القاهرة ـ سعيد فرماوي
أبرمت مصر والكويت اتفاقات لإنشاء مشاريع للبتروكيماويات والأسمدة الفوسفاتية بقيمة بلغت نحو 6.8 بليون دولار، ستساهم في إيجاد نحو 28 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وتعظيم القدرة الإنتاجية لمصر من المواد البترولية لتغطية الاحتياجات المحلية وفتح مجالات للتصدير.
شهد رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب ووزير البترول والثروة المعدنية شريف إسماعيل توقيع مذكرات التفاهم بين الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات وشركة فوسفات مصر والشركة القابضة المصرية الكويتية والشركة العالمية للبتروكيماويات وشركة بوابة الكويت القابضة وشركة بوبيان للبتروكيماويات الكويتية.
يذكر أنَّ هذه المشاريع ستُطرح في "مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري" أمام المستثمرين كافة ضمن قائمة المشاريع المقدمة من قطاع البترول.
في إطار اهتمام الجانب الكويتي، طلب توقيع مذكرات تفاهم لبدء الدراسات الخاصة بهذه المشاريع التي تشمل مجمع إنتاج البروبيلين ومشتقاته، اعتمادًا على استغلال كميات البروبان المتاحة بتسهيلات شركة غاسكو في الإسكندرية بدلاً من تصديرها؛ بهدف تصنيع منتجات ذات قيمة مضافة عالية وتوفير عملة صعبة من خلال إحلال الواردات من المنتجات النهائية المثيلة وتصدير الفائض، إضافة إلى إيجاد نحو 600 فرصة عمل مباشرة وسبعة آلاف غير مباشرة.
تبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع ما بين 420 و470 ألف طن سنويًا من مشتقات البروبيلين اعتمادًا على نحو 320 ألف طن سنويًا من البروبان.
كما تقدر تكلفة المشروع الاستثمارية بنحو 2.5 بليون دولار، ومن المخطط بدء التشغيل العام 2020.
من المشاريع أيضًا مجمع التكرير والبتروكيماويات الذي تبلغ كلفته الاستثمارية نحو ثلاثة بلايين دولار، وتهدف المرحلة الأولى من المشروع إلى تحقيق أقصى استغلال للطاقات الإنتاجية لمعامل التكرير القائمة في السويس اعتمادًا على توفير زيت خام مستورد وتكريره في المعامل القائمة في كل من شركة السويس وشركة النصر، مقابل فئة تصنيع لإنتاج مشتقات البترول، مثل النافتا والغازولين والكيروسين وغيرها، لتغطية احتياجات السوق المحلية من خلال الهيئة العامة للبترول وتصدير الفائض بموافقة الهيئة.
إضافة إلى دراسة الاستغلال الأمثل من منتج النافتا بالتعاون مع شركة السويس للخدمات البترولية عبر إنشاء وحدات لإنتاج مواد بتروكيماوية ذات قيمة اقتصادية مرتفعة لتغطية احتياجات مشاريع البتروكيماويات من المواد الخام اللازمة لها وتصدير الفائض.
أما مشروع إنتاج الفورمالدهيد ومشتقاته، فيهدف إلى إنتاج 70 ألف طن سنويًا من الفورمالدهيد ومشتقاته، تشمل اليوريا فورمالدهيد، والبولي أسيتال، والفينول فورمالدهيد، والميلامين فورمالدهيد، وذلك باستخدام نحو 30 ألف طن سنويًا من مادة الميثانول المنتجة من الشركة المصرية لإنتاج الميثانول في دمياط ومادة اليوريا المنتجة من شركات الأسمدة في دمياط والإسكندرية.
يؤمِّن المشروع نحو 200 فرصة عمل مباشرة و2500 غير مباشرة، وسيشيد في منطقة مطوبس الصناعية في كفر الشيخ، وتبلغ تكلفته الاستثمارية نحو 100 مليون دولار، ومن المخطط بدء التشغيل العام 2018.
يهدف مشروع مجمع الأسمدة الفوسفاتية والمركبة، الذي تقدر كلفته الاستثمارية بنحو 1.2 بليون دولار ويُتوقع إنجازه خلال ثلاث سنوات، إلى تصنيع حامض الفوسفوريك والأسمدة الفوسفاتية والمركبة باستخدام نحو ثلاثة ملايين طن سنويًا من خام الفوسفات في مناجم أبو طرطور في الوادي الجديد.
وسيؤمِّن المشروع نحو ألفي فرصة عمل مباشرة وأكثر من 10 آلاف فرصة غير مباشرة، وتبلغ طاقته الإنتاجية نحو 500 ألف طن سنويًا من حامض الفوسفوريك و350 ألف طن سنويًا من ثلاثي سوبر الفوسفات و350 ألف طن سنويًا من ثنائي أمونيوم الفوسفات.
أكد رئيس الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، محمد سعفان، أنَّ هذه المشاريع تمثل شراكة بين الجانبين المصري والكويتي، سواء في إعداد الدراسات أو تمويلها، وما زلنا ندرس اختيار المواقع المطروحة، مشيرًا إلى أنَّ مجال البترول من المجالات الجاذبة للاستثمار، وهذه المشاريع مهمة جدًا رغم أنَّ إنجازها وبدء الإنتاج قد يستغرقان نحو خمس أو ست سنوات، ولكننا واثقون من النتائج الإيجابية والمردود الجيد على الاستثمار.
كما أوضح رئيس اتحاد الصناعات الكويتية حسين الخرافي أنَّ الجانب الكويتي تحمس لبدء هذه المشاريع بعد الدعم الذي لمسه من القيادتين المصرية والكويتية، وبعد الاستقرار الذي تشهده مصر حاليًا.