تفشي فيروس "كورونا"

 تعرضت أسواق الأسهم حول العالم إلى موجة بيعية حادة كما شهدت أسواق الملاذ الآمن تكالب قوي من جانب المستثمرين خلال تعاملات اليوم الإثنين، مع تطورات مفاجئة بشأن تفشي الكورونا. وعلى غير المعتاد، تحول تركيز الأسواق بعيداً عن الصين بعد انتشار الفيروس بشكل ملحوظ في دول خارج البلاد بل وخارج القارة بأكملها. وشهدت إيطاليا الإبلاغ عن وفاة 4 أشخاص وإصابة أكثر من 150 شخصاً بالفيروس، كما أن إنجلترا شهدت اكتشاف حالات جديدة.

وأعلنت إيران 8 حالات وفاة مع إصابة 43 شخصاً بالفيروس الصيني في المجمل. لكن داخل القارة الآسيوية، فإن كوريا الجنوبية رفعت حالة التأهب للأمراض المعدية إلى أعلى مستوى لأول مرة في عقد وتأتي هذه الخطوة بعدما زاد عدد الوفيات إلى 7 أشخاص مع وجود 763 شخصاً داخل حدود كوريا الجنوبية يحملون الفيروس المميت. وفي الصين بما في ذلك مقاطعة هوبي، بلغ عدد الوفيات في المجمل 2592 حالة كما زاد عدد المصابين إلى 77.150 ألف شخص.

وقال كبير الاقتصاديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك "آي.إن.جي" في تعليقات نقلتها صحيفة "فايننشال تايمز" إنه من المرجح أن تُبدي الأسواق الحذر الشديد أمام انتشار الفيروس العالمي، مضيفاً أن الأمر لم يعد مجرد قضية آسيوية. وحذرت مديرة صندوق النقد الدولي "كريستالينا جورجيفيا" من مخاطر تفشي الكورونا خارج الصين على التعافي الاقتصادي العالمي، معبرة عن آمال الجميع في التعافي السريع على "شكل V"، والذي يشير إلى تراجع حاد في النشاط الاقتصادي يعقبه تعافياً سريعاً ومستداماً.

وشهدت الأصول التي تعتبر بمثابة ملجأ الأمان في أوقات التوترات والمخاوف قفزة قوية بقيادة الذهب، كما أن أسعار السندات الحكومية وكذلك عملات الملاذ الآمن سجلت ارتفاعاً ملحوظاً. وبحلول الساعة 10:50 صباحاً بتوقيت جرينتش، صعد سعر العقود الآجلة لمعدن الذهب تسليم شهر أبريل/نيسان بنحو 2.3 بالمائة أو ما يوازي 37.70 دولار ليصل إلى 1686.50 دولار للأوقية. كما زاد سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة 2.6 بالمائة أو ما يعادل 42.63 دولار مسجلاً 1686.04 دولار للأوقية.

ومع تكالب المستثمرين على السندات الحكومية كأحد أصول الأمان، تراجعت العوائد على تلك الديون، نظراً لوجود علاقة عكسية بين الأسعار والعائد. وتراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات إلى 1.39 بالمائة، كما هبط العائد على سندات الحكومة الألمانية التي يحل موعد سدادها بعد 10 سنوات إلى -0.492 بالمائة. وانخفض كذلك العائد على ديون الحكومة البريطانية مستحقة السداد بعد 10 أعوام إلى 0.508 بالمائة، كما انخفض العائد على سندات الحكومة الإسبانية من نفس الآجل إلى 0.193 بالمائة.

وبالنسبة لسوق النفط، فكان واحداً من السلع التي تضررت بشدة من المخاوف بأن تفشي الكورنا قد يعيق النمو الاقتصادي العالمي وبالتبعية يُلقي بظلاله السلبية على الطلب العالمي على الخام. وتراجع سعر العقود المستقبلية لخام برنت القياسي تسليم شهر أبريل/نيسان بنحو 3.7 بالمائة مسجلاً 56.35 دولار للأوقية. كما هبط سعر العقود الآجلة لخام نايمكس الأمريكي تسليم شهر أبريل/نيسان بنحو 3.6 بالمائة ليتراجع إلى 51.45 دولار للأوقية.

وفي سياق العملات التي تعتبر كملاذ آمن، ارتفع الين الياباني أمام الدولار الأمريكي بنحو 0.3 بالمائة مسجلاً 111.30 ين. في حين، تراجع الفرنك السويسري مقابل العملة الأمريكية بنحو 0.3 بالمائة، لترتفع الورقة الخضراء إلى 0.9809 فرنك. وشهد الدولار - والذي بات وجهة للمستثمرين كأحد الملاذات الآمنة مؤخراً - مكاسب ملحوظة، حيث ارتفع مؤشر الدولار الرئيسي الذي يرصد أداء الورقة الأمريكية مقابل 6 عملات رئيسية بنحو 0.4 بالمائة مسجلاً 99.619.

وكان مؤشر الدولار شهد زيادة حادة في الأسبوع الماضي دفعته لتسجيل أعلى مستوياته في 3 أعوام عند 99.91. وتركزت الخسائر في الأصول الخطرة كالأسهم، حيث سيطر اللون الأحمر على كافة التداولات الآسيوية والأوروبية، وتشير العقود المستقبلية إلى خسائر حادة في البورصة الأمريكية. وتراجع مؤشر "ستوكس 600" بنحو 3.7 بالمائة إلى 412.2 نقطة كما هبط مؤشر "فوتسي" البريطاني بنسبة 3.5 بالمائة مسجلاً 7146.4 نقطة. وتراجع مؤشر "داكس" الألماني بأكثر من 3.7 بالمائة إلى 13069.4 نقطة كما انخفض المؤشر الفرنسي "كاك" بنسبة 3.8 بالمائة إلى 5798.5 نقطة. وكان مؤشر "فوتسي إم.آي.بي" الإيطالي أكبر الخاسرين في البورصات الأوروبية، حيث فقد 4.7 بالمائة من قيمته متراجعاً إلى 23596.4 نقطة. وتعرض مؤشر "كوسبي" في كوريا الجنوبية لأسوأ أداء يومي منذ أواخر عام 2018 بانخفاض 3.9 بالمائة في جلسة اليوم، ليغلق عند مستوى 2168 نقطة.

كما أن الأسهم الصينية تعرضت إلى خسائر تصل إلى 0.4 بالمائة بنهاية جلسة اليوم، في حين نجحت البورصة اليابانية في تفادي الموجة البيعية مع توقف التداولات في عطلة رسمية اليوم في البلاد. وفي "وول ستريت"، تشير العقود الآجلة إلى أن مؤشر "داو جونز" سوف يستهل تعاملات الأسبوع على تراجع بنحو 2.6 بالمائة أو ما يعادل 762 نقطة مسجلاً 28219 نقطة. كما يتوقع أن يستهل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الجلسة عند مستوى 3252.2 نقطة بانخفاض 2.6 بالمائة، كما من المتوقع أن يتراجع مؤشر "ناسداك" بنسبة 3.1 بالمائة.

قد يهمك ايضـــًا :

أسواق الأسهم الخليجية تتراجع بفعل التوتر الأميركي الإيراني

هبوط أسواق الأسهم في الخليج بسبب التوترات الأمريكية الإيرانية