 يونيو (حزيران) المقبل. ويرتكز هذا الحدث على مسابقة رسمية تقام عبر موقع وصفحة «فيسبوك» الخاصين بمهرجان صور السينمائي. وهو يشرع أبوابه لغاية 20 مايو (أيار) الجاري أمام كل من يرغب من المواهب الشابة. ويتيح لهم الفرص لتقديم أعمالهم المصورة من خلال كاميرا التليفون الجوال. ويشجع كثيرين منهم لا يملكون الإمكانيات اللازمة للبدء بأولى تجاربهم السينمائية.
وحددّت اللجنة المشرفة على المهرجان شروط المشاركة وأهمها ضرورة تصوير العمل بكاميرا الموبايل على ألا تقل جودتها عن 20 ميغا بيكسل. ويمكنها أن تكون تسجيلية وروائية قصيرة مع أو من دون موسيقى وألا تتجاوز مدتها الـ5 دقائق ولا تقل عن الدقيقتين.
ويقول قاسم إسطنبولي منظم المهرجان في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن الفنون تواكب الناس في جميع ظروفها فتكون بمثابة مرآته الاجتماعية. كما أنّها تعكس حالته النفسية من إحباط وحزن وفرح وسعادة. ولقد ارتأينا القيام بهذه الخطوة في زمن التباعد الاجتماعي الذي يفرضه الوباء كي نسمح للناس من مختلف دول العالم التعبير عن تطلعاتهم ومخاوفهم، وكذلك للكشف عن موضوعات وأفكار أخرى غير (كورونا) تراودهم».
مسرح إسطنبولي في مدينة صور الجنوبية سبق ونظم ورش عمل فنية مباشرة عبر الإنترنت. وكذلك مشروع بعنوان «من الشباك» يتضمن إنتاج فيلم سينمائي قصير عبر شرفات وشبابيك المنازل بواسطة التليفون الجوال الشهر الماضي. ويعلق قاسم إسطنبولي في سياق حديثه: «في الحقيقة أنّ مشروع (من الشباك) هو الذي دفعنا لتنظيم (مهرجان صور السينمائي الدولي للموبايل). ولمسنا من خلاله ومن كثافة مقاطع فيديو مصورة استقبلناها مدى حاجة الناس للتعبير عن معاناتها. فهذه الأفلام القصيرة كانت بمثابة وسائل بوح وفضفضة لكثيرين من لبنان وخارجه رأوا فيها متنفساً يحتاجونه في زمن الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي».
ويشير إسطنبولي إلى الموضوعات التي يتطرق إليها المشاركون في هذا المهرجان ويقول: «وردتنا أفلام من غزة تحكي عن معاناة المصور الفوتوغرافي اليوم في فلسطين، وفي ظل الاحتلال الإسرائيلي لبلادهم. كما تلقينا فيلماً من هولندا يصور فيه أحدهم كيف يمضي يوماً كاملاً في زمن (كورونا). ومن تونس وردنا فيلم عن عادات وتقاليد شهر رمضان. فالتعددية في الموضوعات المتناولة تشكل ميزة هذا المهرجان، إذ مع كاميرا الـجوال تسهل مهمة المصور في إنتاج فيلم قصير».
بعض هذه الأفلام يتضمن قصة أو أغنية وحتى قصيدة شعر أو عزفاً على آلة موسيقية. «إنّ الجائحة التي يعيش تحت وطأتها مجمل سكان الكرة الأرضية كان لها وجه إيجابي تمثل بتقدم الإنسانية على غيرها من القيم الاجتماعية، ولا سيما الزائفة منها التي تعمّ المجتمعات. فالناس ومن خلال هذه الأفلام يعبرون بصدق عن أنفسهم بعيداً عن العناصر المادية والمظاهر الخارجية التي كانت تسود إيقاع حياتهم قبل الجائحة».
ويؤكد إسطنبولي في معرض حديثه، أنّ جمعية تيرو للفنون تعمل على برمجة العروض السينمائية الفنية والتعليمية للأطفال والشباب عبر موقعها الإلكتروني. ويضيف: «هذه الأعمال من شأنها أن تنسج شبكات تبادلية مع مهرجانات في الخارج فتتيح الفرصة لمخرجين شباب لعرض أفلامهم، وكذلك على تعريف الجمهور الإلكتروني على تاريخ السينما المحلية والعالمية. كما تؤمن اللامركزية في عروض جوالة عبر (باص الفن والسلام)، الذي يتنقل في مختلف مناطق لبنان من أجل تشجيع أهاليها على مقاربة الفن السينمائي من زوايا مختلفة».
قد يهمك ايضـــًا :
نيللى كريم رئيس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة في مهرجان الجونة
"خمسة أولاد وعجل" ينافس على جائزة الأفلام القصيرة في مهرجان جسر الفنون