الجزائرـ سميرة عوام
شهدّت أسواق الجملة للخضار و الفاكهة، مع اقتراب حلول شهر رمضان في الجزائر ارتفاعا فاحشا أثار استياء وتخوف السكان، الذين هددوا بالخروج إلى الشارع في انتفاضات شعبية في حال عدم تدخل وزارة التجارة والتي لم تجد أي حل لاحتواء ملف المضاربة خاصة أمام تدني القدرة الشرائية وتدهور المستوى المعيشي للسكان في ظل الارتفاع المفاجئ للخضار و الفاكهة، ومختلف المواد الواسعة الاستهلاك، بينما كشفت وزارة التجارة الجزائرية عن تنصيب فرق تابعة لمديريات التجارة من أجل تضييق الخناق على الأسواق و الباعة الذين يتحايلون على المواطن البسيط من أجل ترويج سلعهم الاستهلاكية مقابل الربح السريع.
ومن جانبه قال نائب ثاني باللجنة الوطنية لأسواق الجملة للخضار و الفاكهة في الجزائر عكي محمد الصالح "إن السوق الوطنية ستعرف تراجعا في معدل تسويق منتوج البطاطا مقارنة بالسنة الماضية وأن هذه الكمية لا تكفي حاجيات المستهلك خلال شهر رمضان الكريم بسبب أن هذه المنتج لم ينضج بعد إلا بأربع ولايات تمول باقي ولايات الوطن وهي كل من ولاية عين الدفلى ومعسكر وعين بسام و الصحراء كما أكد ذات المتحدث أن باقي المنتوجات واسعة الاستهلاك فهي متوفرة بكثرة بينما الأسعار ستعرف ارتفاعا ثلاثة أيام قبل حلول شهر الصيام وتستمر حتى الأسبوع الأول منها مع احتمال عودة الأسعار للاستقرار من جديد.
وأكد عضو اللجنة إنه لا يوجد احتكار للمواد واسعة الاستهلاك من طرف التجار وأن الأسعار تخضع لقوانين السوق أي العرض والطلب في السوق حرة، كما أن المنتوجات الوطنية متوفرة بالنسبة للخضر السلاطة والطماطم والفلفل الحلو والجزر والشمندر ، اللفت واللوبيا الخضراء والثوم والبصل واللوبيا الحمراء فهي متوفرة ويكثر عليها الطلب خلال رمضان هذا بالإضافة إلى أن الفواكه الأكثر استهلاكا في رمضان هي » والخوخ والتفاح والموز والبنان والبطيخ بشتى أنواعه.
وفي سياق متصل كشفت وزارة التجارة الجزائرية عن تنصيب فرق تابعة لمديريات التجارة من أجل تضييق الخناق على الأسواق و الباعة الذين يتحايلون على المواطن البسيط من أجل ترويج سلعهم الاستهلاكية مقابل الربح السريع و في هذا الشأن من المنتظر أن تطلق التجارة الجزائرية حملة واسعة لمحاربة التجارة الفوضوية و التي ستتسبب في إثارة الفوضى و الغليان الشعبي خاصة في ظل الأسعار الأخيرة و المرشحة للارتفاع في حال عدم تدخل وزارة عمارة بن يونس.
من جهته وزير التجارة عمارة بن يونس أعطى تعليمات للجهات المعنية و شركاء القطاع الفلاحي و التجاري بجلب المنتوجات الواسعة الاستهلاك خاصة المتعلقة بمنتوج البطاطا لتوفير احتياجات السكان خلال رمضان باعتبار أن البطاطا فاكهة الفقراء و من شأنها أن تغطي احتياجات العائلات الفقيرة.
وعلى صعيد آخر وزعت أغلب محافظات الجزائر قفة رمضان على الفقراء و المعوزين في وقت مبكر هذه السنة وذلك بناء على احتجاجات السكان و هذه العائلات البسيطة والتي طالبت بالاستفادة من قفة رمضان أيام قبل حلول شهر الفضيل وذلك بسبب غلاء المواد الواسعة الاستهلاك منها مادة الفريك والزيت و الطماطم ،و عليه فإن وزارة الداخلية وافقت على مطالب العائلات ، مؤكدا على توزيع نحو 300ألف قفة ومساعدات انسانية وجهت للفقراء و كل العائلات المحتاجة لمثل هذه المساعدات، خاصة بعد أن قفزت البطاطا إلى 45 دينار فيما بلغت الطماطم 70دج وهي النقطة التي أثارت تخوف المستهلكين والذين اتهموا الدولة بتورطها في التواطؤ مع المضاربين لإغراق السوق الوطنية بهذه المواد
اللحوم من جهتها و بمختلف أنوعها شكلت عائق آخر للفقراء والذين تراجعوا على عملية اقتناء اللحوم المستوردة من الهند مؤكدين على أنه سيتم تعويض اللحم بالسمك بعد تراجع سعره مؤخرا بأسواق الجزائر
ومن جهة أخرى أبدى التجار استعدادهم للمساهمة في العمليات التضامنية والخيرية خلال الشهر الفضيل داعين الجمعيات الخيرية والعائلات المعوزة للعمل معهم لتوزيع بعض المواد التي تعرف أسعارها ارتفاعا فاحشا خلال السنة الجارية