رام الله ـ وليد ابوسرحان
يعمل أكثر من عشرين ألف فلسطيني في المستوطنات الإسرائيلية، فيما تتواصل المطالبات الفلسطينية لاسرائيل بوقف البناء في المستوطنات المقامة في الاراضي المحتلة عام 1967 .
واظهرت احصائية فلسطينية رسمية بان هناك حوالي عشرين الف فلسطيني يعملون في المستوطنات ،وذلك في ظل اقدام حكومة بنيامين نتنياهو على منح المزيد من
التصاريح لعمال فلسطينيين للعمل بالمستوطنات وداخل الاراضي المحتلة عام 1948.
ويُوصف الكثير من العمال الفلسطينيين وخاصة الذين لا يحملون تصاريح عمل بانهم يعملون "كعبيد" عند مشغليهم الاسرائيليين مقابل تشغيلهم كونهم لا يحملون التصاريح.
وتعتبر فئة العمال داخل اسرائيل من اكثرة الفئات الفلسطينية التي تتعرض لإذلالٍ يومي على المعابر، حيث يضطر بعضهم لمغادرة منزله الساعة الثانية فجر للانتظار امام المعابر المؤدية لاسرائيل لحجز دور له، خاصة وان العديد من المعابر لا تفتح ابوابها الا الساعة الخامسة صباحا.
ويواصل جيش الاحتلال على المعابر التنكيل بالعمال الفلسطينيين جراء تفتيشهم والتدقيق في هوياتهم وتصاريحهم بعد ان يكونوا قد انقضى عليهم ساعات وهم في طوابير طويلة امام المعابر انتظارا لدورهم للدخول، في حين ان العمال الذين لا يحملون تصاريح تخولهم الدخول عبر المعابر لداخل اسرائيل فأنهم يسلكون الكثير من الطرق للوصول الى عملهم، واهمها اما التسلق على الجدار الفاصل الذي يتجاوز ارتفاعه 9 امتار، مستعينين بالسلالم والحبال، وإما التسلل عبر مناهل تصريف مياه الامطار التي تكون تحت الكتل الاسمنته لجدار الفصل، فيما يضطر الكثير منهم للمبيت تحت الاشجار والاحراش في مناطق قريبة من مكان عملهم او في القدس الشرقية لتجنب "رحلة العذاب اليومية" التي يقومون بها لتجاوز جدار الفصل الفاصل القدس عن الضفة الغربية وفاصل الضفة عن الاراضي المحتلة عام 1948 .
ويعيش هؤلاء العمال حالات من الكر والفر مع شرطة وجيش الاحتلال تنتهي في بعض الاحيان باعتقال بعضهم والتعرض للضرب المبرح قبل ان يزج بهم في السجون يتهمة دخول اسرائيل بشكل غير مشروع، او تنتهي بإصابات بعضهم جراء التعثر والتدحرج خلال الهروب من تلك القوات التي تطاردهم بسيارتها العسكرية عبر الجبال والوديان.
ويعتبر هؤلاء العمال انفسهم، خاصة العاملين داخل المستوطنات بانهم "عبيد الالفية الثالثة" كونهم الاكثر تعرضا للاهانة والاستعباد من مشغليهم ، الذين يشغلونهم بالمستوطنات بدون تصاريح عمل كونهم ممنوعين من قبل الامن الاسرائيلي من الحصول عليها للعمل داخل اسرائيل، الامر الذي يستغله المشغلون لهم بالمستوطنات لتشغيلهم لاكثر من 12 ساعة باليوم بأجر قليل وبخس.
ويعمل في المستوطنات وفق الاحصائيات الاسرائيلية ما يقارب 25 الف فلسطيني ومعظمهم يعملون داخل المصانع وشركات البناء الاسرائيلية المنتشرة في المستوطنات المتواجدة في الضفة الغربية ،ويتم تشغيلهم من قبل مشغلين اسرائيليين في اعمال شاقة مقابل مبالغ مالية ضئيلة .
وفي ظل استغلال المستوطنات الاسرائيلية للعمال الفلسطينيين بوصفهم ايدي عاملة رخيصة في ظل انعدام فرص العمل لهم بالاراضي الفلسطينية واضطرارهم للعمل من أجل تأمين لقمة العيش لانفسهم وعائلاتهم .
وأوضح مركز الاحصاء الفلسطيني الخميس بان عدد العاملين من الضفة الغربية في اسرائيل -اي داخل الاراضي المحتلة عام 1948 - والمستوطنات ارتفع من 96 ألف عامل في الربع الثاني من عام 2013 إلى 103 ألف عامل في الربع الثالث 2013.
وقد توزع عدد العاملين في اسرائيل والمستوطنات حسب حيازتهم للتصريح في الربع الثالث 2013 بواقع 51,100 عامل لديهم تصاريح عمل و34,600 عامل بدون تصاريح عمل و17,600 عامل يحملون وثيقة اسرائيلية أو جواز سفر أجنبي.
ويأتي اقدام هذا العدد الكبير من الفلسطينيين ومعظمهم من العاملين في قطاع البناء على العمل داخل المستوطنات او داخل الاراضي المحتلة عام 1948 بسبب ارتفاع نسبة البطالة وعدم توفر فرص عمل في الاراضي الفلسطينية .
وبلغ عدد العاطلين عن العمل حسب تعريف منظمة العمل الدولية حوالي 275 ألف شخص في فلسطين خلال الربع الثالث 2013، منهم حوالي 145 ألف في الضفة الغربية وحوالي 130 الآف في قطاع غزة.
وما يزال التفاوت كبيراً في معدل البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة حيث بلغ المعدل 32.5% في قطاع غزة مقابل 19.1% في الضفة الغربية، أما على مستوى الجنس فقد بلغ المعدل 20.3% للذكور مقابل 37.8% للإناث في فلسطين.
وسجلت أعلى معدلات بطالة للفئة العمرية 20- 24 سنة حيث بلغت 43.1% في الربع الثالث 2013.
واحتلت محافظة الخليل أعلى معدلات بطالة في الضفة الغربية حيث بلغت 22.3% ، بينما سجلت محافظة خانيونس أعلى معدلات البطالة في قطاع غزة بنسبة 35.8%.
وبلغ عدد العاملين في المستوطنات الإسرائيلية حسب الاحصاء الفلسطيني حوالي 20 ألف عامل في الربع الثاني والثالث لعام 2013، في حين سجل قطاع البناء والتشييد أعلى نسبة تشغيل في إسرائيل والمستوطنات والتي تشكل 61.0% من اجمالي العاملين الفلسطينيين في إسرائيل والمستوطنات.