الرياض ـ العرب اليوم
رسم خبراء عالميون ومحليون خريطة طريق أمام نحو 70 ألف طالب وطالبة يتخرجون من الجامعات السعودية سنويًا، وتوقّعوا أن تشهد السنوات القليلة المقبلة اختفاء عدد من الوظائف والصناعات، وأن يكون التحدي الأكبر للعالم هو خلق وظائف جديدة تناسب متغيرات سوق العمل، وتواكب قطار الرقمنة والتطور التكنولوجي الكبير، ووسط مشاركة مفكرين وخبراء ومشاهير في تكنولوجيا المستقبل، بحثوا خلالها الفرص المستقبلية لتمكين الموظفين على مدار جلسات علمية وورش عمل في ملتقى "مستقبل التقدم" بالرياض أمس، بحضور لافت لمسؤولين عن الأمن السيبراني والتحول الرقمي الحكومي.
وتوقّع المؤلف المحاضر أيان خان، مخترع "مؤشر المستقبل"، توقف كثير من المهن وخلق وظائف جديدة في المستقبل، قائلًا إن "التكنولوجيا تغير العالم بوتيرة سريعة جدًا... الذكاء الصناعي، والبيانات المتسلسلة، والسيارات المستقبلية، والروبوتات، تتطور بمعدل لم يسبق له مثيل، وهو ما سينعكس على حياتنا، وجوهر الإنسان"، وأضاف: "سيكون التحدي الكبير أمام العالم هو توليد وظائف جديدة لم تكن موجودة، حيث ستغير التقنية كثيرًا من الصناعات، وستتوقف مهن كثيرة عن العمل في السنوات القليلة المقبلة، مع ظهور فرص جديدة، وينبغي على الشركات والمنظمات أن تتحرك لجذب أصحاب المواهب والمبدعين الذين يمتلكون مهارات خاصة".
ودعت الكاتبة الألمانية الشهيرة الدكتورة إلسا ستريادس، صاحبة أعلى الكتب مبيعًا، إلى استخدام الخيال العلمي في إطلاق المبادرات والمبتكرات التي تساعد على التحول السريع نحو المستقبل، موضحة أن مرتكزات رؤية المملكة 2030 تستند إلى مستقبل مزدهر، ومجتمع حديث يعتمد على التكنولوجيا، وأبانت أن ذلك "سيساهم في تمكين المبدعين وأصحاب المهارات، وفتح باب الابتكار"، مشيرة إلى ضرورة استفادة المنشآت الناشئة من التقنية بشكل أمثل، وتمكين الموظفين من التفاعل مع المتغيرات الجديدة.
وتحدث خبير الروبوتات والذكاء الصناعي الهولندي كريستيان كروم عن الانفجار التكنولوجي، وقال إن "العالم كله يتجه نحو الرقمنة، وإن التقنية المتسارعة تمهد لولادة اقتصاد جديد، حيث ستساهم البيانات المتسلسلة في تجديد النظام النقدي، وستقوم التكنولوجيات النانوية بتعطيل صناعات بأكملها".
وأضاف: "سيكون لتقنيات مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والعمليات المتكاملة والبيانات المتسلسلة تأثير كبير على التخطيط في الأعمال التجارية والمجتمعات وحياتنا الشخصية. ورغم كونها واعدة، فإننا سندرك أن التكنولوجيا هي سفينة فارغة".
ومن جهتها، وضعت خبيرة تطوير الأعمال لميس هذباوي خريطة طريق لنجاح الخريجين الجدد في الجامعات والمدارس، خلال ورشة عمل عن مهارات الاتصال والتوظيف في 2030، حيث تساءلت في البداية: "في كل عام يتخرج أكثر من 70 ألف طالب وطالبة بالسعودية، فما الذي يجعل كل واحد منهم يبرز؟ ما الشيء الذي يجب عليهم القيام به بعد التخرج؟".
وأجابت قائلة: "عادة ما يكون هدف الخريجين هو تأمين التوظيف، أو بدء عمل تجاري جديد. وللقيام بذلك، يحتاج الخريجون إلى أن يكونوا قادرين على توفير الراحة لصاحب العمل المحتمل، وتسويق أنفسهم بصورة مبتكرة، وهذا يتطلب من الخريج تطوير هويته التجارية الشخصية، وأن يكون قادرًا على إظهار مهاراته، وتسويقها بشكل جيد في سوق العمل".